أمراض الغدد والسكري

مريض السكر والصيام ، صيام مريض السكر النوع الأول

سكري

يتوق الكثير من مرضى السكري إلى الصيام بشهر رمضان ولكن يخاف الكثير منهم من إمكانية حدوث مضاعفات معه خلال فترة الصيام، في هذا المقال سنتعرف على كيفية إعداد خطة دوائية مناسبة لتجنب حدوث هذه المضاعفات عند مرضى السكري من النوع الأول.

نبذة عامة

لإنجاز صيام آمن لمرضى السكري يجب الالتزام بعض الإجراءات والنصائح الضرورية مثل تعديلات في النظام الغذائي، كما أن هناك خطوة مهمة بل وتعتبر الجزء الأساسي لضمان صيام آمن ألا وهي التعديلات في جرعات الأدوية خلال شهر رمضان.

يعتبر الطبيب المعالج هو الشخص الوحيد المخول في تغيير الأدوية وجرعاتها، ولا يجب أن يتم هذا الأمر بدون استشارته.

تنبع أهمية تغيير جرعات الأدوية ونظامها خلال شهر رمضان من حدوث تغيير في النظام الغذائي بالإضافة لحدوث اختلاف في كمية النشاط البدني المبذول.

في أول أيام الصيام قد يشعر مرضى السكري بالتعب والصعوبة، والتي سرعان ما ستنتهي بمجرد الوصول للجرعة المناسبة للأدوية والوصول لنظام غذائي متوازن.

تعتبر الخطوة الأهم قبل البدء بإجراء تغيير في النظام الدوائي هو تحديد هل يستطيع هذا المريض الصيام أم لا، حيث أن بعض المرضى يُنصحوا بتجنب الصيام، للتعرف على المرضى الذين ينصحوا بتجنب الصيام تابع القراءة من هنا.

نصائح عامة لضمان الوصول لصيام آمن

هناك بعض النصائح والاعتبارات التي يجب الأخذ بها لضمان تحقيق أفضل فائدة ممكنة، ومن هذه الاعتبارات:

  • كل حالة تعالج على حدة، ويعني هذا الأمر أن لكل مريض خطة علاج ومتابعة تختلف عن الآخرين.
  • فحص مستويات السكر بشكل متكرر وإجراء الفحص عدة مرات في اليوم خاصة عند المرضى الذين يأخذون الأنسولين كعلاج.
  • إجراء تغييرات في النظام الغذائي الخاص بك خلال شهر رمضان، بحيث يكون الهدف من هذا النظام هو الحفاظ على وزنك دون زيادة مفرطة أو نقصان كبير، كما يجب عليك تجنب تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالدهون والكربوهيدرات لأنها قد تؤدي إلى تأخير في عملية الهضم والامتصاص، للتعرف على كيفية إجراء تغيير في نظامك الغذائي تابع قراءة من هنا.
  • ممارسة الرياضة بشكل منتظم، مع تجنب الإفراط في ممارسة الأنشطة البدنية مما قد يعرض مريض السكر للإصابة بنقص السكر خاصة خلال الساعات القليلة قبل وقت الإفطار، كما يجب اعتبار صلاة التراويح جزء من برنامج التمرين اليومي.

متى يجب أن أفطر

يجب على جميع مرضى السكري أن يدركوا أنهم قد يحتاجوا إلى كسر صيامهم أو بمعنى آخر إنهاء صيامهم فورا في حال حدوث أحد الأشياء التالية:

  • إذا انخفض مستوى السكر في الدم إلى ما دون 60 ملجم/ديسيلتر سواء بأعراض أو بدون وجود أعراض.
  • إذا كان مستوى الجلوكوز في الدم أقل من 70 ملجم/ديسيلتر خلال الساعات الأولى من بدء الصيام خاصة إذا كان نظام الدوائي يحتوي على أخذ أحد الأدوية التالية عند الفجر:
  1. أنسولين.
  2. أحد أدوية السلفونيل يوريا “sulphonylurea” مثل أماريل، جليميتويد، دوانيل ودياميكرون وغيرها.
  3. أحد أدوية ميجليتينيد”Meglitinide” مثل ريباجلينيد.
  • إذا ارتفعت نسبة الجلوكوز في الدم أكثر من 300 ملجم/ديسيلتر.
  • إذا عانى المريض من التعب أو أُصيب بأي مرض آخر خلال فترة الصيام.
مستوى السكر المطلوب عند مرضى السكر خلال شهر رمضان هو ما بين 100-200 ملغم/ديسيلتر.

كيف يمكن إدارة مرض السكري من النوع الأول خلال شهر رمضان

يعتبر مرضى السكري من النوع الأول خاصة أولئك الذين لديهم سيطرة ضعيفة على مرضهم أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات المصاحبة لفترة الصيام لذا ينصح بعضهم بعدم الصيام خلال شهر رمضان، كما ينصح بذلك أيضا الأشخاص غير القادرين على متابعة مستويات الجلوكوز لديهم عدة مرات في اليوم.

يعتبر النظام العلاجي الذي يهدف للوصول إلى إدارة مكثفة لمستويات السكر في الدم هو النظام الذي ينصح به من قبل جمعيات السكر في العالم حيث أنه أظهر فاعلية كبيرة في الحماية من مضاعفات الأوعية الدموية وبسبب فوائده طويلة المدى.

تهدف الإدارة المكثفة للسكر إلى الحفاظ على نسبة السكر ضمن مستوياته الطبيعية أو شبه الطبيعية من خلال استخدام الأنسولين 3 مرات يوميا أو من خلال مضخة الأنسولين تحت الجلد، لذا تعد المراقبة الدقيقة لمستوى الجلوكوز بالإضافة إلى تعديل جرعات الأنسولين بشكل متكرر أمر ضروري لتحقيق السيطرة المثلى على مستوى السكر ولتجنب حدوث نوبات نقص السكر في الدم عند هؤلاء المرضى.

كيفية إعطاء الأنسولين عند مرضى السكري من النوع الأول خلال شهر رمضان

لا يعتبر إعطاء جرعة واحدة من الأنسولين متوسط المدى أو طويل المفعول أمر كافيا عادة لذا يفضل اتباع أحد الأنظمة التالية:

  • استخدام حقنتين من أنسولين NPH متوسط المفعول خلال اليوم واحدة قبل السحور والأخرى قبل الإفطار جنبا إلى جنب مع استخدام الأنسولين قصير المفعول لتغطية الوجبات المصاحبة.
هناك خطر متزايد خلال استخدام هذا النظام من الدخول في نقص السكر في الدم خاصة في منتصف النهار بسبب وصول جرعة الأنسولين الصباحية لذروة مفعولها.
  • استخدام حقنة من أنسولين اللانتوس طويل المفعول مرة واحدة يوميا جنب إلى جنب مع استخدام الأنسولين سريع المفعول، وعند استخدام هذا النظام يجب تخفيض جرعتك الرئيسية إلى 70% من جرعتك الأساسية بعد استشارتك لطبيبك طبعا.
  • أما في حال كنت على نظام الأنسولين المكستارد قبل شهر رمضان، فيمكنك الاستمرار على نفس النظام مع تغيير في الجرعات وأوقاتها من خلال أخذ 50% من جرعة المساء خلال وقت السحور و75% من جرعة الصباح خلال وقت الإفطار.

أظهرت بعض الدراسات على مرضى السكري من النوع الأول أن استخدام الأنسولين متوسط المفعول مرتين في اليوم جنبا إلى جنب مع أنسولين قصير المفعول مثل النورفرابيد أدى إلى تحسن في مستويات السكر في الدم بعد الأكل على الرغم من ارتباطه بزيادة نسبة حدوث نقص السكر في الدم.

يتضح أمامنا أن هناك أكثر من خيار متاح أمام مريض السكري وأنه يمكنه اختيار ما يناسبه بعد مشاورة طبيبه المعالج.

أما من ناحية دينية فقهية فإن إبر الأنسولين لا تفطر ويمكنكم مراجعة نص الفتوى من هنا.

مرحلة ما بعد رمضان

وهذه المرحلة ضرورية جدا وتبدأ من أول وجبة بأول يوم من أيام العيد حيث أن كثير من مرضى السكري لا ينتبهوا لأنفسهم ويبدؤوا بالإكثار من تناول السكريات مما يؤدي إلى ارتفاع حاد في مستوى السكر لديهم بل قد تتطور للإصابة بحماض الدم الكيتوني.

لذلك من المهم مقابلة طبيبك في آخر شهر رمضان وأن تضعوا خطة لما بعد رمضان.

المصادر

آخر تحديث بواسطة: آية أبو قمر.

السابق
مريض السكر والصيام ، العادات الغذائية الصحية في رمضان
التالي
الكمامات: ما أنواع الكمامات المستخدمة في ظل جائحة كورونا

اترك تعليقاً