هشاشة العظام: أسباب هشاشة العظام، وكيفية الوقاية من هشاشة العظام

ما هو مرض هشاشة العظام

هشاشة العظام هو مرض يجعل العظام في الجسم ضعيفة و قابلة للكسر بسهولة.

أهمية المعرفة بهشاشة العظام:

  • تعد هشاشة العظام أشهر مرض أيضي يصيب العظام.
  • يتم إهماله بالعادة و لا يعالج دائماً بالشكل المناسب، لعدم وجود أعراض له، ويتم التشخيص في معظم الأحيان بعد الإصابة بكسرٍ غير متوقع بالنسبة لحجم الإصابة، أي بعد فوات الأوان.
  • كسر العظام يشكل مشكلة كبيرة، و خاصةً إن حدث الكسر في عظام الحوض، بحيث قد يفقد المرض القدرة على المشي و الحركة، و الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين للقيام بأمورهم اليومية.
في هذا المرض تكمن الأهمية بتجنب الكسر بالدرجة الأولى.

فسيولوجية المرض

العظام هي أنسجة حية تتكون من كالسيوم و عدد من العناصر الأخرى، هناك توازن بين عملية البناء وعملية للهدم للحصول على عظام سليمة. في هشاشة العظام يكون هدم العظام أسرع من القدرة البنائية للجسم لإعادة تكوينه، فتُصبح العظام ضعيفة، هشَّة و ابلة للكسر بسهولة، وتحدث الهشاشة بلا أي علامات تحذيرية أو أعراض ولذلك يطلق عليه بأنه مرضٌ صامت.

في الطفولة وعمر الشباب فإن الجسم يبني أكثرَ مما يهدم و هذا بدوره ينتجُ عظاماً قوية وسليمة، عند ال25 من العمر تكون العظام في أقوى ما يمكن، ويبقى معدل نمو الخلايا مستقراً تقريبا لعدة سنوات، في عمر ال40 تبدأ الخلايا بالموت بسرعة أكبر من قدرة الجسم البنائية، و بذلك تبدأ كثافة العظم بالنقصان بشكلٍ تدريجي، و قد تصل بالنهاية إلى هشاشة العظام.

ما هي العظام الأكثر عرضة للإصابة

جميع عظام الجسم معرضة للإصابة بهشاشة العظام، ولكن هناك عظام أكثر عرضة للكسر من غيرها مثل:

  • عظام العمود الفقري.
  • عظام الحوض.
  • عظام القفص الصدري.
  • الرسغ

قد تؤدي هشاشة العظام إلى ظهور حدب في أعلى الظهر وإلى نقص في الطول.

أعراض هشاشة العظام

هشاشة العظام هو مرض صامت. لأنه يحدث تدريجياً خلال سنوات فلا يلاحظه المريض إلا بعد أن يُحدِثَ كسراً، يلاحظُ قِصراً في قامته أو وجود تحدب في أعلى الظهر. ومن الأعراض الأخرى:

  • فقد الأسنان: فقد الأسنان قديكون علامة على أن هشاشة العظام أصابت عظام الفك.
  • ألم في الظهر: حدوث كسر أو تهدم في عظام العمود الفقري قد يكون إشارة إلى الإصابة بهشاشة العظام.

تشخيص هشاشة العظام

أفضل وسيلة للتشخيص هي عبر (DXA test) وهو نوع خاص من صور الأشعة يتم به تحديد كثافة العظام.

يُنصح بإجرائه لجميع السيدات فوق65 من العمر لأنهن أكثر عرضةً بالإصابة. و قد يقوم به الطبيب أيضاً لبعض المرضى المصابين بأمراض أو يأخذون أدوية تزيد من خطر الإصابة.

الفئة الأكثر عرضة للإصابة

  1. الجنس: تصاب النساء بصورة أكبر من الرجال بهشاشة العظام، نتيجة لقلة هرمون الاستروجين بعد انقطاع الطمث، الهرمونات الأنثوية تحافظ على كثافة العظام.
  2. العمر: تزداد الإصابة مع التقدم بالعمر (<50).
  3. العرق: هشاشة العظام توجد أكثر في العرق الأبيض و الآسيويين.
  4. الوراثة: إصابة أحد من العائلة ترفع من نسبة الإصابة.
  5. الوزن: الوزن اقل من 58 كغم.
  6. انقطاع الدورة الشهرية.
  7. بدء الدورة الشهرية في عمر متأخر و انقطاعها بعمرٍ مبكر.
  8. نمط الحياة المُتسم بالكسل  الخمول.
  9. نقص الكالسيوم.
  10. بعض الأدوية تحمل خطراً من الإصابة بهشاشة العظام و منها: (الستيرويدات (الكورتيزون)، مضادات التشنج، الهيبارين، الأنسولين، هرمون الثايرويد و الأدوية الكيميائية).
  11. التدخين وشرب الكحول.
  12. نقص هرمون الأستروجين أو التستوستيرون.

الوقاية من هشاشة العظام

من حسن الحظ، هناك العديد من عوامل الوقاية والعلاجات التي تحافظ على كثافة العظام فتُأخر أو تمنع من الإصابة بهشاشة العظام. و إذا شُخِص المريض بالهشاشة فالعلاجات التي تمنع من النقص المستمر في كثافة العظام  و تعمل على زيادتها موجودة.

من أهم العوامل للوقاية من هشاشة العظام هو الحفاظ على حياة صحية بكافة جوانبها و منها:

  1. التغذية: تناول طعام صحي بحيث يشتمل على كمية كافية من البروتين والسعرات الحرارية و يحتوي أيضاً على وفرة من الكالسيوم و فيتامين د.
  2. الكالسيوم: على الرجال و السيدات قبل انقطاع الطمث الحصول على الاقل على 1000 مغم من الكالسيوم يوميا، يمكن الحصول على الكالسيوم من الطعام أو من الحبوب. بعد انقطاع الطمث يجب على السيدات استهلاك 1200 مغم من الكالسيوم، ولا يجب استهلاك اكثر من 2000 مغم لتجنب الأعراض الجانبية.
    يوجد الكالسيوم في: الحليب ومنتجاته من الأجبان والألبان و في الخضراوات الخضراء.
  3. من الجيد تناول الأطعمة المحتوية على فيتامين د منها: تناول الحليب المغذى بفيتامين د، الأسماك، عصير البرتقال، الألبان و الحبوب المُغَذية بفيتامين د.
  4. الرياضة: يجب ممارسة الرياضة على الاقل لمدة 30 دقيقة ثلاثَ مراتٍ أسبوعياً، من الرياضات الجيدة المشي و الهرولة و حمل الأثقال. ممارسة الرياضة تزيد من و تحافظ على كثافة العظام، كما أنها تُقوي العضلات فتُحسن من التوازن و تقلل من احتمالية السقوط و بالتالي الكسر. و يجب البدء بممارسة الرياضة منذ الصغر و عمر الشباب و الاستمرار بها.
  5. يجب تجنب عوامل الخطورة مما سبق ذكره: كالتدخين و الكحول.
  6. تجنب السقوط: السقوط يزيد من احتمال الكسر لدى المصابين بهشاشة العظام و لذلك يجب أخذ وسائل الحذر من السقوط ومنها:
    • الحرص على وجود إنارة جيدة.
    • استخدام الوسائل المساعدة للمشي في حالة الحاجة لذلك.
    • تجنب المشي على الأرض الملساء أو الرطبة.
    • تجنب المشي في الأماكن غير المألوفة.
    • قد يقوم الطبيب -إن أمكن- باستبدال الأدوية التي تحمل خطراً جانبياً من السقوط بأخرى لا تفعل.
    • زيارة طبيب العيون بشكل منتظم لفحص النظر.
ملاحظة: الفائدة من ممارسة الرياضة تُفقد بسرعة إذا ما توقفت عنها، لذا حاول أن تمارسها بطريقة تستمتع بها بحيث تستمر عليها.

علاج هشاشة العظام

علاج هشاشة العظام يشمل التقليل من سرعة نقص العظم و زيادة معدل البناء، و يشمل نوعين من الأدوية:

  1. الأدوية التي تبطىء من سرعة نقص العظام (Antiresorptive Medication)، ومنها:
    • البسفوسفونات (Bisphosphonates): وهي أكثر الأدوية شهرة لعلاج هشاشة العظام، وأول دواء يصفه الطبيب، تقلل الخطر من الكسر بنسبة 50%، وتشمل هذه العائلة عدداً من الأدوية: alendronate (Binosto, Fosamax), ibandronate (Boniva), risedronate (Actonel) and zoledronic acid (Reclast).
    • الدينوزوماب (Denosumab): يستخدم في علاج هشاشة العظام لدى السيدات بعد انقطاع الطمث، يُعطى على شكل حُقن تحت الجلد كل ستة أشهر، و يُعد خط العلاج الثاني بعد تغيير نمط الحياة و دواء البسفوسفونات.
    • الكالستونين (Calcitonin) هو أحد الهرمونات التي يكونها الجسم والتي تقلل من هدم العظام، يستخدم في العلاج من هشاشة العظام ولا يستخدم في الوقاية، ويعد أضعف من البسفوسفونات في الوقاية من الكسر.
    • الرالوكسفين (Raloxifene): وهو يعمل مثل الاستروجين، و بأعراض جانبية أقل من الاستروجين، وهو يستخدم للعلاج و للوقاية من هشاشة العظام و تقلل كذلك من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
    • الاستروجين: حتى وقت قريب كان يستخدم لعلاج الهشاشة، ولكن بسبب الأعراض الجانبية المتمثلة في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان بطانة الرحم و زيادة احتمال الإصابة بالتجلطات فلم يعد استخدامه مسموحاً لعلاج الهشاشة.
  1. الأدوية التي تزيد من معدل نمو العظام (Anabolic Medication)، ومنها:
    • دواء التيريباراتايد (Teriparatide)، الذي يزيد من نمو العظم ويقلل من احتمالية الكسر.

المصادر

  • Arthritis Foundation (2018) What is Osteoporosis?, Available at: https://www.arthritis.org/about-arthritis/types/osteoporosis/what-is-osteoporosis.php (Accessed: 7 January, 2019).
  • Harold N Rosen, MD (2018) Patient education: Osteoporosis prevention and treatment (Beyond the Basics), Available at: https://www.uptodate.com/contents/osteoporosis-prevention-and-treatment-beyond-the-basics (Accessed: 7 January, 2019).
  • Monique Bethel, MD (2018) Osteoporosis, Available at: https://emedicine.medscape.com/article/330598-overview (Accessed: 7 January, 2019).
السابق
اضطراب ما بعد الصدمة، واعراض ما بعد الصدمة النفسية
التالي
اضطراب الوسواس القهري: ماهيته، أسبابه، وسبل علاج اضطراب الوسواس القهري.

اترك تعليقاً