الولادة

إسقاط الحمل : تعريفه، أسبابه، أعراضه، تشخيصه، وطرق علاجه

حقائق عن إسقاط الحمل

  • إسقاط الحمل ( الإجهاض التقائي ) تجربة شائعة نسبيًا ولكن هذا لا يعني أنها سهلة على الأطلاق.
  •  تحدث غالبًا في بداية الحمل دون أن تُدرك المرأة بأنها حامل.
  • إسقاط الحمل هو فُقدان للحمل وليس عبارة عن دورة متأخرة، لذلك عند حدوث مضاعفات عليك زيارة الطبيب.
  • أغلب حالات إسقاط الحمل  تحدث لأن الجنين لا ينمو بصورة طبيعية خلال الحمل.
  • مُعظم النساء اللاتي يُعانين من النزيف المهبلي في الثلث الأول من الحمل يُتممن حملهن ولا يُجهضن.
  • لا يوجد دليل واضح أن الاضطرابات العاطفية تؤدي إلى الإجهاض التلقائي، كالخوف والغضب.
  • يُساعد تخطيط الموجات فوق الصوتية على استبعاد الحمل خارج الرحم وحالات أخرى بأعراض مشابهة للإجهاض التلقائي.
  • إذا ما بدأ إسقاط الحمل  بالحدوث، فلا توجد طريقة لإيقافه، والهدف من العلاج هو الحفاظ على حياة الأم وتجنب المضاعفات.

ماهية إسقاط الحمل

يُعتبر الإجهاض التلقائي من أقسى التجارب التي يمكن أن تعيشها المرأة الحامل، وهو حالة من فقدان الجنين بصورة تلقائية خلال الثلث الأول من الحمل، وتحدث غالبًا في بداية الحمل دون أن تُدرك المرأة بأنها حامل. هناك ما يقرب من 10-20% من حالات الحمل المعروفة تنتهي بالإجهاض.

أنواع الإجهاض التلقائي ( إسقاط الحمل ):

  1. الإجهاض المُهدَّد (threatened abortion): تعاني الحامل في هذا النوع من الإجهاض من نزيف مهبلي أثناء الثلث الأول من الحمل (الثلاثة شهور الأولى للحمل)، ويصاحبه تقلصات في البطن؛ ولكنها تكون متوسطة الشدة، ويكون عُنق الرحم مغلقًا. معظم الحالات في هذا النوع يُتممن الحمل بسلام، وفي حالات أخرى يحدث إجهاض تلقائي وينتهي الحمل.
  2. الإجهاض الحتمي (inevitable abortion): هو إجهاض تلقائي لا يُمكن إيقافه، وينتهي بخروج الجنين من الرحم وانتهاء الحمل، ويصاحبه تقلصات شديدة في البطن والظهر، ونزيف مهبلي شديد، ويكون عُنق الرحم متوسعًا.
  3. الإجهاض الكامل (complete abortion): هو أن يتم إفراغ جميع نتاج الحمل من الرحم، والذي يتبعه توقف النزيف، وكذلك التقلصات في البطن، بالإضافة إلى انغلاق عُنق الرحم بعد الإفراغ.
  4. الإجهاض الغير كامل (incomplete abortion): في هذا النوع يقوم الرحم بطرد جزء من نتاج الحمل قبل الأسبوع العشرين للحمل، ويُصاحبه نزيف مهبلي شديد (من الرحم)، وتقلصات في البطن، ويكون عنق الرحم متوسعًا.
  5. الإجهاض المنسي/الفائت (missed abortion): يموت الجنين في هذا النوع من الإجهاض داخل الرحم، ويتوقف الحمل عن التطور، وتختفي أعراض الحمل، مثل: الغثيان والقيء، والتغيرات التي تحدث بالثدي، ويَصْغُر حجم الرحم.
  6. الإجهاض المتكرر (Recurrent Miscarriage) (RM): يعني تكرار الإجهاض 3 مرات متتالية أو أكثر، ويمكن أن تتكرر الإجهاضات بهذا الشكل في حوالي 1٪ من النساء اللاتي يحاولن الحمل.

أعراض وعلامات إسقاط الحمل

تحدث مُعظم حالات الإجهاض التلقائي قبل الأسبوع الثاني عشر من الحمل في الثلث الأول من الحمل، وقد تتضمن علامات الإجهاض وأعراضه:

  • النزيف المهْبلي.
  • ألمًا وتقلصًا في البطن أو أسفل الظهر.
  • خروج السوائل والأنسجة من المهبل.
  • فُقدان الوزن.
  • اختفاء مفاجئ لعلامات وأعراض الحمل.
في حالة مرور أنسجة من الجنين ومكوناته عبر المهبل، ضعيه في حاوية نظيفة، وأحضريه إلى المستشفى لتحليله.

أسباب إسقاط الحمل

خلال فترة الحمل، يقوم جسم الأم بإمداد الطفل بالمُغذيات والهرمونات اللازمة لنموه، مما يساعد على نمو الجنين بشكل طبيعي خلال فترة الحمل؛ ولكن قد يحدث فقدان للجنين خلال الثلث الأول من الحمل عندما ينمو الجنين بشكل غير طبيعي. هناك عوامل خطر مختلفة تسبب الإجهاض، منها:

1- مشاكل في الجينات أو الكروموسومات: حوالي 50 % من حالات الإجهاض ناتجة عن مشاكل في الكروموسومات والجينات، والتي غالبًا ما تحدث عند انقسام خلايا الجنين. هناك مشاكل أخرى تحدث في المشيمة من الممكن أن تؤدي أيضًا إلى حدوث الإجهاض.

من أمثلة المشاكل في الجينات أو الكروموسومات:

  • وفاة الجنين داخل الرحم: يتشكل الجنين في البداية داخل الرحم؛ ولكن يتوقف عن النمو بشكل طبيعي مما يؤدي إلى حدوث أعراض الإجهاض التلقائي.
  • البويضة الخبيثة: لا يوجد تشكل للجنين على الإطلاق.
  • الحمل العنقودي: عادةً ما يكون هناك نمو غير طبيعي للمشيمة، ولا يحدث نمو للجنين.
  • الحمل العنقودي الجزئي: يحدث تشوهات في المشيمة، والجنين يكون غير طبيعي.

2- العوامل الصحية الخارجية (البيئية): قد تتسبب العوامل الصحية الخارجية، ونمط حياة الأم، والعوامل التي تتداخل مع تطور الجنين في حدوث الإجهاض، ونذكر منها:

  • السُقوط والتعرض للحوادث: خصوصًا في أماكن البطن والظهر.
  • التعرض للإشعاع والمواد الكيميائية: في الثلث الأول من الحمل يؤدي إلى الإجهاض.
  • تعاطي المُخدرات، التدخين، والكُحول: يؤدي إلي زيادة مخاطر الحمل، ويكون أكثر عرضة للإجهاض.
  • حالات الإجهاض السابقة: تكون النساء اللاتي تعرضن لحالات الإجهاض المتتالي مرتين أو أكثر، يَكُنَّ أكثر عرضةً للإجهاض.
  • نقص الوزن أو فرط الوزن: يؤدي إلي زيادة مخاطر الإجهاض.
  • الأمراض المزمنة: كمرض السكري وضغط الدم غير المتحكم بهما يجعلان المرأة الحامل أكثر عرضةً للإجهاض.
هناك عوامل لا تسبب الإجهاض التلقائي، منها: الجهد البدني بما في ذلك الأنشطة كالركض وركوب الدراجات، والمعاشرة الجنسية، والعمل بشرط عدم التعرض للمواد الكيميائية الضارة أو الإشعاع.

مضاعفات إسقاط الحمل

تُصاب بعض النساء اللاتي يتعرضن للإجهاض بعدوى الرحم، وهي من المضاعفات الخطيرة للإجهاض التلقائي، وتتضمن العلامات والأعراض ما يلي:

  • الحُمى.
  • القشعريرة.
  • الألم أسفل البطن.
  • إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة.

تشخيص إسقاط الحمل

إذا كنتِ تُعانين من أي أعراض أو مضاعفات للإجهاض، فعليك التوجه إلى المشفى على الفور، للتأكد من حدوث الإجهاض من عدمه، ويقوم الطبيب بعمل الإجراءات والاختبارات اللازمة، والتي نذكر منها:

  • فحص الحوض: لمعرفة ما إذا كان عُنق الرحم لديكِ قد بدأ بالتوسع.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: للتحقق من نبض قلب الجنين، وتحديد ما إذا كان الجنين ينمو بشكل طبيعي أم غير ذلك.
  • اختبارات الدم: إذا تعرضتِ للإجهاض، فيُمكن أحيانًا لقياسات مستوى هرمون الحمل، أو موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرِيّة (Human Chorionic Gonadotropin)، وهو الهرمون الذي تُنتجه خلايا المشيمة عند حدوث الحمل، ويمكن من خلال فحص مستوى هذا الهرمون الكشف عن وجود الحمل، وأيضًا يفيد في تحديد ما إذا كان نسيج المشيمة قد أُجْهِضَ بالكامل أم لا.
  • اختبارات الأنسجة: في حالة نزول النسيج من المهبل، فيمكن إرساله إلى المختبر للتأكد من حدوث الإجهاض واستكشاف أسبابه.
  • فحوصات الكروموسومات: إذا سبق وأن تعرضتِ لحالتي إجهاض أو أكثر، وهو الإجهاض المُتكرر، فقد يطلب الطبيب إجراء اختبارات الدم لكِ ولزوجكِ لتحديد ما إذا كانت الكروموسومات الخاصة بكما هي السبب وراء هذه الإجهاضات.

علاج إسقاط الحمل

الإجهاض المُهَدَّد ( threatened abortion): بالنسبة إلى الإجهاض المُهَدَّد، فهناك نصائح يجب على المرأة الحامل اتباعها كي تستقر حالتها، ويتوقف النزيف والألم، وتشمل:

  • الراحة في السرير.
  • تجنُب الأنشطة الرياضية العنيفة والخطرة.
  • المكوث في المستشفى لمتابعة نبض الجنين وتطورات الحمل واكتشاف حدوث أي من التغيرات.

علاج إسقاط الحمل بشكلٍ عام:

بعد التصوير بالموجات فوق الصوتية، أصبح من السهل الآن تحديد ما إذا كان الجنين قد توفي أو لم يكن قد تشكل أبدًا، وإن تم تأكيد حدوث الإجهاض التلقائي فيجب على الحامل ما يلي:

  1. إذا لم يكن لديها أي أعراض كالنزيف أو التقلصات في البطن، فتترك لها حرية الاختيار في ترك الإجهاض يحدث بشكل تلقائي، والذي عادةً ما ينتهي خلال أسبوعين من تأكيد وفاة الجنين، وقد يستغرق الأمر ما يصل إلى ثلاثة أو أربعة أسابيع أحيانًا. تسمح هذه الفترة للأم بالتأقلم العاطفي والنفسي مع مأساة فقد جنينها. إذا لم يحدث نزول لنتاج الحمل من تلقاء نفسه، ستكون هناك حاجة إلى تدخل طبي أو جراحي.
  2. العلاج الطبي: يمكن للأدوية أن تجعل الرحم يقوم بطرد أنسجة الحمل والمشيمة، ويتم ذلك باستخدام أدوية عن طريق الفم أو عن طريق المهبل، لزيادة فعاليتها وتقليل الآثار الجانبية كالغثيان والإسهال. يحدث الطرد لنتاج الحمل في غضون 24 ساعة في حوالي 70 إلى 90 في المائة من النساء.
  3. العلاج الجراحي: يتمثل الخيار الأخير في إجراء جراحي بسيط هو الشفط والكشط (D&C)، ويتم من خلاله توسيع عنق الرحم وإزالة الأنسجة من داخل الرحم. تكون المضاعفات نادرة الحدوث؛ ولكنها قد تشمل تلفًا في نسيج عنق الرحم أو جدار الرحم.

الوقاية من إسقاط الحمل

عادةً لا يوجد ما يمكن فِعله لتجنب الإجهاض التلقائي؛ ولكن هناك عوامل تُساعد على الاعتناء بنفسكِ وصحتكِ لتقليل التعرض للإجهاض التلقائي، وتشمل:

  • الرعاية ما قبل الولادة والمتابعة بانتظام.
  • تجنُب عوامل الخطر المعروفة والتي تؤدي إلى الإجهاض، كالتدخين وتناول الكحول واستخدام العقاقير والكافيين.
  • تناولي الفيتامينات المتعددة يوميًا مثل الفوليك أسيد (Folic Acid).
  • إذا كنت من الذين يُعانون من أمراض مزمنة كالسكري والضغط، فينبغي عليك التعاون مع الطبيب والمُتابعة من أجل التحكم بهاذين المرضين.
  • الحفاظ على وزن مثالي وصحي.
  • الطعام الصحي، والرياضة المُنتظمة.
  • استشارة الطبيب قبل تناول أي من العلاجات.
  • تجنُب النشاطات العنيفة والخطرة.
على العائلة متابعة الحالة النفسية للأم التي تعرضت لإجهاض تلقائي، والتخفيف عنها بمختلف الطرق، ومساعدتها في الخروج من حالة الحزن، حتى لا تصاب بخيبة الأمل والاكتئاب.

المصادر

  • American Pregnancy Association (2017) Miscarriage, Available at: http://americanpregnancy.org/pregnancy-complications/miscarriage/ (Accessed: 14th February 2019).
  • Nall, R, Sullivan, D (2018) How to Tell if You’re Having a Miscarriage Without Bleeding, Available at: https://www.healthline.com/health/pregnancy/miscarriage-without-bleeding (Accessed: 14th February 2019).
  • Moore, K, Cafasso, J (2016) Miscarriage, Available at: https://www.healthline.com/health/miscarriage (Accessed: 14th February 2019).

تدقيق علمي ومراجعة لُغوية: أحمد إسماعيل البهبهاني.

تدقيق : براءة إياد علي

السابق
الغدة الكظرية، وظيفة الغدة الكظرية
التالي
القولون، ما هو القولون، وكل ما تحتاج أن تعرفه عن القولون

اترك تعليقاً