أمراض الأعصاب

متلازمة غيلان باريه، عندما يهدد الشلل الحياة!

حقائق علمية عن متلازمة غيلان باريه

  • تصيب متلازمة غيلان باريه شخصاً من بين كل 100,000 شخص سنويًا، وتصيب كلا الجنسين في أي عمر.
  • تسبب متلازمة غيلان باريه ضعفاً في العضلات،غياب المنعكسات، خدر في بعض أجزاء الجسم مثل الذراعين، الساقين و الوجه.
  • في أخطر حالاته يصيب غيلان باريه عضلات التنفّس، وقد يودي بالحياة!

جميعنا –على الأغلب- أصيب بالانفلونزا في يومٍ من الأيام، ولدى المعظم فإن جهاز المناعة قد تولّى مهمّة استدعاء خلاياه المناعية، والأجسام المضادة الموجّهة، ثمّ نجح في جعل جسمنا يستعيد نشاطه. لكن ماذا لو لم تكن الأجسام المضادة هذه موجّهةً بما يكفي؟ ماذا لو أخطأت هدفها مهاجمةً خلايا الجسم السليمة؟ حين يحصل هذا تنتج لدينا “أمراض المناعة الذاتية”. ومن هذه الأمراض متلازمة غيلان باريه.

ما هي متلازمة غيلان باريه؟

متلازمة غيلان باريه “Guillain Barre Syndrome” أو المعروف اختصارًا بـ GBS، هو اعتلال يصيب أعضاء الجسم المختلفة والأطراف، ولحسن الحظ فإن GBS لا ينتقل من شخص لآخر عن طريق العدوى.

تعد متلازمة غيلان باريه من الأمراض المناعية؛ إن جهاز المناعة في الوضع الطبيعي يكوّن أجسامًا مضادة لمهاجمة البكتيريا والفيروسات والجراثيم الأخرى، في الأمراض المناعية، يختلط الأمر على جهاز المناعة فيكوّن أجسامًا مضادة قادرة على مهاجمة أنسجة الجسم بدلًا من الجراثيم الدخيلة!

في حالة GBS تتشابه بعض أجزاء الجراثيم وأجزاء صغيرة من أعصاب الجسم، فيلتبس الأمر على الأجسام المضادة التي كانت بالأساس موجهة ضدّ الجراثيم لتهاجم خلايا الجسم السليمة مسبّبةً ضررها، حيث تتضرّر الأعصاب التي تعرضت للهجوم، فيحدث بها التهاب يمنعها من أداء وظيفتها وتتأثر بذلك العضلة التي كان العصب مسؤولًا عنها لتتوقف عن أداء وظيفتها تدريجيًا. على الرغم من كلّ هذا، فإنّ ما يميز متلازمة غيلان باريه عن باقي الأمراض المناعية هو كونه مؤقتًا لا مزمناً وهذا ما يجعل الكثير من المصابين يتعافون بالكامل بعد فترة وجيزة.

أسباب الإصابة بمتلازمة غيلان باريه

لا يبدو السبب وراء الإصابة بمتلازمة غيلان باريه واضحاً حتى اللحظة، لكن ثمة عوامل تجعل شخصًا ما أكثر قابلية للإصابة به من غيره، ومنها:

  • الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي .
  • الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي.
  • التسمم الغذائي ببعض أنواع البكتيريا.
  • الإصابة بالانفلونزا أو أي من الأمراض المعدية.
  • الإصابة بفيروس جدري الماء، والذي قد تكون الإصابة به على هيئة جدري الماء لدى الأطفال أو الحزام الناري لدى البالغين .
  • بعض التطعيمات.

أعراض متلازمة غيلان باريه

إنّ أخطر الأعراض تبدأ بالظهور خلال أسبوعين من ظهور أول عرض.

الأعراض المبكرة

تتمثل الأعراض المبكرة بالتالي:

  • ضعف وتنميل (خدر) في الساقين.
  • انتشار الضعف صعودًا نحو الأعلى ليصل الذراعين والجزء العلوي من الجسم.
  • الشعور بالتعب والإرهاق المتزايد.
  • غياب المنعكَسات العصبية.

الأعراض المتأخرة

  • شلل تام لبعض العضلات.
  • صعوبة البلع أو التنفس.
  • اختلال ضغط الدم و نبض القلب.

كيف يتطور المرض؟

عادةً ما تظهر الأعراض الحسيّة والضعف الحركي بشكل تدريجي متجهةً نحو الأسوأ وتنتشر صعودًا نحو باقي أجزاء الجسم.

قد تتطور الأعراض بشكل خطير مسببةً ضعف كلا الساقين والذراعين، وصعوبات في البلع تجعل تناول الطعام من خلال الفم شبه مستحيل، مما يستلزم تغذيةً أنبوبية، إضافةً لذلك فإنه في حالة من بين كلّ أربع حالات تؤثر هذه المتلازمة على التنفس بشكل يستدعي العناية المكثفة وأجهزة التنفس الصناعي.

بعد أن تصل الأعراض ذروتها يتوقف التدهور لبضعة أيام ثم تبدأ الأعراض بالانحسار تدريجيًا، و تبدأ الأعصاب المتضرّرة بالتعافي لتستعيد وظائفها، و يختلف الزمن المقدّر للتعافي من شخص لآخر لكنّه يستغرق عادةً عدة أشهر.

تشخيص متلازمة غيلان باريه

يتم تشخيص متلازمة غيلان باريه عادةً اعتمادًا على التالي:

 الفحص السريري

إن ملاحظة الطبيب للأعراض التقليدية لمتلازمة غيلان باريه، والتي تتميز بأنها تشمل كلا الجانبين الأيمن والأيسر من الجسم بالتساوي هي حجر الأساس في تشخيص المرض.

فحص عينة من السائل الشوكي

السائل الشوكي هو السائل الذي يحيط بالحبل الشوكي والدماغ، و نستطيع من خلال فحص عيّنة منه أن نعرف بعض المؤشرات الهامّة عن صحة الجهاز العصبي المركزي، في حالة متلازمة غيلان باريه تُظهر العينة ارتفاعًا في مستوى البروتين وارتفاعًا طفيفًا في كريات الدم البيضاء.

تخطيط العصب

فحوصات أخرى

  • فحوصات الدم.
  • فحص وظائف الرئة والتنفس (SPIROMETRY).
  • تخطيط القلب (ECG).

علاج متلازمة غيلان باريه

  • يتلقى مريض GBS علاجه في المستشفى تحت ملاحظة الاطباء.
  • يتمحور العلاج حول تقديم الرعاية الداعمة التي تهدف إلى تجاوز الأعراض بأقل مضاعفات ممكنة.
  • قد يستلزم العلاج مساعدة المريض في التغذية والتنفس عبر الأجهزة، وربما يحتاج الدخول لقسم العناية المركّزة.

ومن العلاجات التي يتم وصفها:

  • العلاج المناعي بواسطة immunoglobulins: وهو عبارة عن أجسام مناعية مضادة، لا تُعرَف طريقة عملها في علاج GBS بعد، إلا أن المرجح أنها تساعد الجهاز المناعي للمريض على التخلص من الاجسام المضادة غير الطبيعية والتي تسببت بإحداث المرض له.
  • تبادل البلازما :Plasma exchange: حيث يتم أخذ بلازما دم المريض – المحتوية على الاجسام المضادة غير الطبيعية –، ثم يتم تنقيتها من هذه الأجسام، ثم إعادتها للجسم من جديد عبر أجهزة خاصة. لقد قلّ استخدام هذه الطريقة في العلاج مؤخرًا، لكون العلاج المناعي يوازيها في الفعالية دون الحاجة لإجراءات معقدة.
  • علاجات للوقاية من الجلطات الوريدية العميقة عبر الجوارب الضاغطة ومميّعات الدم.

المصادر

مراجعة علمية وتدقيق لغوي: د. مي عبد العال

السابق
الورم البرولاكتيني، اسباب وعلاج الورم البرولاكتيني
التالي
الحيض: كل ما تريدين معرفته عن الدورة الشهرية

اترك تعليقاً