الصحة النفسية

اضطراب الوسواس القهري: ماهيته، أسبابه، وسبل علاج اضطراب الوسواس القهري.

الوسواس القهري

حقائق سريعة اضطراب الوسواس القهري

  • اضطراب الوسواس القهري من الاضطراباتِ النفسيةِ التوتريةِ، يتميزُ بنوباتٍ من الهواجس الوسواسية أو الأفعال القسرية أو كليهما.
  • يصيب هذا الاضطرابُ ما يقارب 2% من سكان العالم؛ مما يجعله أحدَ أشهر الاضطرابات النفسية.
  • عددٌ من الاضطرابات النفسية الأخرى قد تتزامن مع اضطراب الوسواس القهري كالاكتئاب.
  • لهذا الاضطراب عواملُ جينيةٌ وأخرى بيئيةٌ، لكن لا يمكن تحديد السبب لكل مريض.
  • العلاج الأولي للاضطراب هو علاجٌ دوائيٌ وعلاجٌ نفسي سيكولوجي، بعض الحالات المستعصية يتم اللجوء فيها للجراحة.
  • 70% من المرضى يتحسنون مع العلاجات بينما 5% فقط هم من يتعافون نهائيًا.

تعريف اضطراب الوسواس القهري

يعد اضطراب الوسواس القهري أحد أشهر الاضطرابات النفسية، والذي يتميز بهواجسَ إلحاحيه متكررة في ذهن المريض قد تؤدي لأفعال متكررة يشعر المريض أنه مجبر عليها.

يؤثر اضطراب الوسواس القهري على حوالي 2.3% من سكان العالم.

ويصيب اضطراب الوسواس القهري النساء أكثر من الرجال.

يبدأ تأثير اضطراب الوسواس القهري غالبا في مرحلة الطفولة أو المراهقة ونادرًا ما يبدأ بعد العام الخامس والثلاثين.

أسباب اضطراب الوسواس القهري

لاضطراب الوسواس القهري أسبابٌ جينيةٌ وأخرى بيئيةٌ:

  • الأسباب الجينية:

أثبتت الدراساتُ وجودَ عواملَ جينيةٍ تؤدي لحدوث هذا الاضطراب، حيث تعلو نسبة حدوثه بين أفراد العائلة الواحدة خصوصا التوائم.

  • الأسباب البيئية:

هناك عدةُ عواملَ بيئيةٍ تزيد من فرصة حدوث الاضطراب منها:

  • التهابات بكتيرية معينة كالتهابات الحلق أو الجلد: يصاب المريض بعدها باضطراب الوسواس القهري كنوع من الاستجابة المناعية الخاطئة.
  • الدورة الشهرية والولادة: تزيد فرصة حدوث الاضطراب قبل بداية الدورة الشهرية وبعد الولادة، ما يشير لتأثيرات هرمونية على حدوث هذا الاضطراب.
  • التوتر والحوادث الأليمة: قد يحدث الاضطراب عند البالغين بشكل مفاجئ بعد تعرض المريض لحادث مؤلم أو توتر شديد.
  • أمراض الجهاز العصبي كالسكتة الدماغية وإصابات الدماغ.

أعراض اضطراب الوسواس القهري

يأتي اضطراب الوسواس القهري على شكل هواجسَ أو أفعالٍ أو كليهما.

  1. الهواجس الوسواسية: والتي قد تكون على شكل أفكارًا متكررةً تسيطر على ذهن المريض (كالوسوسة بنسيان عضو في الوضوء، الوسوسة بعدم نظافة الجسم، أفكار معينة تتعلق بالله والإسلام) أو صورًا (يتخيل المصاب صورة شخص يحاول مهاجمة زوجته باستمرار).
  2. الأفعال الوسواسية: هي أفعال متكررة يشعر المريض أنه مجبر عليها قد تأتي نتيجةَ هواجس وسواسية أو بدونها. قد تكون هذه الأفعال أفعالًا تصرفية (إعادة الوضوء عدة مرات، الرجوع للبيت عدة مرات للتأكد من غلق الباب) أو أفعالًا عقلية (إعادة كلمة معينة أو عد أرقام بشكل صامت).
تعتبر هذه الهواجس و الأفعال أمور إلحاحيه لا يشعر المريض بالرضا عنها، ويحاول إخمادها بأية وسيلة كما أنها تستغرق وقتًا من حياة المصاب؛ مما يؤثر سلبا على حياته الاجتماعية وحتى عمله أو دراسته.
  • أشهر نوع من الاضطرابات الوسواسية تلك المتعلقة بالنظافة والعبادة، كالوسوسة بنسيان غسل عضو في الوضوء أو نسيان جزء من الصلاة، مما قد يترتب عليها إعادة الوضوء والصلاة مرات عديدة.
  • تستغرق الهواجس والأفعال وقتًا طويلًا من حياة المريض، وقد يحاول تجنب الأماكن أو الظروف التي تؤدي للوسوسة كتركه للصلاة مثلًا أو أن يتجنب المصابون بوسوسة تتعلق بالنظافة الذهابَ للطبيب، لاعتقادهم أن المستشفى مكانٌ معدٍ وغيرُ نظيف، وقد يعانون من أمراض جلدية وأحيانًا يرفضون العلاجات ظانين أنها ملوثة.
  • أعراض هذا الاضطراب تكون تدريجية تزيد شيئا فشيئا مع مرور الوقت ونادرًا ما تتطور بشكل مفاجئ.
  • يعد مرضى اضطراب الوسواس القهري معرضون لاضطرابات نفسية أخرى كاضطرابات القلق واضطرابات المزاج كالاكتئاب.
  • بعض المرضى يعلمون أنهم مصابون باضطراب نفسي، وبعضهم يرفض الاعتراف بذلك ويعتقد أن ما يفكر به حقيقة، مما يصعب علاج هذه الحالات.

تشخيص اضطراب الوسواس القهري

يشخص المرض بالأعراض الظاهرة على المريض والفحص النفسي والعقلي، ولا يوجد أي فحص مخبري أو إجراء لتشخيصه.

علاج اضطراب الوسواس القهري

هناك نوعان من الطرق العلاجية لاضطراب الوسواس القهري: علاج بالأدوية وعلاج سيكولوجي.

  • العلاج بالأدوية

تستخدم مجموعة من الأدوية في السيطرة على هذا الاضطراب:

  1. الفلوكسيتين (البروزاك): يعمل هذا الدواء على زيادة مادة السيروتينين في الدماغ ويعتبر من أفضل الأدوية المستخدمة في علاج اضطراب الوسواس. من الآثار الجانبية لهذا الدواء: الغثيان، التقيؤ، اضطرابات في النوم، ضعف الشهوة الجنسية وتأخر القذف.
  2. أدوية مضادات الاكتئاب الحلقية كالكلوميبرامين: من الآثار الجانبية للدواء: الشعور بالنعاس، جفاف الفم، الإمساك وهبوط الضغط.

يبدأ الطبيب باستخدام دواء واحد يفضل الفلوكسيتين بجرعة40- 80ملغم حيث يفضل البدء بجرعة قليلة ثم تتم زيادتها على مراحل غالبًا أسبوعيًا حتى تصل لأعلى جرعة مطلوبة.

يجب الاستمرار بالدواء لفترة 6 أسابيع على الأقل للحكم بنجاح أو فشل الدواء. إذا لم يستجب المريض للدواء بعد هذه الفترة فإن الطبيب سيوقف هذا الدواء ويلجأ لاستخدام دواء من مجموعة أخرى كالكلوميبرامين.

إذا كانت الاستجابة للدواء الأول ضعيفة فإن الطبيب سيقوم إما بإضافة دواء آخر للدواء الأول أو اللجوء للعلاج السيكولوجي مع الاستمرار بالدواء الأول.

يجب الاستمرار بأخذ الدواء لفترة تمتد من عام لعامين بعد التحسن. تنجح هذه الأدوية في تخفيف الأعراض _لا منعها_ بنسبة نجاح 40%.
  • العلاج السيكولوجي

العلاج السيكولوجي هو عبارة عن مجموعة من الجلسات النفسية التي تهدف لتغيير سلوك إنسان ما او طريقة تفكيره.

يستخدم هذا النوع من العلاج مع جميع درجات الاضطراب وليست الشديدة فقط، وقد يستخدم هذا العلاج حتى مع المرضى الذين استجابوا للعلاجات الدوائية.

يعتمد هذا العلاج على تغيير الأفكار الخاطئة والخارجة عن السيطرة في ذهن المريض، كما أنه يزيد من عزيمة المريض وقدرته على مقاومة الهواجس الوسوسة.

يقوم الطبيب من خلال جلسات متعددة مع المريض بتعليمه كيفية السيطرة على الأفكار والهواجس وماذا يفعل عند التعرض لها.

من أفضل الطرق السيكولوجية المستخدمة هي طريقة التعرض والمنع التي من خلالها يقوم الطبيب بتعريض المريض للموقف الذي يسبب له الوسواس، ثم يساعد المريض في منع الاستجابة له

من الأمثلة على طريقة التعرض والمنع هو ترك الطبيب المريض ليتوضأ فإذا ما حاول المريض إعادة غسل عضو يحاول الطبيب منعه وتشجيعه على إكمال الوضوء. استخدام هذه الطريقة فترة طويلة يساعد المريض على التخلص من الوسواس.

قد تنجح هذه الطريقة دون اللجوء لجلسات مع الطبيب وذلك بمحاولة المريض تجنب الوسوسة شيئًا فشيئًا.

قد تسبب طريقة التعرض والمنع في البداية توترًا وقلقًا عند المريض لكن مع تكرارها يشعر بالتحسن.

حول علاج الوسواس القهري طالع مقالنا من هنا.

علاج الحالات المستعصية

بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي والعلاج النفسي يتم علاجها بالجراحة.

في العلاج الجراحي يقوم أطباء جراحة المخ والأعصاب باستئصال جزء بسيط من الدماغ مسؤول عن الوسوسة cingulotomy، أو زراعة جهاز محفز داخل الدماغ deep brain stimulation.

مستقبل المصاب باضطراب الوسواس القهري

يعتبر اضطراب الوسواس القهري مرض مزمن بدرجات مختلفة.

تأتي الأعراض في هذا الاضطراب على شكل نوبات تمتد لفترة من الزمن ثم تختفي _بعلاج أو بدونه_ وأحيانا يأتي المرض بشكل مستمر.

تهدف العلاجات بأنواعها للسيطرة على اضطراب الوسواس القهري وليس منعه حيث يعتبر نجاح العلاج بالتخفيف من الأعراض لأقل حد ممكن بحيث لا يؤثر على حياة المريض.

تنجح العلاجات غالبا بالسيطرة على المرض وتخفيف الأعراض لحوالي 70% من المرضى.

تقدر نسبة من يتعافى من المرض نهائيًا حوالي 5% فقط.

المصادر

تدقيق : براءة إياد علي

السابق
هشاشة العظام: أسباب هشاشة العظام، وكيفية الوقاية من هشاشة العظام
التالي
التهاب الأذن الخارجية، الأعراض وكيفية علاج التهاب الأذن الخارجية

اترك تعليقاً