الولادة

سرطان بطانة الرحم: التعريف، الأسباب، الأعراض، التشخيص، والعلاج

سرطان بطانة الرحم

يحدث سرطان بطانة الرحم نتيجة نمو خارج عن السيطرة لخلايا غير طبيعية في البطانة، فما هي أعراض سرطان الرحم وما طرق علاجه؟

الرحم

كي نستطيع فهم سرطان بطانة الرحم فلا بد أولًا من التعرف على تركيب عضو الرحم. الرحم هو عبارة عن عضو مُجوَّف يشبه الكمثرى يقع في منطقة الحوض بين المثانة في الأمام والمستقيم في الخلف. عنق الرحم هو الجزء الواصل بين الرحم والمهبل. يتكون الرحم من طبقتين: طبقة داخلية رقيقة تُدعى بطانة الرحم، وطبقة خارجية سميكة تتكون من مجموعة من العضلات الملساء تُدعى عضلة الرحم.

تمر بطانة الرحم بتغيرات متكررة في النساء التي تحيض، حيث تزيد سماكة بطانة الرحم شهريًا تحضيرًا لانغراس البويضة المخصبة في الحمل، أما إذا لم يحدث حمل، فإن هذه البطانة تتساقط خلال الدورة الشهرية. بعد سن اليأس وانقطاع الطمث، فإن هذه التغيرات في بطانة الرحم تتوقف. يحدث سرطان بطانة الرحم نتيجة نمو خارج عن السيطرة لخلايا غير طبيعية في البطانة.

سرطان بطانة الرحم الخبيث

هو نوع من السرطانات التي تصيب بطانة الرحم، حيث يبدأ في الخلايا التي تُبطن الرحم، ويمكن أن يصيب النساء في أي مرحلة عمرية؛ لكنه أكثر انتشارًا في النساء اللاتي تجاوزت أعمارهن الـ 50 عاماً. لحسن الحظ فإن معظم النساء يتم تشخيص إصابتهن بالسرطان في مراحله المبكرة (قبل انتشاره إلى أنسجة أخرى خارج الرحم)، حيث يمكن الشفاء منه من خلال العملية الجراحية فقط.

أسباب وعوامل خطر سرطان بطانة الرحم

لا يعرف الباحثون إلى الآن السبب المباشر وراء الإصابة بسرطان بطانة الرحم؛ ولكن عندما تتم عملية انقسام الخلايا بشكل غير مناسب، فسيتم إنتاج خلايا طبيعية تتضاعف بمعدل محدد وتموت في وقت محدد، ويتم أيضًا إنتاج خلايا غير طبيعية تتضاعف بمُعدل كبير خارج عن السيطرة ولا تموت خلال الوقت المحدد. تُشكل هذه الخلايا ورم سرطاني من الممكن أن ينتشر ويغزو الأنسجة القريبة منه، وقد يصل إلى أعضاء أخرى من الجسم مؤثرًا على أدائها وضارًا بالنسيج المتواجد فيه.

هناك بعض عوامل الخطورة التي تزيد من فرصة حدوث سرطان بطانة الرحم، منها:

  • ارتفاع مستوى الهرمونات الأنثوية وخاصة الأستروجين: يقوم المبيضان بإنتاج هرمونين رئيسيين هما الأستروجين والبروجسترون، ويؤدي الخلل في توازن إنتاج الهرمونين إلى تغييرات في بطانة الرحم.
  • زيادة التعرض للدورة الشهرية: التعرض للحيض في سن مُبكرة قبل 12 عامًا، أو انقطاع الطمث في وقت مُتأخر، يُؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
  • العُقم: النساء اللاتي لم يُسبق لهن الحمل أكثر عُرضة للإصابة بسرطان بطانة الرحم من النساء اللاتي حملن قبل ذلك.
  • العُمر: كلما تقدم السن بالمرأة زاد خطر إصابتها بسرطان بطانة الرحم.
  • السُمنة: تزيد السُمنة من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم بسبب زيادة الدهون في الجسم والتي تغير توازن الهرمونات في الجسم.
  • العلاج الهرموني لسرطان الثدي (Hormone therapy for breast cancer): تحصل النساء المُصابات بسرطان الثدي على العلاج بالهرمونات مما يزيد خطورة إصابتهن بسرطان بطانة الرحم.
الأمراض التي تزيد من كمية هرمون الأستروجين وليس هرمون البروجسترون في الجسم من المُمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.

اعراض سرطان بطانة الرحم

تشمل الأعراض والعلامات ما يلي:

  • نزيف من المهبل بعد انقطاع الدورة الشهرية.
  • النزيف بين الدورات الشهرية، أو نزيف كبير خلال فترة الحيض.
  • إفرازات مختلطة بالدم من المهبل.
  • ألم في الحوض.
  • ألم أثناء العلاقة الحميمية.
  • انخفاض الوزن بِشكلٍ مُفاجئ.

مضاعفات سرطان الرحم

  • فقر الدم: بسبب النزيف الشديد.
  • العُقم: خاصة في حالة إصابة الأنثى خلال فترة خُصوبتها.
  • الانتشار إلى الأعضاء الأخرى: قد تصل الخلايا السرطانية إلى الرئتين مؤديةً إلى الوفاة.

تشخيص سرطان بطانة الرحم

  • الفحص الإكلينيكي: فحص منطقة الحوض ومحاولة الكشف عن وجود كُتل أو تَغيُّر في شكل الرحم، بالإضافة إلى الفحص المهبلي من خلال المنظار المهبلي لفحص المهبل وعُنق الرحم بحثًا عن أي مشاكل.
  • استخدام الموجات فوق الصوتية: يقوم الطبيب بتصوير الرحم من خلال المهبل بالموجات فوق الصوتية لفحص سماكة وملمس بطانة الرحم، يساعد هذا الفحص في الكشف عن وجود أي مشاكل.
  • استخدام المنظار لفحص بطانة الرحم: وهو عبارة عن أنبوبة رفيعة مرنة مزودة بعدسة لرؤية ما بداخل الرحم وفحص بطانة الرحم.
  • أخذ عينة من بطانة الرحم وفحصها: يتم فحص العينة تحت المجهر بحثًا عن الخلايا السرطانية.

علاج سرطان بطانة الرحم

يعتمد علاج سرطان بطانة الرحم على مرحلة السرطان ودرجة انتشاره والصحة العامة. من طرق العلاج:

  • الجراحة: معظم النساء المصابات بسرطان بطانة الرحم يَخضعن لعملية استئصال الرحم وإزالة قناتي فالوب والمبيضين. خلال العملية الجراحية، يقوم الجراح أيضًا بفحص المناطق المُحيطة بالرحم بحثًا عن علامات تُشير إلى انتشار السرطان. يجب معرفة بأنه لن يكون هناك فرصة للحمل بعد العملية.
  • الإشعاع: يستخدم العلاج الإشعاعي أشعة طاقة قوية لقتل الخلايا السرطانية، وقد يُستخدم العلاج بالإشعاع بعد الجراحة لقتل أي بقايا سرطانية، ويُقسم العلاج الإشعاعي حسب طريقته داخل الجسم أو خارج الجسم.
  • العلاج الهرموني: يستخدم العلاج الهرموني الأدوية التي تؤثر على مستويات الهرمون في الجسم، ويُستخدم للحد من نمو سرطان بطانة الرحم المتقدم والذي انتشر خارج الرحم.
  • العلاج الكيميائي: يستخدم العلاج الكيميائي المواد الكيميائية للحد من نمو السرطان المُتقدم ولتقليل انتشاره خارج الرحم.

الوقاية من سرطان بطانة الرحم

للتقليل من خطورة الإصابة بسرطان بطانة الرحم يجب عليك اتباع الآتي:

  • استشارة الطبيب عن استخدام العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث: فقد يزيد استخدام الأستروجين فقط من خطر إصابتكِ بسرطان بطانة الرحم.
  • تناول أقراص منع الحمل: يُقلل استخدام حبوب منع الحمل من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم؛ ولكن لحبوب منع الحمل آثار جانبية يجب أن تعلمها المرأة قبل استخدامها.
  • الحفاظ على وزن صحي: تزيد السُمنة من خطر الاصابة بسرطان بطانة الرحم، لذلك احرصي على وزن صحي مناسب.
  • ممارسة الرياضة مُعظم أيام الأسبوع: تُقلل ممارسة الرياضة من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم، لذا عليك ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة مُعظم أيام الأسبوع.
  • حساب أيام الدورة الشهرية ومتابعتها: وفي حال حدوث أي خلل عليكِ مراجعة الطبيب.

المصادر

السابق
هرمون الجلوكاجون: ماهيته، وظائفه، والأمراض المرتبطة به
التالي
أنواع المضادات الحيوية المختلفة واستخداماتها في محاربة الأمراض المعدية

اترك تعليقاً