أمراض الجهاز الهضمي

ارتجاع المعدة، وأبرز أعراض ارتجاع المعدة، وما أهمية معرفة سبب ارتجاع المعدة

من منا لا يشعر بالقلق وعدم الارتياح عند وجود اضطرابات هضمية، لاسيما تلك التي سببها حموضة المعدة، ويحدث ذلك عند ارتجاع عصارة المعدة إلى المريء بشكل قوي مسببًا أعراضاً ينتج عنها الشعور بعدم الارتياح، وحرقة تؤلم المريض.

ارتجاع المعدة يصبح مرضاً عندما يسبب ضررًا وأذى للمريء، ويسبب الكثير من العلامات والأعراض المزعجة، حيث أجريت دراسة إحصائية في الولايات المتحدة والتي أظهرت أن ما يقدر بنسبة 7-10% من سكانها يعانون من أعراض ارتجاع المعدة، وتقدر نسبة حدوثه في العالم بنسبة 8-33%، ولكن لا داعي للقلق فعند اتباع العادات الصحية السليمة، واتباع طرق الوقاية الجيدة نستطيع أن نقلل من خوفنا ورهبتنا مما يساعد على تغيير نمط حياتنا اليومية إلى الأفضل.

دعونا نتعرف في هذا المقال على ارتجاع المعدة، وأعراضه، وأسبابه، والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بارتجاع المعدة، وكيفية علاجه، وطرق الوقاية منه.

 ارتجاع المعدة

يسمى أحياناً ارتجاع الحمض أو حرقة المعدة، وهو يحدث عند رجوع الحمض ومحتويات الطعام والسوائل من الاثني عشر والمعدة إلى المريء، خاصةً بعد تناول وجبة الطعام، مسبباً عدم الارتياح للشخص، والشعور بحرقة تؤلمه.

ارتجاع المعدة يمكن أن يصيب أي فئة: الأطفال والشباب وكبار السن.

أعراض ارتجاع المعدة

إن معرفة مدى حدة العلامات والأعراض، يُساعدنا في علاج ارتجاع المعدة، حيث تكون حدة الأعراض خفيفة، أو متوسطة، أو شديدة، وهذا يعتمد على نمط الحياة المستخدم من حيث الطعام المتناول، واتباع الطرق الصحية التي من شأنها أن تقلل من الضغط على المعدة والمريء، وتقلل من الحرقة المؤلمة لدى الأشخاص.

أولاً: الشعور بحرقة تؤلم المريض

يتطور الشعور بارتجاع المعدة في الجزء العلوي من الصدر، ويسبب تهيج لبطانة المريء الداخلية، وفي بعض الأحيان يصل الحمض إلى الحنجرة، مما يجعل الشخص يشعر بعدم الارتياح خاصةً بوضعية الاستلقاء.

عليك بعدم التردد في زيارة الطبيب عند الشعور بحرقة قوية في المعدة، لكي يصف لك علاجاً مناسباً ليساعدك في الشعور براحة أكثر لديك.

ثانياً: الارتجاع الحمضي

يحدث خاصة عند تناول وجبة الطعام، حيث يتحرك الحمض إلى الحنجرة وهذا بدوره يسبب الغثيان والقيء، مما يسبب الشعور بالضيق والقلق لدى الأفراد.

ثالثاً: عسر الهضم

هو الشعور بعدم الارتياح، واضطرابات هضمية في الجزء العلوي من المعدة.

أعراض عسر الهضم:

  • الشعور بألم وضيق بعد تناول الطعام.
  • الشعور بانتفاخ البطن.
  • الغثيان والقيء.
  • الشعور بالشبع، خاصةً بعد تناول وجبة خفيفة.

رابعاً: صعوبة في البلع

عند حدوث ارتجاع المعدة، يزيد هذا من صعوبة بلع الطعام، أو السوائل ويصبح الشخص غير قادر على بلع أي شيء على الإطلاق، خاصةً عند فئة كبار السن.

خامساً: تقرحات الحنجرة

الارتجاع المستمر لحمض المعدة يؤدي إلى تهيج الحنجرة، مما يؤدي إلى وجود بحة في الصوت، وهي من الأعراض الأقل شيوعاً.

سادساً: الشعور بمذاق الحمض في الفم

يحدث ذلك عند رجوع حمض المعدة إلى المريء وصولًا إلى الحنجرة، حيث أن شعور الشخص بطعم الحمض في فمه ناتج عن افرازات المعدة القوية، ويُفضل في مثل هذه الحالة:

  • الاعتناء بالأسنان واللثة جيداً وغسلهما بانتظام.
  • مضغ علكة لجعل رائحة الفم جميلة.
  • زيادة شرب الماء باستمرار للتقليل من آثار حمض المعدة.

سابعاً: ارتجاع المعدة يسبب حدوث مشاكل في التنفس

العديد من الأفراد تتطور لديهم صعوبة التنفس هي أحد أعراض ارتجاع المعدة، والتي من الممكن أن تسبب مضاعفات تنفسية خطيرة، مثل: ضيق في الشعب الهوائية، والاختناق نتيجة وصول حمض المعدة إلى المريء، مما يؤدي إلى قصر في التنفس.

ثامناً: افرازات اللعاب

يسبب ارتجاع المعدة سيلان اللعاب بشكل مفاجئ عند الأفراد، والتي تعتبر ردة فعل طبيعية لوجود التهيج في الفم والحنجرة، حيث يختلط حمض المعدة مع افرازات اللعاب الزائدة مما يسبب أيضاً الشعور بمذاق الحمض في الفم.

تاسعاً: ارتجاع المعدة يسبب السعال

عند حدوث الارتجاع الحمضي ينتج عنه سعال قوي، وذلك بسبب أن حمض المعدة يعمل على تحفيز العصب الحائر أسفل الحنجرة وزيادة ردة الفعل لإزالة المواد المهيجة للمعدة، مما يزيد الشعور بالألم.

يمكن للسعال أن يستمر لعدة أيام، مع وجود التهابات تنفسية، وتزيد أعراض الارتجاع الحمضي لدى الشخص بشكل أسوأ بوضعية الاستلقاء على الظهر أثناء النوم.

عاشراً: ارتجاع المعدة يسبب الغثيان

عند حدوث ارتجاع المعدة يتطور عند الأشخاص غثيان غير متوقع، نتيجة حركة حمض المعدة إلى المريء، والذي بدوره يؤدي إلى تنشيط عملية ردة فعل محاولة التقيؤ وبالتالي زيادة الاضطراب الهضمي.

أسباب ارتجاع المعدة

يتسبب ارتجاع المعدة عند وجود عضلة ضعيفة في نهاية الحنجرة مما يؤدي إلى عدم إغلاق العضلة بالشكل المطلوب، وهذا من شأنه أن يسهل عملية رجوع الحمض إلى الحنجرة، ومن أهم هذه الأسباب:

  • عدم كفاءة الصمام المريئي.
  • حدوث ضربة، أو كدمة مباشرة للمعدة والمريء.
  • تناول الوجبات بشكل سريع.
  • النوم بعد تناول الطعام مباشرةً.
  • الإكثار من المشروبات الغازية، والمنبهات مثل: القهوة والشاي.
  • زيادة الوزن.
  • تناول بعض الأدوية مثل: الأسبرين والديكلوفين.

الأشخاص الأكثر عرضةً لارتجاع المعدة

  • النساء الحوامل، بسبب ضغط الجنين على المعدة.
  • الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة.
  • الأشخاص المدخنين.
  • الذين يتناولون الأدوية باستمرار.

كيف يمكن علاج ارتجاع المعدة؟

أولاً: أدوية حموضة المعدة:

تعمل هذه الأدوية على معادلة الحمض المعدي، ولكن لا تمنع من حدوث ارتجاع المعدة، ولها ميزة وهي: أنها سريعة المفعول، ومن عيوبها: أن كثرة استخدامها يسبب إسهال أو إمساك، ومن أشهرها: ريني(rennie)، ومالوكس(malox).

ثانياً: الأدوية التي تعمل على إيقاف إنتاج حمض المعدة:

وهي مستقبلات الهستامين، وهي ليست بسريعة المفعول كأدوية حموضة المعدة، ومن مميزاتها: أنها تسبب راحة للمريض لأكثر من 12 ساعة، ومن أشهر هذه الأدوية: فاموتيدين(famotidine)، ورانتيدين(Rantidine).

ثالثاً: الأدوية التي تعمل على تثبيط مضخة البروتون:

وتستخدم لمنع إنتاج حمض المعدة، ومن مميزاتها: أنها تعمل على تحسين الأذى الذي حصل في الحنجرة، وتعتبر أقوى من مضادات مستقبلات الهستامين، ومن أشهرها:

  • أوميبرازول (Omeprazole)
  • أميبرال (Omepral)
  • بيبتيكم (Pepticum)
  • نيكسيوم (Nexium)
بعد أسابيع قليلة، إذا لم توفر هذه الأدوية الراحة لديك، يوصى بمراجعة الطبيب لوصف علاج آخر يساهم في تغذية الصمام المريئي السفلي، ويمكن للطبيب دمج أكثر من علاج لمعالجة ارتجاع المعدة، وهذا يعتمد على قوة الارتجاع.

طرق الوقاية من ارتجاع المعدة:

  • تجنب تناول الطعام بشكل سريع.
  • تجنب المأكولات الحارة والمالحة.
  • الابتعاد عن التدخين وتناول الكحول.
  • الابتعاد عن شرب الشاي والقهوة.
  • الابتعاد عن تناول السكريات.
  • الإكثار من شرب الماء بعد كل وجبة، لتلطيف هيجان حمض المعدة.
  • تجنب النوم مباشرةً بعد كل وجبة.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الابتعاد عن القلق والتوتر.
  • الابتعاد عن تناول الوجبات الدسمة.
  • تجنب ارتداء الملابس الضيقة، خاصةً حول البطن، لتخفيف الضغط حول المعدة.

المصادر

السابق
الشخصية النرجسية
التالي
هل سمعت عن الوسواس القهري وأعراضه واختباره الخاص ؟

اترك تعليقاً