الولادة

النزيف الرحمي غير الطبيعي، الأسباب والأعراض وكيفية العلاج

حقائق عن النزيف الرحمي غير الطبيعي

النزيف الرحمي غير الطبيعي
النزيف الرحمي غير الطبيعي
  • هو نزيف غير منتظم من ناحية الكم والمدة والتوقيت مصدره الرحم.
  • يحدث النزيف الرحمي غير الطبيعي لأسباب متعلقة بوجود مرض في الحوض أو مرض طبي عام أو حمل غير طبيعي أو اختلال في الهرمونات الأنثوية.
  • تؤدي حالات النزيف الرحمي الشديد إلى مرض فقر الدم مما يؤثر على وظائف الأعضاء الحيوية في الجسم ويحد من النشاط اليومي للسيدة.
  • يرتبط النزيف الرحمي بعد عمر انقطاع الطمث بسرطان بطانة الرحم ويعتبر أحد أهم أنواع السرطانات النسائية.

تُعبر دورة الطمث عن الكثير فيما يتعلق بصحة المرأة فأي اضطراب فيها قد تلاحظه السيدة ويؤثر على حياتها الاجتماعية والنفسية والجسدية مما يتطلب مشورة طبية عاجلة.

ما هو الرحم؟

هو عضوي تناسلي أنثوي يشبه شكل الكمثرى، قاعدته الدائرية في الأعلى متصلة من الجانبين بقناتي فالوب واللتان تمتدان حتى المبيضين في كل جهة، ورأسه في الأسفل ممتد إلى عنق الرحم ثم إلى المهبل.

يتواجد الرحم في تجويف الحوض خلف المثانة وأمام القولون السيني، يتكون من ثلاثة طبقات هم بطانة الرحم ثم جدار الرحم ثم مصلية الرحم من الداخل إلى الخارج بالترتيب، مسؤول عن استقبال البويضة القادمة من المبيض عن طريق قناة فالوب لتنغرس في بطانة الرحم عند تلقيحها من قبل الحيوان المنوي وعندها يحدث الحمل.

ما هي طبيعة دم الطمث؟

هو عبارة عن انسلاخ لبطانة الرحم التي نمت خلال مراحل دورة الطمث لتخرج عبر المهبل عند عدم حدوث الحمل.

الكثير من السيدات يعتقدن أن دم الطمث هو عبارة عن دم خارج من البويضة عند انفجارها وهذا أمر غير صحيح.

تعريف النزيف الرحمي غير الطبيعي

هو عبارة عن نزيف غير منتظم مصدره الرحم يحدث لأسباب متعلقة بوجود مرض في الحوض أو مرض طبي عام أو حمل غير طبيعي أو اختلال في الهرمونات الأنثوية.

يعتبر النزيف الرحمي غير الطبيعي مرض شائع فهو يمثل 5-10% من الحالات التي تتردد على العيادات الخارجية.

أسباب النزيف الرحمي غير الطبيعي

النزيف الرحمي غير الطبيعي
النزيف الرحمي غير الطبيعي

تنقسم أسباب حدوث هذا المرض إلى أسباب مباشرة مرتبطة بجدار الرحم وأسباب أخرى غير مباشرة:

الأمراض المتعلقة بجدار الرحم 

    • وجود الأورام الليفية الرحمية (leiomyoma): وهي ألياف عضلية حميدة في معظمها تتواجد داخل أو على جدار الرحم تسبب ألم ونزيف رحمي شديد وتضخم للرحم بشكل غير منتظم.
    • وجود نمو غير طبيعي لبطانة الرحم داخل الجدار العضلي للرحم (adenomyosis): ويؤدي إلى زيادة في حجم الرحم وألم شديد مصاحب للنزيف الرحمي.
    • وجود بطانة الرحم المهاجرة (endometriosis): وهو عبارة عن تواجد بطانة الرحم في أماكن غير طبيعية كتواجدها في المبيض أو الأمعاء أو تجويف البطن وتظهر عند المصابات بهذا المرض أعراض كالألم والنزيف الرحمي الشديد والألم أثناء الجماع والعقم.
    • وجود نمو غير طبيعي في بطانة الرحم (endometrial hypperplasia).
    • كذلك وجود نمو سرطاني في بطانة الرحم (endometrial carcinoma): وهو أكثر ورم سرطاني شائع في أمراض النساء ومتوسط عمر الإصابة به هو واحد وستون عاماً، يتم اكتشاف معظم الحالات في مراحلها الأولى لأنه يؤدي إلى حدوث نزيف رحمي غير طبيعي بعد انقطاع الطمث غالباً.
    • وجود نمو لأورام صغيرة حميدة في معظمها (endometrial polyps): وتظهر على شكل نتوءات خارجة من بطانة الرحم.
جميع حالات الأورام الرحمية تستلزم أخذ عينة منها لفحصها في مختبرات الأنسجة والتأكد من خلوها من الخلايا السرطانية.

الأمراض الأخرى

    • مشاكل الحمل.
    • مشاكل التبويض (dysfunctional uterine bleeding): يتطلب حدوث دورة الطمث الطبيعية تحفيز بطانة الرحم من قبل عدة هرمونات تفرز بمستويات معينة من المبيض كهرموني الإستروجين والبروجستيرون، في حالات دورات الطمث غير التبويضية لا تفرز هذه الهرمونات بشكل طبيعي وهذا يؤدي إلى تحفيز غير ثابت لبطانة الرحم بالتالي حدوث نزيف رحمي غير متوقع من ناحية الكم والمدة والتوقيت ويكون غير مصحوب بالألم المتوقع خلال دورة الطمث الطبيعية.

ومن مشاكل التبويض التي يمكن علاجها:

  • نقص أو زيادة هرمونات الغدة الدرقية.
  • زيادة هرمون البرولاكتين.
  • متلازمة تكيس المبايض.
  • أدوية سيولة الدم أو مميعات الدم كالأسبيرين والهيبارين.
  • الأمراض المتعلقة بالدم: وتشكل نسبة 15% من المصابين بالنزيف الرحمي غير الطبيعي خاصة في عمر الشباب ويكون هناك تاريخ عائلي بهذه الأمراض غالباً وتسبب هذه الأمراض سيولة في الدم كمرض الهيموفيليا ومرض فون ويل براند.
  • الأمراض الموضعية والأورام المتعلقة بعنق الرحم أو المهبل، غالباً وما تحدث على شكل نزيف غير مصحوب بألم يحدث بين دورات الطمث.

أعراض النزيف الرحمي غير الطبيعي

النزيف الرحمي غير الطبيعي
النزيف الرحمي غير الطبيعي

ويأتي النزيف الرحمي غير الطبيعي على عدة صور منها:

النزيف الشديد (menorrhagia)

تكون غزارة دم الطمث شديدة في الحالات التالية:

  1. نزول كتل دم كبيرة الحجم.
  2. تغيير الفوطة الصحية كل ساعة أو الاستيقاظ أكثر من مرة ليلاً لتغييرها والاضطرار لاستخدام قطع قماش كبيرة خلال النوم.
  3. نزيف متكرر يظهر على الملابس الخارجية.
  4. كذلك نزيف يستمر أكثر من ثمانية أيام.

النزيف الذي يأتي أكثر من المعتاد في مدة أقل من واحد وعشرين يوماً.

إن النزيف الذي يحدث أقل من المعتاد في مدة تزيد عن خمسة وثلاثين يوماً ويكون في العادة خفيفاً وعشوائياً.

النزيف الرحمي غير الطبيعي لا يقتصر على النزيف الشديد فقط، وإنما يتضمن قلة حدوث الطمث من ناحية العدد والكم أيضاً، والذي يخفي وجود دورات غير تبويضية
ويزيد من احتمالية نمو بطانة الرحم بشكل غير منتظم وغير طبيعي.

أعراض أخرى

  • تضخم الغدة الدرقية عند المصابين بها.
  • زيادة إفراز الحليب عند الإصابة بالأمراض المتعلقة بزيادة هرمون البرولاكتين.
  • مشاكل في النظر قد تخفي وجود ورم في الغدة النخامية أو داخل الدماغ والذي قد يسبب اضطرابات في الهرمونات الأنثوية.
  • نزيف اللثة والرعاف والكدمات الجلدية للمصابين بأمراض الدم.

تشخيص النزيف الرحمي غير الطبيعي

إذا كنت قلقة فيما يتعلق بدورة الطمث فعليك زيارة طبيب النساء والتوليد وسيقوم بأخذ التاريخ المرضي
وطلب بعض الفحوصات الطبية والمخبرية مثل:-

  • فحوصات الدم الشاملة ومنها فحوصات الحمل (serum HCG) وفحوصات تخثر الدم المختلفة وفحوصات الهرمونات الأنثوية وهرمونات الغدة الدرقية وهرمون البرولاكتين.
  • كذلك فحص منطقة الحوض وعنق الرحم باستخدام أدوات خاصة (speculum) وربما يتم أخذ مسحة من عنق الرحم فيما يعرف ب (pap smear testing).
  • عمل أشعة الموجات فوق الصوتية لمنطقة الحوض (pelvic ultrasound ): وذلك لفحص الرحم وبطانة الرحم وعنق الرحم والمبيضين.
  • كذلك فحوصات متقدمة كتصوير الرحم بالمنظار(hysteroscopy): تحت التخدير الموضعي أو الكامل لرؤية البطانة من الداخل باستخدام كاميرا متقدمة يمكن من خلالها التعرف على وجود ألياف أو زوائد حميدة
    أو زيادة في سمك بطانة الرحم، ويمكن أخذ عينة مباشرة من بطانة الرحم إن لزم الأمر.

النزيف الرحمي غير الطبيعي والحمل

إن النزيف غير المتوقع أو الشديد قد يكون بسبب إجهاض الجنين في بداية الحمل أو بسبب حمل خارج الرحم أو بسبب الحمل المهدد،
ويشكل الحمل خارج الرحم خطراً كبيراً على صحة الأم ولا يمكن لهذا النوع من الحمل الاستمرار بشكل طبيعي ويعتبر حالة طبية طارئة تستلزم التدخل العاجل.

علاج النزيف الرحمي غير الطبيعي

يوجد عدة خيارات علاجية أمام الطبيب استناداً على التاريخ الطبي للمريض وسبب حدوث هذا المرض وتعتمد على ما يلي:

  • عمر وصحة المريضة وتاريخها المرضي بشكل عام.
  • الرغبة في الإنجاب.
  • استجابة المريضة للعلاجات الأخرى.

هناك ثلاثة أنواع للعلاج تقسم إلى:

  • علاج دوائي: يمكن وصف الأدوية الهرمونية كموانع الحمل الفموية والتي تعمل على التقليل من النزيف والألم وربما يستخدم جهاز منع الحمل الذي يوضع داخل الرحم ليفرز الهرمونات تدريجياً فيقلل من النزيف.
  • كذلك علاج جراحي: هدفه إزالة الأسباب المؤدية إلى حدوث النزيف مثل استئصال الألياف الرحمية أو كي بطانة الرحم لدى السيدات غير الراغبات في الإنجاب وقد يلجأ الأطباء في بعض الأحيان إلى استئصال الرحم كاملاً بعد استنفاذ الطرق الأخرى.
  • علاج إشعاعي: ويهدف إلى تقليل النزيف بتدمير وتقليل حجم الألياف الرحمية.
جميع العلاجات السابقة توصف بعد القيام باستثناء وجود نمو عشوائي أو سرطاني في بطانة الرحم.

النزيف الرحمي غير الطبيعي وعلاقته بالأمراض الأخرى

النزيف الرحمي غير الطبيعي
النزيف الرحمي غير الطبيعي

فقر الدم

يسبب النزيف الشديد أعراض فقر الدم الذي يصيب حوالي 5% من السيدات اللواتي في عمر الإنجاب،
ولا يستطيع الجسم تعويض فقد الدم الشديد لذلك تظهر على السيدة أعراض نقص الحديد في الدم ومنها:

  • التعب والإرهاق.
  • كذلك الشعور بالدوخة.
  • الصداع.
  • كذلك انخفاض درجة حرارة الجسم.
  • الوجه الشاحب المائل إلى الصفرة.
  • تسارع وعدم انتظام ضربات القلب.
  • كذلك صعوبة في التنفس وألم في الصدر خاصة مع بذل المجهود الفيزيائي.
  • تقصف الأظافر وضعفها.
  • الميل إلى تناول أشياء غير مفيدة مثل قطع الثلج أو المشروبات الباردة جداً أو أشياء غريبة كالأوراق والرمل.

سرطان بطانة الرحم

حوالي 1-2% من السيدات اللواتي لا يتلقين العلاج المناسب للنزيف الرحمي غير التبويضي سيعانين من نمو غير طبيعي لبطانة الرحم قد يصل إلى سرطان بطانة الرحم.

وتزداد فرص الإصابة في الحالات التالية:

  • الإصابة بالسمنة المفرطة.
  • كذلك الإصابة بمرض السكري أو مرض ضغط الدم.
  • النساء فوق عمر الخامسة والثلاثين.
  • الإصابة بالأمراض التي تسبب الدورات غير التبويضية.

لا تترددي في استشارة الطبيب عند قلقك من وجود إحدى هذه المشاكل فمعالجة فقر الدم الناتج عنها سيحسن من نشاطك وصحتك بشكل كبير.

المصادر

مراجعة علمية وتدقيق لغوي: د. بكر أبو جراد

السابق
إصابات العين: أسبابها، وكيفية التعامل معها
التالي
فحص خزعة الثدي: ماهيتها، دواعي إجرائها ومدلولات نتائجها

اترك تعليقاً