الصحة النفسية

علاج الاكتئاب: اعراض الاكتئاب خيارات علاجه وكيف يمكن السيطرة عليه

علاج الاكتئاب

ليس من المستغرب أن نمر في حياتنا بلحظات حزن وانكسار أو انخفاض في المزاج، فالحياة مليئة بالمصاعب، لكن إن لم يعد هنالك ما يثير اهتمامك حقاً أو يثير رغباتك لفترة طويلة، فقد تكون مصاباً بالاكتئاب، لذا ما هو الاكتئاب وما هي الخيارات المستخدمة في علاج الاكتئاب.

ما هو الاكتئاب

يشكل الاكتئاب حالة مزاجية تتسبب في شعور دائم بالحزن وفقدان الاهتمام، ويؤثر على شعورك وفكرك وسلوكك، ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية. فقد تواجه صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية الاعتيادية، وقد تشعر أحيانًا وكأنك لا تستحق الحياة. الاكتئاب ليس نقطة ضعف يمكنك ببساطة الخروج منها، وإنما قد يتطلب علاجاً طويل الأمد. ومع ذلك فإن أغلب الناس الذين يعانون من الاكتئاب يشعرون بأنهم أفضل مع العلاج بالأدوية، أو العلاج النفسي، أو الاثنين معاً.

اعراض الاكتئاب

قد يعاني بعض الناس عادة من نوبات متعددة وخلالها تحدث الأعراض معظم اليوم، كل يوم تقريباً، وقد تشمل هذه الأعراض:

  • الشعور بالحزن، أو الفراغ، أو اليأس.
  • نوبات من الغضب، والتهيج.
  • الإحباط وفقدان الاهتمام والمتعة في معظم أو كل الأنشطة الاعتيادية.
  • اضطرابات النوم، بما في ذلك الأرق أو النوم الكثير.
  • الشعور بالتعب ونقص الطاقة.
  • فقدان الشهية والوزن أو زيادة الرغبة في الطعام وزيادة الوزن.
  • زيادة القلق والاضطراب.
  • الشعور بفقدان القيمة أو الشعور بالذنب.
  • التركيز على إخفاقات الماضي وإلقاء اللوم على النفس.
  • التفكير في الموت والأفكار الانتحارية المتكررة.
إذا كنت تعاني من 5 أو أكثر من الأعراض السابقة لمدة أسبوعين أو أكثر فسارع إلى استشارة الطبيب النفسي.

علاج الاكتئاب

عندما تكون مكتئباً، قد تشعر بأنك لن تخرج أبداً من هذا الظلام الحالك. لكن حتى أشد حالات الاكتئاب خطورة يمكن علاجها. لذا، فإذا كان اكتئاب ما يمنعك من ممارسة الحياة التي تريد أن تعيشها، فلا تتردد في طلب المساعدة من العلاج السلوكي إلى الأدوية إلى تغييرات نمط الحياة الصحية، هناك العديد من خيارات العلاج المختلفة والمتاحة والتي تتفاوت في فعاليتها حسب الشخص فالذي يفيدك قد لا يفيد غيرك، لذلك عليك أن تختار ما يناسبك بمساعدة طبيبك.

أمور مهمة يجب معرفتها عند البدء في علاج الاكتئاب

  • تعلم بقدر ما تستطيع عن الاكتئاب الخاص بك

من المهم تحديد ما إذا كانت أعراض الاكتئاب ترجع إلى حالة مرضية أساسية أو لا. إذا كان الأمر كذلك، فيجب معالجة هذه الحالة أولاً. كما أن مدى حدة الاكتئاب الخاص بك من العوامل المؤثرة في هذا الأمر، فكلما كانت الأعراض أشد حدة، كانت المعالجة التي قد تحتاج إليها أكثر كثافة.

  • يستغرق العثور على علاج الاكتئاب المناسب لك بعض الوقت

قد يتطلب الأمر بعض التجربة والخطأ للعثور على العلاج والدعم الذي يناسبك بشكل أفضل. على سبيل المثال، إذا قررت متابعة العلاج، فقد يستغرق الأمر بضع محاولات للعثور على المعالج الذي ترتاح له. أو قد تجرب مضادّ للاكتئاب، أو يمكن أن تكتشف أنك لست بحاجة لأي منهما وأن ما تحتاج إليه هو أن تسير نصف ساعة يومياً وتمارس الرياضة، فكن منفتحًا للتغيير ولإجراء بعض التجريب.

  • لا تعتمد على الأدوية وحدها

على الرغم من أن الدواء يمكن أن يخفف أعراض الاكتئاب، إلا أنه عادة ما يكون غير مناسب للاستخدام على المدى الطويل. ومن الممكن أن تكون هناك علاجات أخرى أكثر فعالية، مثل التمارين الرياضية أو الحديث مع شخص تثق به، فهي لا تأتي مع تأثيرات جانبية غير مرغوبة في كثير من الأحيان.

إذا قررت ان تستخدم الأدوية فاعلم أنها تعمل بشكل أفضل مع إحداث التغيير في نمط حياتك.

  • احصل على الدعم الاجتماعي

كلما عززت الروابط الاجتماعية لديك، كلما ازداد حمايتك من الاكتئاب. وإذا كنت تشعر بالضيق، فلا تتردد في التحدث إلى أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء الموثوق بهم، أو يمكن أن تكون علاقات مع آخرين مع مجموعة داعمة للمصابين بالاكتئاب، على سبيل المثال.

إن طلب المساعدة ليس دليلاً على الضعف، ولن يعني هذا أنك عبء على الآخرين. وفي كثير من الأحيان قد يكون مجرد التحدث مع شخص ما وجهاً لوجه بمثابة مساعدة هائلة.
  • العلاج يحتاج وقتاً والتزاماً

إن كل علاجات الاكتئاب تستغرق بعض الوقت، وقد تشعر في بعض الأحيان بأنها بطيئة إلى حد الإحباط، هذا طبيعي. عادةً ما يكون للتعافي تقلبات في القمة أو القاع.

  • تغيير في نمط الحياة

يعتبر تغيير نمط الحياة من الأدوات البسيطة ولكنها قوية في علاج الاكتئاب. قد تكون في بعض الأحيان كل ما تحتاج إليه. وحتى إذا كنت بحاجة إلى علاج آخر، فإن إجراء تغييرات نمط الحياة المناسبة يمكن أن يساعد على رفع الاكتئاب بشكل أسرع ومنع عودته ومن هذه الإجراءات:

  1. ممارسة التمارين الرياضية: حيث أن ممارسة الرياضة يوميا لمدة نصف ساعة تعتبر فعالة جدا في علاج الاكتئاب، حيث تعمل التمارين الرياضية على تعزيز السيروتونين، والأندورفين، وغير ذلك من المواد الكيميائية الدماغية التي تشعر بالرضا فحسب، بل إنها تؤدي أيضاً إلى نمو خلايا الدماغ والاتصالات العصبية، تماماً كما تفعل مضادات الاكتئاب.
  2. الدعم الاجتماعي: تعمل الشبكات الاجتماعية القوية على الحد من العزلة، وهو عامل خطر رئيسي يؤدي إلى الاكتئاب لذا ابق على اتصال منتظم بالأصدقاء والعائلة، ويعتبر العمل التطوعي وسيلة رائعة للحصول على الدعم الاجتماعي ومساعدة الآخرين وفي نفس الوقت الذي تساعد به نفسك في تجنب العزلة.
  3. التغذية: تناول وجبات صغيرة ومتوازنة بشكل جيد طوال اليوم سيساعدك في الحفاظ على طاقتك ويقلل من تقلبات المزاج.
  4. النوم الكافي: حيث يزيد الحرمان من النوم من شدة الأعراض كالإجهاد والحزن، لذا احرص على النوم من 6-9 ساعات يومياً.
  5. تقليل الضغط: قم بإجراء تغييرات في حياتك للمساعدة في إدارة التوتر والحد منه، إن الإفراط في الإجهاد والتوتر يؤدي إلى تفاقم الاكتئاب، عليك التخلص من الجوانب التي تضفي التوتر إلى حياتك، مثل الحمل الزائد على العمل أو العلاقات غير الداعمة واحرص على تقليل تأثيرها على مزاجك.

العلاج النفسي

إذا لم يكن هناك سبب طبي أساسي لأعراض الاكتئاب، يمكن أن يكون العلاج الحواري علاجاً فعالاً للغاية. ما تتعلمه في العلاج يمنحك المهارات والاستبصار لتشعر بتحسن ويساعد في منع الاكتئاب من العودة.

هناك العديد من أنواع العلاجات المتاحة، ومن أشهر الطرق المستخدمة في علاج الاكتئاب:

  • العلاج السلوكي الإدراكي.
  • العلاج بين الأشخاص.
  • العلاج الديناميكي النفسي.

بعض أنواع العلاج يعلمك تقنيات عملية حول كيفية إعادة صياغة التفكير السلبي وتوظيف المهارات السلوكية في مكافحة الاكتئاب.

يمكن أن يساعدك العلاج على العمل من خلال معرفة جذور الاكتئاب الخاص بك، لمساعدتك على فهم لماذا تشعر بطريقة معينة، وما هي الدوافع الخاصة بك للاكتئاب.

علاج الاكتئاب باستخدام الأدوية

قد يكون العلاج بمضادات الاكتئاب من أكثر العلاجات المنتشرة لعلاج الاكتئاب، ولكن هذا لا يعني أنه العلاج الأكثر فعالية.

إن الاكتئاب لا يتعلق فقط باختلال التوازن الكيميائي في الدماغ، فقد يساعد الدواء في تخفيف بعض أعراض الاكتئاب المعتدل والشديد، ولكنه لا يعالج المشكلة الأساسية، وهو عادة ليس حلاً طويل الأمد.

وتأتي الأدوية المضادة للاكتئاب أيضاً مع آثار جانبية، وقد يكون الاقلاع عنها صعباً للغاية. فإذا كنت تفكر فيما إذا كان الدواء المضاد للاكتئاب هو الدواء المناسب لك، فتعلم كل الحقائق التي من شأنها أن تساعدك في اتخاذ قرار مدروس، وحتى إذا قررت تناول الدواء في حالة الاكتئاب، فلا تتجاهل علاجات أخرى. لأن التغييرات في نمط الحياة والعلاج النفسي لا تساعد في تسريع التعافي من الاكتئاب فحسب وإنما تعطيك المهارات لمنع تكرار حدوثه.

المصادر

  • Joanna Saisan, M.S.W., Melinda Smith, M.A., and Jeanne Segal (2019) Depression Treatment, Available at: https://www.helpguide.org/articles/depression/depression-treatment.htm (Accessed: 21 Dec. 2019).
  • National Alliance on Mental Illness (2019) Depression, Available at: https://www.nami.org/Learn-More/Mental-Health-Conditions/Depression/Treatment (Accessed: 21 Dec. 2019).
السابق
حمى الضنك أعراضها وهل يمكن الوقاية من حمى الضنك
التالي
الرعاية التلطيفية: مفهوم جديد بدأ يظهر على الساحة الطبية، فما هو هذا المفهوم؟

اترك تعليقاً