أمراض الأعصاب

الصداع النصفي، ما هي أسباب الصداع النصفي وكيفية تجنبها

الصداع النصفي

ما هو الصداع النصفي

يعد الصداع النصفي أحد أكثر الشكاوى شيوعًا في الطب، وهو اضطراب معقد يشمل نوبات صداع متكررة. في الولايات المتحدة الأمريكية، يعاني أكثر من 30 مليون شخص من نوبة واحدة أو أكثر كل عام، ويمثل هذا النوع ما نسبته 64% من الصداع الشديد لدى الإناث و43% من الصداع الشديد لدى الذكور. حوالي 75% من المرضى الذين يعانون من هذا المرض هم من الإناث، بمعدل واحدة من كل ست نساء، وقد ازداد معدل حدوث المرض لدى الإناث في سن الإنجاب خلال العشرين سنة الماضية.

قبل البلوغ، يكون معدل حدوث الصداع النصفي النوع في الذكور منه في الإناث، وبعد سن 12 عامًا، يزداد معدل حدوث المرض لدى الذكور والإناث، ليصل إلى الذروة في سن 30-40 سنة. وعادةً ما تقل شدة وعدد النوبات بعد سن 40 عامًا، باستثناء النساء في فترة انقطاع الدورة الشهرية.

اسباب الصداع النصفي

يلعب العامل الوراثي دورًا قويًا في إحداث المرض، حيث تشير الدراسات إلى أن حوالي 70٪ من هؤلاء المرضى لديهم قريب مصاب بالمرض من الدرجة الأولى، كما يزداد خطر الإصابة به 4 أضعاف لدى أقارب الأشخاص الذين لديهم الصداع النصفي مع أورة (Aura).

الصداع النصفي الشقيقي العائلي هو نوع نادر من، يكون غالبا مسبوقًا بأورة أو متبوعًا بشلل نصفي عادة ما يكون مؤقتًا، وقد يترافق مع خلل في المخيخ مسببًا ترنح لدى المريض، يرتبط المرض بموقع معين على كروموسوم رقم 19 وتشير الدلائل إلى أن هذا الموقع قد يكون هو المسئول عن أشكال أخرى من هذا المرض. تم التوصل حتى الآن إلى أن ثلاث جينات هي المسئولة عن إحداث هذا النوع.

العوامل التي تزيد خطر الإصابة بنوبات الصداع النصفي

تم التعرف على العديد من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بنوبات هذا المرض، منها:

  • التغيرات الهرمونية، مثل تلك التي ترافق الحيض، الحمل والتبويض.
  • التوتر والضغوطات النفسية.
  • النوم المفرط أو الحرمان من النوم.
  • الأدوية مثل موسعات الأوعية وموانع الحمل الفموية.
  • التدخين.
  • التعرض للإضاءة الساطعة أو القوية.
  • الروائح القوية مثل العطور، الكولونيا، ومشتقات النفط.
  • رضوض الرأس.
  • التغيرات المناخية.
  • دوار الحركة.
  • المأكولات والمشروبات الباردة، مثل: الآيس كريم.
  • عدم ممارسة الرياضة.
  • الصيام أو تخطي وجبات الطعام الرئيسة.
  • النبيذ الأحمر.
  • بعض الأطعمة والمضافات الغذائية، مثل:
    • الكافيين
    • المحليات الصناعية
    • الغلوتامات أحادية الصوديوم
    • الحمضيات
    • الأطعمة التي تحتوي على التيرامين (مثل الجبن القديم)
    • اللحوم المعلبة

ومع ذلك، فشلت معظم الدراسات الكبيرة في إثبات معظمها كمحفزات، ولم تظهر أية أنظمة غذائية نتيجة يمكن استخدامها في العلاج. مع ذلك، يجب على المرضى تجنب الأطعمة التي تحفز تطور نوبات الصداع لديهم. على الرغم من أن الشوكولاتة تعتبر من مسببات الصداع النصفي، إلا أن البيانات المأخوذة من بعض الدراسات لا تدعم هذا الأمر.

أعراض الشقيقة

عادةً ما يحدث الغثيان والقيء في وقت لاحق من النوبة في حوالي 80٪ و50٪ من المرضى على التوالي، كما قد يصاحب الصداع فقدان الشهية والشحوب والغثيان. وفي حالات أخرى، يصاحب الصداع أعراض الرهاب والحساسية من الضوء والصوت.

تتضمن الأعراض العصبية الأخرى التي يمكن ملاحظتها ما يلي:

  1. شلل نصفي أو ضعف في حركة الأطراف، ويعرف هذا العرض بالصداع النصفي الفالج.
  2. فقدان القدرة على الكلام.
  3. الارتباك وتشوش الأفكار.
  4. تنميل الأطراف.

الأعراض السابقة لحدوث النوبات

تحدث هذه الأعراض لدى حوالي 60٪ من هؤلاء المرضى، وتسبق النوبات بعدة ساعات، وقد تتضمن ما يلي:

  1. رهاب وحساسية عالية للضوء والصوت والروائح.
  2. الخمول أو التثاؤب الغير مسيطر عليه.
  3. الرغبة الشديدة والمستمرة في تناول الطعام.
  4. التغيرات النفسية والمزاجية مثل الاكتئاب والغضب.
  5. العطش وكثرة التبول.
  6. احتباس السوائل.
  7. الإمساك أو الإسهال.

قد يصعب اعتبار هذه الأعراض جزءًا من المرض إذا كانت تحدث بمعزل عن الصداع أو إذا كانت خفيفة.

الأورة

هي عبارة عن مجموعة من الأعراض العصبية التي قد تسبق نوبة الصداع أو تصاحبها، وتكون مدتها عادةً من 5 إلى 20 دقيقة وتستمر لأقل من 60 دقيقة. يمكن أن تكون الأورة بصرية أو حسية أو حركية أو مزيج من الثلاثة.

  1. الأعراض البصرية: تمثل الأورة الأكثر شيوعًا، والتي قد تشمل العيوب البصرية المختلفة أو حتى العمى الكامل.
  1. الأعراض الحسية: تغير الإحساس والخدلان أو التنميل، تحدث في 40 ٪ من الحالات، تشكل الأورة الثانية الأكثر شيوعًا، وغالباً ما تشمل الشفاه واليد والذراع والوجه والشفتين واللسان.
  2. الأعراض الحركية: قد تحدث الأعراض الحركية في 18 ٪ من المرضى، وتحدث عادةً مع أعراض حسية، وغالبًا ما توصف بأنها إحساس بثقل الأطراف ولكن بدون أي ضعف حقيقي. قد تحدث اضطرابات في الكلام واللغة في 17-20 ٪ من المرضى، وترتبط هذه الاضطرابات عادة بثقل أو ضعف الطرف العلوي.

التشخيص

وفقًا لمعايير التشخيص التي وضعتها الجمعيات الدولية، يتم تشخيص مرض الصداع النصفي إذا شهد المريض على الأقل خمس نوبات صداع تستمر من 4-72 ساعة (لم تتم معالجتها أو تلقت علاج دون جدوى)، ويجب أن يكون للصداع على الأقل 2 من الخصائص التالية:

  1. مكان واحد في الرأس.
  2. إحساس بالنبض في مكان الصداع.
  3. شدة الألم معتدلة أو شديدة.
  4. النشاط البدني الروتيني يفاقم الأعراض ويتجنبه المريض، مثل: المشي والقفز على السلالم.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون لدى المريض خلال النوبة على الأقل واحد من التالي:

  1. الغثيان أو القيء.
  2. رهاب الضوء ورهاب الصوت.

وأخيرًا، يجب ألا تعزى هذه الأعراض إلى اضطراب آخر.

علاج الصداع النصفي

يتضمن علاج الصداع النصفي علاجًا فوريًا للنوبات وعلاجًا وقائيًا. عادةً ما يحتاج المرضى الذين يعانون من نوبات متكررة إلى كليهما. يهدف العلاج الحاد إلى عكس أو على الأقل إيقاف تطور الصداع، ويهدف العلاج الوقائي الذي يُعطى حتى في حالة عدم وجود صداع إلى تقليل من حدة وعدد النوبات، وجعل النوبات أكثر استجابة للعلاج الفوري المجهض، وربما أيضا تحسين حياة المريض.

يجب فحص المريض والبحث عن أي عوامل خطر محتملة للإصابة بأمراض القلب والشرايين، والتي إن وجدت يجب علاجها بسرعة، وينبغي أيضا توعية المرضى الذين يعانون من الأورة عن زيادة خطر السكتة الدماغية مع التدخين واستخدام وسائل منع الحمل الفموية.

تشمل الأدوية الفورية المجهضة للنوبات ما يلي:

  1. مستقبلات السيروتونين الانتقائية (التريبتان).
  2. المسكنات.
  3. مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
  4. مضادات القيء.

وتشمل الأدوية الوقائية ما يلي:

  1. الأدوية المضادة للصرع.
  2. حاصرات بيتا.
  3. مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
  4. حاصرات قنوات الكالسيوم.
  5. مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
  6. مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
  7. مضادات السيروتونين.

المضاعفات

تشمل مضاعفات الصداع النصفي ما يلي:

  1. الصداع النصفي المزمن.
  2. التشنجات والصرع.
  3. السكتة الدماغية.
  4. أورة مستمرة (30-60 دقيقة).

قد تحدث السكتة الدماغية كنوبة نادرة وخطيرة من الصداع النصفي. في الصداع النصفي المصحوب بأورة، السكتة الدماغية النزفية هي أيضًا من المضاعفات المحتملة ولكنها نادرة، وتشمل عوامل الخطر للسكتة الدماغية ما يلي:

  1. الصداع النصفي المصحوب بأورة.
  2. الجنس الأنثوي.
  3. تدخين السجائر.
  4. استخدام هرمون الأستروجين.

المصادر

  • Jasvinder Chawla, MD, MBA (2018) Migraine Headache: Practice Essentials, Background, Pathophysiology, Available at: https://emedicine.medscape.com/article/1142556-overview (Accessed: 20 October 2018).
  • The Migraine Trust (2018) Symptoms and stages of migraine, Available at: https://www.migrainetrust.org/about-migraine/migraine-what-is-it/symptoms-and-stages/ (Accessed: 20 October 2018).
السابق
سرطان الجلد، أعراض سرطان الجلد، علاج سرطان الجلد
التالي
نبتة الهندباء وقيمتها الغذائية

4 تعليقات

أضف تعليقا

  1. نور قال:

    انا احيان كتيرة بجيلي صداع رهيب بحس فيه جانب من راسي من جانب الجبهة بنبض بشكل قوي كانو حينفجر، ما كنت بعرف انو هاد صداع نصفي ، وفي الحالة هادي يا باخد حبة دواء ضد الصداع باراستمول او اكامول يا بحط راسي عالارض في وضع السجود وهالاشي كتير بساعدني..
    شكرا اية وفي انتظار مقالات اخرى متعلقة بالمخ والاعصاب ..

    1. Aya Salha قال:

      أهلََا نور،،
      يٌفضَل لو شايفة إنو الأعراض المذكورة تنطبق عليكي تراجعي طبيب، أفضل عشان يتأكد من صحة التشخيص بناءًً على التاريخ المرضي الكامل الي رح تعطيه إياه، وتمشي على نظام علاجي مناسب للصداع واستبعاد أي مشاكل تانية لا سمح الله..
      المقال توعوي بدرجة أولى وتسعدني استفادتك منو لكن هذا ما بيمنع تزوري طبيب مختص..
      وسلامتك:)

  2. محمود أحمد أبو عودة قال:

    أنا كطالب طب بالجامة الاسلامية مستوى تاني يشرفني هذا العمل الرائع
    خاصة أنا أحد المصابين بهذا المرض وقد وجدت هنا معلومات أفضل بكثير من تلك المواقع العالمية المشهورة والتي مجرد همها هو النشر دون فهم ماهية المواضيع المنشورة وتقصي الحقائق الطبية
    كلي أمل أن نسير على خطاكم ومعكم وأن تتسنى لنا الفرصة في المشاركة في هذا المجهود العظيم
    وفقكم الله ورعاكم

    1. Aya Salha قال:

      أهلََا وسهلََا محمود، تٌسعدنا استفادتك من المقال وتشرّفنا شهادتك:)
      إن شاء الله نكون عند حسن ظنكم دائمََا.

اترك تعليقاً