جسم الإنسان

دليلك نحو الشعر: تركيبه، والأمراض التي تصيبه، وكيفية العناية به

الشعر

يعتبر الشعر أحد أجزاء الجهاز الغلافي لأجسام الثدييات بمختلف أنواعها، حيث يشكل طبقة لحماية جسم الكائن الحي؛ لكنه في الإنسان يفقد العديد من هذه الوظائف مقارنةً بالكائنات الأخرى، فهو خفيف ورقيق في معظم أجزاء الجسم باستثناء فروة الرأس، وبهذا فقد تركّزت الأهمية الكبرى على دوره في المظهر الجمالي للشخص.

تركيب الشعر

ينتشر الشعر تقريبًا على جميع أجزاء الجسم باستثناء: كف اليد وباطن القدم، ومناطق الاتصال المخاطي الجلدي مثل: الشفتين، وظهر أطراف الأصابع.

قد يستغرب البعض عن معرفته أن أكثر معدّل لكثافة الشعر في جسم الإنسان هو في منطقتي الخد والجبهة، حيث تصل الكثافة إلى 800 شعرة/سم، تليها فروة الرأس، وباقي أجزاء الوجه، ومن ثم الجسم، وتكون الكثافة أكثر ما يكون عند الأطفال وتقلُّ تدريجيًا مع مرور الزمن.

تتكون الشعرة من جزأين رئيسين، هما: جذر الشعرة وهو الجزء المغمور بالجلد والذي ينتهي بالبصيلة، وجسم الشعرة وهو الجزء المرئي من الشعرة فوق سطح الجلد، وهو جزءٌ ميتٌ يتكون من ثلاث طبقات: الإهاب والقشرة والنخاع.

تعتبر طبقة القشرة أهم طبقة منهن، فهي التي تحتوي على صبغة الميلانين وبالتالي هي التي تحدد لون الشعر، كما وتحتوي على مادة الكيراتين، وهي مادة بروتينية تحدد شكل الشعرة الخارجي سواء أكان أملسًا أو مجعّدًا أو مموّجًا.

تتكون الشعرة بشكل أساسي من البروتينات والماء والدهون وبعض العناصر القليلة الأخرى، مثل: الألمنيوم، والكالسيوم، والمغنيسيوم، وغيرها.

يشكُّل الكيراتين النسبة الكبرى من البروتينات المكونة للشعرة بما يقارب 85% من إجمالي المكونات، ويلعب الكيراتين دورًا في تقوية الشعرة وإكسابها الهيكل الخاص بها.

تركيبات ملحقة بالشعرة

  • عضلة الشعرة الموقّفة (Arrector pili muscle): هي المسؤولة عن حركة الشعرة اللاإراديّة عند القشعريرة وغيرها من المحفّزات.
  • الغدد الدهنيّة (sebaceous gland): هي الغدد المسؤولة عن إفراز الدهون حول الشعرة، وتساعد في حركتها ونموّها وإكسابها لمعانها.

أنواع الشعر

  • الشعر الزغابي (Vellus hairs): وهو شعر رفيع وقصير وغير مصبوغ، ويغطّي معظم الجسم.
  • الشعر الطرفي (Terminal hairs): وهو شعر سميك وطويل ومصبوغ وغامق، ويتواجد في مناطق الشعر الملحوظة، مثل: فروة الرأس، اللحية، الشارب، شعر الإبط، والعانة.
  • الشعر الوبري (Lanugo hairs): وهو شعر رفيع وأطول بقليل من الشعر الزغابي ومصبوغ بصبغة باهتة؛ لأنه غير ناضج، ويغطي جلد الأطفال حديثي الولادة، ويسقط خلال الأشهر الأولى من حياة الطفل، وتحديدًا بعد 7-9 أشهر.

مراحل نمو الشعرة

تنمو الشعرة خلال عدة مراحل دوريّة، بمعنى أن هذه المراحل تتكرر لكل شعرة تنبت في نفس المكان، وهي كالتالي:

  • طور التنامي (Anagen phase): تستمر فيه الشعرة بالنمو لمدّة 3-10 سنوات.
  • طور التراجع (Catagen phase): وتتناقص فيها صبغة الشعرة ويقل سمكها استعدادًا لاستبدالها، وتستمر من 3 أيام إلى 3 أسابيع.
  • طور التساقط (Telogen phase): هو طورٌ قد تسقط فيه الشعرة تلقائيًا أو بمجرّد شدّها شدّة بسيطة، ويتميّز هذا الطور بإعادة تهيئة بصيلة الشعرة استعدادًا لنمو الشعرة الجديدة مكانها، وتستمر هذه الفترة ثلاثة أشهر.

كما يتأثّر معدل النمو بعدد من العوامل، نذكر منها:

  • العمر: حيث يكون أعلى ما يمكن في الصف السادس والسابع حيث مرحلة البلوغ.
  • الجنس: يعتبر معدّل نمو الشعر عند الرجل أعلى منه عند المرأة ما عدا فروة الرأس.
  • الجزء المقصود: يمكن ترتيب سرعة نمو الشعر في الجسم حسب ما يلي: فروة الرأس، اللحية، الشارب، ومن ثَمَّ باقي الأطراف.
  • نوع الشعر: حيث يعتبر النوع الطرفي أسرع نموًا من النوع الزغابي.
  • الفصول: تزداد سرعة نمو الشعر في فصل الصيف مقارنةً بفصل الشتاء.
  • الهرمونات: هرمونات الذكورة، هرمون الإستروجين، هرمون الغدة الدرقية.

وظيفة الشعر

كما سبق ذكره، فإن الشعر في الإنسان قد فقد العديد من مهامه مقارنةً بباقي الثدييّات؛ إلّا أنه يمكن الإشارة لبعض مهامه المتبقية على النحو التالي:

منطقة الرأس: يحمي من الأشعة فوق البنفسجية، ويعمل على امتصاص الصدمات، والعزل.

في الأنف: يمنع دخول الشوائب لمجرى التنفس.

باقي الجسم: يلعب دورًا في عمليّة الإحساس.

عامةً، تبقى الأهميّة الجماليّة هي مركز الاهتمام البشري بالشعر.

امراض فروة الرأس

هناك العديد من الأمراض التي تصيب الشعر، سواءً تلك الناتجة من التهابات بكتيريّة أو فطريّة أو طفيليات أو غيرها، وقد يكون وراثيًا كالصلع، أو أثرًا جانبيًا لأدوية معيّنة، كأدوية السرطان مثلًا، ونذكر من هذه الأمراض:

  • داء الثعلبة: فقدان الشعر في مناطق دائريّة وغالبًا ما يكون في فروة الرأس.
  • الصلع: يختلف مفهوم الصلع في الرجال عنه في النساء، فيظهر بشكل أوضح في الرجال، حيث يظهر الشعر إما بشكل منحسر، أو تاجي، أو يحدث صلع كلّي، بينما يُقصد بالصلع في النساء سهولة رؤية جلد فروة الرأس بين الشعر، وقلة كثافته.
  • القشرة أو ما يعرف بالتهاب الجلد الدهني.
  • السعفة: التهاب فطري يتسبب في سقوط الشعر مع ظهور بقع تشبه الحلقات.
  • القمل: هي حشرات صغيرة تتغذى على الدم من فروة الرأس، ويكثر انتشارها بين الأطفال في سن المدرسة الابتدائية غالبًا.
  • كثرة الشعر: حيث تزداد كثافته عن الحد الطبيعي وغالبًا ما تصاب به النساء، حيث تزداد الكثافة في أماكن غير معتادة كالوجه واللحية.

فحوصات الشعر

  • فحص المادة الوراثية للشعر: يمكن استخدامها للكشف عن البنوّة، كما ويمكن استخدامها في الجرائم كدليل جنائي.
  • فحوصات الشعر والأدوية: وهي عدة فحصوات تستخدم للكشف عن نسبة امتصاص الدواء في الشعر، حيث يمتص الشعر بعض الأدوية أو مركباتها البدائية بعد تكسّرها، ويتم فحص الكميات الممتصة وفحص مدى تأثيرها، إلى جانب إجراء العديد من الاختبارات عليها لفحص فعالية الأدوية التي قد تستخدم كمقويّات للشعر، أو لفحص أثرها الجانبي.
  • تحليل الشعر: فحص تعرّضه للمواد السامة، مثل الزئبق والرصاص.

العناية بالشعر: كيف تحافظ على شعرك؟

  • تبليله بالماء بين فترة وأخرى.
  • استعمال كمية قليلة من الشامبو، فالزيادة في استعماله ليست ذات فائدة، بل ربما تضرّه أكثر مما تتوقع.
  • دلكه وفروة الرأس في وجود الشامبو، مع مراعاة عدم خدش فروة الرأس.
  • غسل الرأس بحيث لا يبقى أثر للشامبو أو الفقاعات، ومن ثم تنشيفه بالمنشفة.
  • تمشيطه بلطف، واستعمال فرشاة شعر ذات أسنان متباعدة لتجنب إلحاق الضرر بالشعر المجعّد سواء بتقطيعه أو اقتلاعه؛ مما يؤثّر سلبًا على فروة الرأس.
  • تركه حتى يجف تلقائيًّا، وتجنّب استخدام المجففات قدر المستطاع.

كما عليك أن تتجنّب ما قد يلحق الضرر بشعرك، مثل:

  • أشعة الشمس: فيُنصح باستخدام القبّعة في الخارج.
  • المواد الكيميائية المختلفة مثل الكلور في برك السباحة.
  • منتجات العناية بالشعر وعلاجه والتي يمكن أن تغيّر من طبيعته، سواءً لونه، أو شكله، أو غيره.
  • أدوات العناية بالشعر مثل: مكاوي الشعر التي قد تحرقه وتسبب في سقوطه، والمجففات التي قد تؤدّي إلى تكسّره نتيجة الجفاف الزائد عن الحد.
لا يُنصح باستخدام المواد المرطّبة أو التي تساعد في نمو الشعر، أو الخلطات والزيوت وغيره من المنتجات المتوفّرة في السوق إلا باستشارة طبيّة، وذلك لاختلاف أنواع الشعر، واختلاف حالات استخدامها، ومدى قابليّة تأثر شعرك بمثل هذه المنتجات.

المصادر

السابق
فقدان السمع: ماهيته، أنواعه، والفحوصات اللازمة لتشخيصه
التالي
الحساسية المفرطة: تعرف على أعراض وعلاج الحساسية المفرطة

اترك تعليقاً