الولادة

نقص ماء الجنين أو قلة السائل السلوي: التعريف، الأسباب، الأعراض، التشخيص، والعلاج

قلة السائل السلوي نقص ماء الجنين

يتشكل السائل الأمنيوسي الذي يُحيط بالجنين من سائل حمضي من أجل حماية الطفل داخل الرحم، ويوفر مساحة للطفل للنمو والحركة والتطور. ماذا لو حدث نقص في ماء الجنين (قلة السائل السلوي)؟

نقص ماء الجنين

هو قلة السائل السلوي/الأمنيوسي الذي يُحيط بالجنين في رحم الأم، ويكون حجم السائل أقل من الحجم المتوقع لعمر الحمل، ويعتبر السائل السلوي وسيلة لحماية الجنين، ويساعد أيضًا على تطور العضلات والأطراف والرئتين والجهاز الهضمي، ويسهل من حركة الجنين داخل الرحم.

يمكن للأطباء قياس كمية السائل السلوي بطرق مختلفة، وأكثرها شيوعًا يتم من خلال تقييم مؤشر السائل الأمنيوسي (Amniotic Fluid Index) أو قياسات الجيب العميق. إذا أظهر مؤشر AFI وجود مستوى سائل أقل من 5 سنتيمترات (أو أقل من 5٪)، أو حجم سائل يقل عن 500 مل في الأسبوع 32-36 من الحمل، فتُشخَّص الحالة على أنها قلة في السائل السلوي. حوالي 8 ٪ من النساء الحوامل يمكن أن يكون لديهن مستويات منخفضة من السائل الأمنيوسي؛ إلا أن حوالي 4 ٪ فقط يتم تشخيصهن بقلة السائل السلوي. يمكن أن تحدث المشكلة في أي وقت أثناء الحمل؛ لكنها أكثر شيوعًا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.

اسباب نقص ماء الجنين

  • عُيوب خَلْقية لدى الجنين كالمشاكل التي تحدث أثناء تطور الكلى أو المسالك البولية، الأمر الذي قد يؤدي إلى إنتاج الجنين كمية قليلة من البول، المكون الأساسي للسائل السلوي عندما يصبح الجنين بعمر الـ 20 أسبوعًا.
  • مشاكل في المشيمة، مما يؤدي إلى عدم قدرة المشيمة على توفير كمية كافية من الدم والعناصر الغذائية للجنين، والذي قد ينجم عنه عدم قدرة الجنين على إعادة تدوير السوائل.
  • حدوث تمزق في الأغشية المحيطة بالجنين كالغشاء الأمينوسي أو غشاء المشيمة، مما يؤدي إلى تسرب السائل السلوي بشكل بطيء أو تدفقه بشكل مفاجئ من المهبل.
  • تأخر الولادة بما يزيد عن 42 أسبوعًا، والذي قد يؤدي إلى نقص السائل السلوي نتيجة نقص في وظائف المشيمة.
  • مشاكل الحمل كارتفاع ضغط الدم والسكري وتسمم الحمل (preeclampsia) والجفاف.
  • الحمل بتوأم أو أكثر.
  • بعض الأدوية، مثل: مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (كالإيبوبروفين)، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors).

كيف اعرف ان ماء الجنين ناقص

قد تظهر على الحامل بعض الأعراض التي قد تعتبر مؤشرًا لنقص السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين، منها:

  • حجم بطن الأم أقل مما ينبغي أن يكون عليه عند عمر مُعين للجنين.
  • قد تظهر بعض الأعراض وبالأخص في حالة تأخر الولادة كحدوث نقص في نشاط وحركة الجنين.
  • في بعض الأحيان يحدث نقص في معدل ضربات قلب الجنين.
  • أجزاء الجنين بارزة أكثر من اللازم لقلة السائل حوله.
  • تأخر في نمو الجنين.

إذا شعرت الحامل بأحد هذه الأعراض خلال الثلث الأخير من الحمل، فمن الأفضل استشارة الطبيب.

مضاعفات قلة السائل السلوي

السائل الأمنيوسي ضروري لنمو العضلات والأطراف والرئتين والجهاز الهضمي. في المرحلة الثانية من الحمل، يبدأ الطفل في التنفس وابتلاع السوائل لمساعدة رئتيه على النمو والنضوج، كما يساعد السائل الأمنيوسي الطفل على تطوير العضلات والأطراف من خلال توفير مساحة كبيرة للحركة.

 مضاعفات خلال النصف الأول من الحمل:

  • انضغاط أعضاء الجنين، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث عيوب خَلْقية.
  • إجهاض الحمل، فقد يموت الجنين خلال أول 20 أسبوع من الحمل.
  • ولادة جنين ميت، فقد يموت الجنين داخل الرحم بعد 20 أسبوع من حدوث الحمل.
  • الولادة المُبكرة، فقد تحدث الولادة قبل 37 أسبوع في النصف الأول من الحمل.

مضاعفات خلال النصف الثاني من الحمل:

  • ولادة مبكرة للجنين قبل الموعد المتوقع.
  • نمو بطيء للجنين.
  • تقييد نمو الجنين داخل الرحم، مما يؤدي إلى ولادة طفل دون الوزن الطبيعي.

 مضاعفات خلال عملية الولادة:

  • تغير في موقع الطفل، بحيث تخرج مؤخرته أو قدماه من الرحم أولًا بدلًا من رأسه.
  • مشاكل تنفسية عند الطفل، نتيجة استنشاقه للعِقْيّ (meconium)، وهو أول براز يخرجه الطفل.
  •  انضغاط الحبل السري، مما يؤدي إلى تناقص معدل ضربات قلب الجنين، وتراكم ثاني أكسيد الكربون في الدم، ونقص الأكسجين مما يشكل خطرًا على دماغ الجنين.
  • ولادة قيصرية.

تشخيص قلة السائل السلوي

يتم تشخيص قلة السائل السلوي عن طريق:

  • الموجات فوق الصوتية:

تسمح للطبيب برؤية كِلى ومثانة الطفل، وتستخدم للتأكد من وجود انسداد في الحالب أو غياب الكلية الخَلْقي (renal agenesis) أو خلل التنسج الكيسي (cystic dysplasia) من عدمه. يُستخدم جهاز الموجات فوق الصوتية الدوبلري (Doppler ultrasound) للتحقق من وجود قصور في المشيمة.

  • مؤشر السائل الأمنيوسي (Amniotic fluid index)

هو أكثر أنواع الفحوصات استخدامًا، فهو يساعد على قياس حجم السائل الأمنيوسي باستخدام تقنية تخطيط الصدى الطبي (ultrasonography)، وتُستخدم الموجات فوق الصوتية لقياس عُمق كيس السائل الأمنيوسي وإعطاء قراءة لحجم السائل.

  • الفحص بالمنظار المُعقم

يُستخدم للكشف عن وجود أي تمزقات في الأغشية المُحيطة بالجنين وتسرب السائل الامنيوسي.

  • فحص الدم

إجراء فحص مصل دم الأم (serum) يساعد في الكشف عن قلة السائل الأمنيوسي، ويوضح إن كان الطفل يعاني من مشاكل خَلْقية كمتلازمة داون أو تشقق العمود الفقري (spina bifida).

  • التحقق من وجود تجاعيد سلوية (amniotic wrinkle):

تستخدم هذه الطريقة في أحمال التوائم، حيث يحظى أحد التوأمين بكمية أقل من السائل الأمنيوسي نتيجة حدوث انثناء في الغشاء الأمنيوسي.

علاج نقص ماء الجنين

يعتمد العلاج على مرحلة الحمل، وغالبًا لا تتطلب المراحل الأخيرة من الحمل أي علاج سوى فحص معدل نبضات قلب الطفل وتطور رئتيه وحركته بشكل دوري، وتعتبر الولادة في هذه الحالة أفضل علاج.

أما في حالة قلة السائل الأمنيوسي في غير المراحل الأخيرة من الحمل، يتم اللجوء إلى الطرق التالية:

  • النقل السلوي (Amnioinfusion):

يتم نقل محلول كلوريد الصوديوم إلى الكيس السلوي، عن طريق أنبوب قسطرة داخل الرحم، مما يحافظ على نسبة مثالية من السائل الأمنيوسي، ويقلل من الحاجة إلى إجراء عملية قيصرية.

  • التحويل السلوي للمثانة (Vesicoamniotic shunt):

إذا كان يعاني الطفل من اعتلال بولي انسدادي (obstructive uropathy) ينتج عنه قلة في السائل الأمنيوسي، يقوم الطبيب حينها بتحويل مجرى البول بهذه الطريقة من المثانة إلى الكيس السلوي مباشرة، حيث يعالج بكفاءة قلة السائل الأمنيوسي.

  • حُقن السوائل:

يتم إعطاء حُقن من السوائل عن طريق إبرة رفيعة تدخل في بطن الحامل، وتصل إلى الغشاء الأمنيوسي (amniocentesis)، بالرغم من أن تأثير هذه الطريقة يدوم لأيام فقط، إلا أنها تساعد على التحكم بقلة السائل الأمنيوسي في حال حدوثها مستقبلًا.

  • ترطيب جسم الأم:

عن طريق إعطاء السوائل فمويًا وعبر الوريد لترطيب جسم الأم وزيادة السائل الأمنيوسي، تُعتبر طريقة فعالة في حالات قلة السائل الأمنيوسي الخفيفة.

  • الراحة:

قد يُوصي الطبيب بالراحة التامة بالإضافة إلى الترطيب، الأمر الذي يساعد على زيادة إنتاج السائل الأمنيوسي عن طريق زيادة المساحة الداخلية للأوعية الدموية.

  • إنهاء الحمل:

في بعض الحالات الشديدة قد يكون العلاج الوحيد هو إنهاء الحمل.

الوقاية من قلة السائل السلوي

  • استشارة الطبيب قبل تناول أية أدوية أو فيتامينات ومكملات غذائية أو أعشاب ومستحضرات طبيعية.
  • الالتزام بفحوصات ما قبل الولادة وبشكل دوري، ليتمكن الطبيب من اكتشاف أي مشاكل لدى الجنين واتخاذ الإجراءات المناسبة.
  • الحفاظ على نظام غذائي صحي، وتناول الأطعمة التي تحتوي على كمية عالية من الفاكهة والخضروات، وبالأخص إن كنتِ تعانين من مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم فعليكِ اتباع نظام صحي مناسب.
  • الإقلاع عن التدخين وشُرب الكحول.
  • شرب كميات أكبر من الماء (لا تقل عن 8-10 أكواب من الماء يوميًا).
  • ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة كالمشي والسباحة، والتي تُحفز الدورة الدموية وتزيدها في منطقة الرحم والمشيمة.

المصادر

السابق
هرمون السعادة: هرمون السيروتونين ماذا تعرف عن هرمون السعادة في جسمك؟
التالي
بصمة الاصبع واستخداماتها المختلفة؛ هل تقتصر على البحث الجنائي؟

اترك تعليقاً