أمراض القلب

القسطرة القلبية: تعريفها، واستخداماتها، ومضاعفات القسطرة القلبية

حقائق حول القسطرة القلبية

  • تُجرى القسطرة القلبية عادةً لاكتشاف وجود أيّ مشاكل في القلب، سواءً عضلة القلب، صمامات القلب، أو الشرايين التاجية المغذية للقلب.
  • أيضًا يمكن حساب ضغط الدم ومدى تدفقه داخل عضلة القلب خلال القسطرة القلبية، والذي يصعب حسابه من دون القسطرة القلبية.
  • يتم تصوير الشرايين التاجية خلال القسطرة القلبية عن طريق حقن صبغة يتم ضخها عبر أنبوب القسطرة القلبية، وتُرى من خلال الأشعة السينية وبهذا يتم الكشف عن إذا ما كان هناك تسديد أو تضيق في الشرايين التاجية ومكان هذا التسديد أو التضيق بالتحديد.
  • فرصة حدوث مضاعفات سلبية بعد القسطرة القلبية ضئيلة جدًا.

ما هي القسطرة القلبية؟

تحيط بالقلب من الخارج عدة شرايين لإمداده بالغذاء والأكسجين اللازم لعمله. في الوضع الطبيعي، تكون هذه الشرايين واسعة وتدخل الكميات اللازمة من الدم إلى القلب. عندما تترسب الدهون على هذه الشرايين، فإنها تضيق وتقل التروية الدموية للقلب و هذا ما يعرف بمرض تضيق الشرايين التاجية، ومن أهم أعراضه شعور المريض بالذبحة الصدرية. كما ويحتوي القلب على 4 صمامات تنظم حركة الدم بداخله وتحرص على عدم اختلاط الدم مع بعضه. هناك بعض الأمراض قد تصيب الصمامات وتؤثر على طريقة عملها، وبعض هذه الأمراض يمكن علاجها باستخدام القسطرة القلبية.

فالقسطرة القلبية هي إجراء قليل التداخل “minimally invasive procedure” تستخدم لاستكشاف أمراض القلب وعلاجها إذا لزم الأمر، دون اللجوء إلى الجراحة الكبرى والتخدير الكلي وفتح الصدر.

طريقة إجراء القسطرة القلبية

يستلقي المريض على السرير المخصّص للقسطرة، ثم يتم حقن مخدر موضعي على الجلد فوق المنطقة المراد إدخال القسطرة منها. بعد ذلك يتم إدخال أنبوب القسطرة إلى الشرايين في منطقة الفخذ أو رسغ اليد. ثم يتم توجيه الأشعّة السينية فوق صدر المريض. يدفع الطبيب أنبوب القسطرة برفق خلال الوعاء الدموي ويتم مراقبة تقدم القسطرة حتى تصل القلب عن طريق الأشعة السينية ذات الجرعة المنخفضة المثبّتة فوق السرير، قد يتمكن المريض من رؤية ذلك بنفسه.

عادةً لا يشعر المريض بأنبوب القسطرة أثناء مرورها عبر الوعاء الدموي أو عند وصولها إلى حجرات القلب أو الشرايين التاجية، لا سيّما أنه قد يشعر بنبضات غير منتظمة في القلب أثناء الإجراء، هذا أمر طبيعي ولا داعي للقلق فأثناء الإجراء يتم مراقبة نبض القلب وتخطيطه وضغط الدم. عندما ينتهي الإجراء، يتم سحب أنبوب القسطرة برفق، بعد ذلك يتم تطبيق الضغط الموضعي على موضع العملية لمدة طويلة نسبياً لضمان التئام جدار الشريان وعدم حصول نزيف أو تجمع دموي.

ما هي دواعي إجراء القسطرة القلبية؟

استكشاف وعلاج تضيق الشرايين التاجيّة

يعتبر من أهمّ دواعي إجراء القسطرة القلبية، إذ أنها تظهر هيكلية الشرايين التاجية وبالتالي يسهل على الطبيب اكتشاف الموقع الدقيق لأي تضييق في الشرايين التاجية. وإذا لزم الأمر يتم علاج التضيق باستخدام القسطرة عن طريق نفخ بالون داخل الشريان مما يؤدي إلى توسيعه قبل وضع الدعامة التي تحافظ على الشرايين التاجية مفتوحة ومتوسعة.

علاج أمراض الصمامات القلبية

في بعض الحالات يتم علاج أمراض الصمامات كالصمام الأبهر والميترالي والرئوي باستخدام القسطرة القلبية دون اللجوء إلى إجراء فتح الصدر.

القسطرة القلبية عند الأطفال

عادةً ما يتم استخدام القسطرة عند الأطفال الذين يعانون من أنواع معينة من العيوب الخلقية المتعلقة بالقلب، التي توجد عند الطفل منذ الولادة، لتقييم وضع القلب وعلاج بعض المشاكل.

خطوات لتحضير المريض لإجراء القسطرة القلبية

يجب على المريض أن يتّبع بعض الإرشادات المتعلقة بإجراء قسطرة القلب، مثل:

  • إعلام طبيبك بأي حالة مرضية أو أي أدوية تتناولها وذلك لأخد الاحتياطات اللازمة كالتالي:

    • الأدوية التي تستخدم لزيادة ميوعة الدم ومنع التجلطات مثل: الوارفارين Warfarin أو الأسبرين أو غيرهما، يجب التوقف عن تناولهم وذلك بعد استشارة طبيبه في ذلك. الهدف من ذلك هو منع النزيف أثناء العملية وبعدها.
    • إذا كان المريض يتناول الأنسولين insulin أو الأدوية المتعلقة بمرض السكري، يجب عليك أن تغيّر توقيت تناولها، قد يضطر المريض إلى أن يتوقف عن تناول بعض الأدوية لمدة تصل إلى 48 ساعة قبل العملية، فلذلك يجب مراجعة الطبيب المختص ليتم ضبط وتغيير مواعيد تناول أدوية مرض السكري.
  • إذا كانت المريضة حامل، يجب إخبار الطبيب قبل إجراء القسطرة القلبية

يجب إخبار الطبيب المختص فيما لو كانت المريضة حامل. لأن التعرض للأشعة السينية المتواصلة وحقن الصبغة قد يشكل خطراً على الحمل وصحة الجنين. كذلك الأدوية التي يتم وصفها إذا تم تركيب دعامة خلال القسطرة القلبية من الممكن أن تتعارض مع صحة الحمل.

  • قد يُطلب من المريض أن يتوقف عن الاكل والشرب لساعات قبل الدخول إلى العملية

وذلك لمنع حدوث ارتجاع محتويات المعدة إلى الرئتين.

  • قد يُطلب من المريض حلق شعر العانة قبل الدخول إلى العملية

نظرًا لأنه قد يتم الدخول بأنبوب القسطرة عبر الشريان الفخذي. لذلك يُنصح بحلق شعر العانة لتجنّب دخول أي ميكروب داخل الدم.

  • على المريض أن يوقّع على نموذج موافقة لإجراء العملية قبل البدء

للتأكيد على أن المريض يعي جيداً ما سيتم إجراءه خلال العملية، وأنه على دراية ببعض المضاعفات التي قد تحصل جرّاء العملية. ولأخذ الموافقة من المريض.

  • ينبغي إعلام الطبيب إذا كان هناك حساسية لمادة معينة

وذلك لأن بعض الناس الذين يعانون من حساسية تجاه بعض الأطعمة أو الأدوية قد يتعرضوا لحساسية الصبغة المستخدمة في القسطرة.

  • أمراض الكلى

ينبغي إعلام طبيبك إذا كان لديك أي مشاكل في وظائف الكلى، وذلك لأن الصبغة المستخدمة قد تزيد من هذه المشاكل.

مدة عملية القسطرة القلبية

تستغرق عملية قسطرة القلب الروتينية الاستكشافية حوالي 20-30 دقيقة. في معظم الحالات يتم إخراج المرضى في نفس اليوم. لا سيّما في بعض الحالات قد تتطلب أن يبقى المريض في المستشفى لمدة أطول قد تزيد عن يوم عند إجراء قسطرة علاجية كوضع الدعامة.

 مخاطر ومضاعفات القسطرة القلبية

هناك مخاطر ومضاعفات تنتج عن القسطرة القلبية، وهي نادرة الحدوث؛ يمكن تقسيمها بالتالي:

  • مضاعفات أثناء عملية القسطرة: مثل النزيف، والحساسية تجاه الصبغة، فشل توسيع الشرايين المتضيقة أو وضع دعامة، حدوث عدم انتظام في دقات القلب وغيرها. وفي حالات نادرة يموت المريض أثناء العملية.
  • مضاعفات بعد العملية: مثل النزيف وتكون تجمع دموي، عدم انتظام جلطات القلب، التأثير على وظائف الكلى، الجلطات الدماغية، وغيرها. وفي حالات نادرة الموت.
لا يمكن إجراء القسطرة القلبية لمرضى الفشل الكلوي المزمن إلا في حالات معينة يحددها الطبيب المختص.

ما بعد القسطرة القلبية

  • سوف يناقش الطبيب المختص ما وجده خلال العملية، كما ويتم إرسال خطاب بالنتيجة المفصلة للعميلة إلى الطبيب العمومي، ويتم وضع النتيجة في ملف المريض.
  • سيحتاج المريض إلى الراحة لعدة ساعات بعد العملية، معظم الأشخاص قادرون على استئناف نشاطاتهم اليومية في اليوم التالي من العملية.
  • إذا تم وضع بعض الغرز مكان إدخال القسطرة، يتم إزالتهم بعد سبعة أيام من العملية.
  • سيقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية للمرض الرئيسي حسب الحالة، وإذا تم وضع دعامة، سيقوم بوصف بعض الأدوية التي تحافظ عليها مفتوحة قدر الإمكان ومنع حدوث تجلطات داخلها.

المصادر

مراجعة علمية، و تدقيق: خالد هاني الخضري.

السابق
أعراض وعلامات عملية التبويض لدى النساء
التالي
السكتة القلبية: أسبابها، علاماتها، وكيفية علاج السكتة القلبية

اترك تعليقاً