أمراض الغدد والسكري

معلومات عن مرض السكري وانواعه وكيفية الوقاية منه

عادةً ما تكثر الشائعات والخرافات حول الأمراض الشائعة، والتي من أهمها مرض السكري؛ وذلك لكثرة المصابين به، حيث يتم تناقل المعلومات الغير دقيقة بكثرة وبدون الرجوع إلى مصادرها، مما أدى إلى خَلْق بعض الخرافات التي تنقصها الحقائق، والتي أضرت بالمرضى بدل أن تنفعهم. في هذا المقال سوف نستعرض معلومات عن مرض السكري وانواعه وكيفية الوقاية منه.

لقد جلست مع صديقي المصاب بالسكري، ثم تم تشخيصي بهذا المرض، وأعتقد أن صديقي تسبب بإصابتي به

بالتأكيد لا، فلا يمكن الإصابة بالسكري عن طريق التعرض لشخص مصاب به، سواءً بلمسه أو التعرض لإفرازاته كاللعاب ورذاذ العطس، كما لا يمكن التقاطه من الهواء أو التربة. حتى اليوم لا أحد يعلم الطريقة التي يحدث فيها مرض السكري بشكلٍ واضح ودقيق.

هل يشترط أن يكون المصاب بمرض السكري مصاب بزيادة الوزن؟

في الحقيقة زيادة الوزن فوق المستوى الطبيعي (معامل كتلة الجسم 25 أو أكثر) يعتبر أحد عوامل الخطورة للإصابة بمرض السكري؛ ولكنه ليس السبب الوحيد للإصابة، فهناك عوامل أخرى، مثل: عدم ممارسة الرياضة، وعدم اتباع نظام صحي في انتقاء الطعام، ووجود عامل وراثي.

لا يوجد في عائلتي أي شخص مصاب بمرض السكري، فلا يجب علي القلق من الإصابة به

هذه المعلومة ليست دقيقة تماماً. بالطبع هناك عامل وراثي مهم للإصابة بمرض السكري؛ لكن في الجهة المقابلة هناك عوامل خطورة قد تعادل العامل الوراثي أو قد تفوقه أحيانًا، مثل: زيادة الوزن، وعدم ممارسة الرياضة، واتباع أنظمة غذائية غير صحية، وغيرها.

كثرة تناول السكر والأطعمة المحلاة تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري

أثبتت بعض الدراسات أن تناول المشروبات المحلاة مرتبطة بشكل ما بزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، كما تنصح منظمة السكر الأمريكية بالتقليل قدر المستطاع؛ بل والامتناع أحيانًا، عن تناول المشروبات المحلاة؛ لتقليل خطر الإصابة بمرض السكري. المشروبات المحلاة ترفع نسبة السكر في الدم، إضافةً إلى أنها تعطيك سعرات حرارية أكثر من اللازم، فعلبة بحجم 350 مل تحتوي على 150 سعر حراري و40 جرام من الكربوهيدرات، أي ما يعادل 10 ملاعق سكر من الحجم الصغير.

علاوةً على ذلك، فإن تناول السكريات بكثرة يؤدي إلى زيادة الوزن، والذي يدفع إلى قلة النشاط الحركي، وبالتالي زيادة أكثر في الوزن، وهكذا حتى ترتفع نسبة الإصابة بمرض السكري أضعافًا مضاعفة.

 المشروبات المحلاة قد تكون على شكل المشروبات الغازية، علب العصائر الجاهزة، الشاي المبرد، وغيرها. 

عدم ظهور أعراض مرض السكري علي يعني عدم إصابتي به

هذه العبارة قد تكون صحيحة لمرض السكري من النوع الأول الذي يصاب به الأطفال عادةً، حيث أن الخلل الموجود في البنكرياس يؤدي إلى عدم قدرته على إفراز أي كمية من الانسولين، وبالتالي تظهر أعراض السكري وهي: زيادة التبول، والعطش، والأكل.

على الرغم من ذلك، فلا ينطبق هذا الكلام على الناس الأكبر سنًا؛ ذلك لعدم وجود خلل في إفراز البنكرياس للأنسولين؛ لكن المشكلة هي عدم استفادة الأنسجة من هذا الأنسولين، ويرجع السبب في ذلك لوجود مقاومة له، وبالتالي ففي أغلب الأوقات يتم اكتشافه بشكل مفاجئ عن طريق فحوصات الدم. ينصح الأشخاص عادةً بفحص سنوي لنسبة السكر في الدم عند بلوغهم 45 عامًا، وينصح فحصه على عمر أبكر، 20 عامًا، إذا كان هناك عوامل خطورة كالبدانة وارتفاع ضغط الدم وغيرها.

يجب أن أقلق لأنني مصاب بمرض السكري، فقد عايشت معاناة أحد أصدقائي المصابين بالسكري مع المضاعفات

في الحقيقة، يعتمد ذلك على المصاب نفسه؛ فإن أهمل في تناول العلاج فستزداد مضاعفات المرض، حيث وُجِد أن الموت الناتج عن مضاعفات السكري أكثر من الموت الناتج عن سرطان الثدي والإيدز مجتمعين، كما وأن السكري يضاعف نسبة الإصابة بالجلطات القلبية. في المقابل، فإن من يقوم بالالتزام بالعلاج فذلك يمنع حدوث المضاعفات الخطيرة، وسيعيش حياةً قريبةً جدًا إلى الطبيعية الخالية من المضاعفات. في النهاية مرض السكري يمكن التحكم به، وبالتالي التقليل من أعراضه والعيش بصحة جيدة.

هل يحتاج مرضى السكري لحمية غذائية معينة؟

ينصح المصابون بمرض السكري بالالتزام بنظام غذائي صحي يتماشى مع إصابتهم بالسكري، وذلك بتقليل نسبة الدهون والكربوهيدرات في الطعام، وزيادة نسبة البروتينات والألياف والخضار والفاكهة.

المصاب بالسكري لا يستطيع تناول النشويات كالأرز والمعكرونة وغيرها

في الحقيقة هذه العبارة غير صحيحة، فيستطيع المصاب بالسكري تناول كميات قليلة من هذه الأصناف (الأرز، المعكرونة، الخبز، بعض الخضار كالبطاطا والبازيلاء والذرة). يمكن تقدير هذه الكمية مع طبيبك الخاص أو مع أخصائي التغذية، حيث أنها تختلف من شخص إلى آخر.

إذا كانت الفاكهة والخضار أغذية صحية، فأستطيع أن أتناول منها قدر ما أشاء

هذه العبارة ليست دقيقة. بالطبع الفاكهة والخضار من الأغذية الصحية والمهمة؛ فهي تحتوي على الألياف والفيتامينات؛ لكنها في المقابل تحتوي على الكربوهيدرات (السكريات)، لذا عليك مراجعة الطبيب لتحديد كمية الفاكهة المسموح بها ونوعها.

لا يمكن للمصابين بالسكري تناول الحلويات والسكريات

هذه المقولة ليست دقيقة؛ فيمكن للمصابين تناول كميات قليلة من الحلويات والسكريات، بشرط ألا تزيد عدد السعرات عن الكم المسموح به يوميًا، بالإضافة إلى دمجها مع ممارسة الرياضة والنظام الغذائي الصحي المفيد.

بإمكاني أن أتناول ما أشاء من الأطعمة في أي وقت، وبعدها أقوم بتعديل جرعة الانسولين وزيادتها حسبما قمت بتناوله

بالتأكيد هذا أسلوب خاطئ، فمن أهداف علاج السكري هو المحافظة على نسبة ثابتة من السكر في الدم طوال الوقت، ولا يجب أن يكون هناك تموجات في نسبة السكر في الدم؛ لأن ذلك يؤثر بشكل سلبي على وظائف الجسم وأعضائه، كما أن زيادة جرعة الانسولين لها مضاعفات جانبية خطيرة، مثل: هبوط نسبة السكر في الدم، وزيادة الوزن، وغيرها. لذا ينبغي الحرص على وجود نظام غذائي واضح، وجرعات أنسولين محددة مسبقًا بالتوافق مع الطبيب، والالتزام بهما قدر المستطاع.

إذا قرر الطبيب البدء بحقن الأنسولين فهذا يعني أنك مهمل في علاج نفسك من السكري النوع الثاني

في الحقيقة هذه الخرافة غير صحيحة، فمرض السكري من النوع الثاني تزداد حدته بمرور الوقت، والالتزام بالأدوية يقلل من سرعة تطوره. بالتالي، فإنه مع التقدم في المرض يفقد البنكرياس القدرة بشكل كامل على إفراز الانسولين، وعليه فإن المريض سيحتاج لحقن الأنسولين لتعويض ذلك النقص.

عندما أشرب الكثير من الماء أقوم بطرد السكر الزائد من جسمي

بالتأكيد هذه خرافة ليس لها أي أساس من الصحة، فالسكر في الدم ليس كالسكر على الطاولة تستطيع غسله وإزالته بالماء، فقط يمكنك إزالته من جسمك بالتقليل من تناوله، والتقليل من الوزن، والإكثار من ممارسة الرياضة، والطعام الصحي.

مرض السكري يمكن الشفاء منه تمامًا

للأسف لا يمكن ذلك حتى هذا الوقت، فمرض السكري كالضغط والروماتيزم وغيرها، أمراض مزمنة لا يمكن شفاؤها؛ لكن يمكن التحكم بها وبأعراضها، والتقليل من أثرهما على الجسم باتباع النصائح الصحية والغذائية والرياضية.

أعرف صديقًا مصابًا بمرض بالسكري ويأخذ حبوب إنسولين عبر الفم

الطريقة الوحيدة للحصول على الأنسولين حتى اليوم هي حقت تحت الجلد فقط؛ لكن يوجد هناك حبوب لمرضى السكري من النوع الثاني تساعد في إفراز الأنسولين من البنكرياس، وهذه الحبوب لا تحتوي على أنسولين.

المصادر

  • http://American Diabetes Association (2018) Diabetes Myths, Available at: http://www.diabetes.org/diabetes-basics/myths/ (Accessed: 25th March 2019).
  • National Diabetes Education Program (2017) Diabetes Myths, Available at: https://www.cdc.gov/diabetes/diabetesatwork/pdfs/DiabetesMyths.pdf (Accessed: 25th March 2019).

مراجعة علمية وتدقيق لغوي: أحمد إسماعيل البهبهاني.

السابق
إقفار الأمعاء: ماهيته وأعراض إقفار الأمعاء وطرق تشخيصه وطرق علاج إقفار الأمعاء
التالي
مرض هنتنغتون، تشخيص مرض هنتنغتون، سبب مرض هنتنغتون

اترك تعليقاً