أمراض الجلدية

مرض القوباء: كل ما تود معرفته عن مرض القوباء من أنواع وأعراض وعلاج

مرض القوباء

القوباء هي مرض بكتيري معدٍ يؤثر على الجلد، وهو ناتج عن بكتيريا المكورات العنقودية والمكورات العقدية المقيحة، يبدأ العدوى عادة في جروح صغيرة أو لدغات الحشرات أو الطفح الجلدي مثل الإكزيما، العلامات الأولى للقوباء هي تقرحات حمراء على الجلد، يستطيع أي شخص أن يصاب بالقوباء، لكنه أكثر شيوعًا بين الأطفال والرياضيين.

إنها عدوى جلدية قوية العدوى، ولكنها ليست خطيرة في معظم الأحيان، وعادةً ما تتحسن الحالة في غضون 7 إلى 10 أيام من بدء العلاج، هذه العدوى شائعة جدًا بين الأطفال الصغار والرياضيين.

يمكن تفريع حالات الإصابة بالقوباء إلى صنفين أساسيين، القوباء الأولية، عندما تخترق بكتيريا القوباء الجلد السليم الصلب الخالي من أي جروح، والقوباء الثانوية، عندما تخترق الجلد من خلال جرح أو إصابة جلدية مثل الإكزيما التي تتسبب في تمزق الجلد وخلله.

ما هو مرض القوباء

مرض القوباء
مرض القوباء

مرض القوباء أو القروح المدرسية، هو عبارة عن عدوى جلدية شائعة، خاصةً عند الأطفال، تحدث عادةً بسبب بكتريا (Staphylococcus aureus) أو بكتريا “Staph”. تحدث بعض الحالات بسبب البكتيريا العقدية نوع A، وهي نوع من البكتيريا التي يمكن أن تؤدي أيضًا إلى التهاب كبيبات الكلية (Glomerulonephritis)– والذي يسبب ارتفاع في ضغط الدم وظهور الدم في البول.

نسبة انتشار القوباء

بيَّنت الدراسات أن مرض القوباء يشكل 10٪ من مشاكل الجلد في الحالات التي تعالج في عيادات الأطفال، وهو أكثر أنواع العدوى البكتيرية شيوعًا وثالث الأمراض الجلدية شيوعًا بين الأطفال، ويحدث المرض بشكل أكثر في المناطق الرطبة الدافئة منه في المناطق الباردة.

الفئة الأكثر عرضة للإصابة بمرض القوباء

عادةً ما يكون الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 5 سنوات هم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض الجلدي شديد العدوى. ومع ذلك، يمكن لأي شخص الإصابة بالقوباء؛ فالكبار يمكن أن  يصابوا بالعدوى من طفل مصاب.

بعض الرياضيين لديهم فرصة أكبر للإصابة بالقوباء؛ بسبب طبيعة الرياضة التي قد يحدث فيها ملامسة لأشخاص غرباء يُحتمل أن يكونوا مصابين بالمرض، مثل: المصارعة وكرة القدم، أو أن البيئة التي تتم فيها الرياضة تكون مناسبة لزيادة نمو البكتيريا كالسباحة مثلًا.

أعراض داء القوباء

القوباء هو مرض متوسط الحدة إلى حد ما؛ ولكنه شديد العدوى، وتختلف أعراض المرض حسب النوع:

  1. القوباء غير الفقاعية: هذا هو النوع الأكثر شيوعًا، ويمر عبر عدة مراحل:
    • يبدأ بظهور القروح على الجلد، والتي غالبًا ما تكون بسبب حكة.
    • تنفجر القروح بسرعة، ويصبح الجلد أحمرًا مكانها.
    • تورم العقد الليمفاوية القريبة من منطقة العدوى.
    • تَكوُّن القشور، وعادةً ما تشبه لون العسل.
    • يشفى الجلد دون تكون ندب، ما لم تكن الخدوش عميقة في الجلد.

يمكن أن تنتشر العدوى إلى مناطق أخرى من الجسم، حيث سترى أن هذه العملية تبدأ من جديد، ولذلك يكون العلاج السريع مهم جدًا في هذه الحالات.

  1. القوباء الفقاعية: يسبب هذا النوع بثور مليئة بالسوائل، ولكن بدون احمرار على الجلد المحيط. عندما يعاني شخص من هذا النوع، سترى تقدمًا كما يلي:
    • تظهر البثور التي تحتوي على سائل أصفر أو قيح.
    • تصبح البثور كبيره شفافة ثم تنفتخ.
    • تتكوّن القروح على شكل قشور عندما تتكسر البثور.
    • يميل الجلد للشفاء دون تكون ندب.

وبشكل عام، وبمجرد حدوث العدوى، قد يستغرق الأمر إلى ثلاثة أيام قبل ظهور الأعراض.

كيف يمكن لشخص ما أن يُصاب بالقوباء؟

مرض القوباء

يُصاب الشخص بمرض القوباء عندما يتم ثقب الجلد أو خدشه مما يزيد فرصة دخول البكتيريا المسببة للمرض، مما قد يؤدي إلى الإصابة. وكذلك فإن القوباء يمكن أن تصيب الجلد حتى عندما لا يكون مثقوبًا. تحدث العدوى في كثير من الأحيان في الأشهر الأكثر دفئًا، عندما يكون الأطفال عادةً خارج البيوت وفي المنتزهات العامة.

كيف ينتشر مرض القوباء للآخرين؟

يمكن أن ينتشر القوباء عن طريق ملامسة القروح أو أي إفرازات مخاطية من شخص مصاب. كما يمكن أن ينتشر عن طريق مشاركة الأدوات المنزلية الشخصية، مثل: المناشف أو الملابس أو غيرها من منتجات العناية الشخصية مع شخص مصاب بالمرض.

يكون مرض القوباء معدي حتى يختفي الطفح الجلدي، أو يكمل المريض يومين على الأقل من المضادات الحيوية. يكون الأطفال عرضةً للخدش وفتح قشرة الجرح، ولذلك يزداد خطر إعادة العدوى لهم.

تشخيص مرض القوباء

يمكن لطبيب الأمراض الجلدية في كثير من الأحيان تشخيص القوباء عن طريق الفحص الإكلينيكي؛ ولكن في بعض الأحيان تكون الفحوصات المعملية ضرورية لإعطائك التشخيص المضمون، أو الحصول على المعلومات الكاملة اللازمة لعلاجك. إذا كنت بحاجة إلى اختبار معمل، فعادةً ما يأخذ طبيب الأمراض الجلدية عينة من القشور التي على بشرتك، والتي من خلالها يؤكد طبيب الأمراض الجلدية وجود البكتريا المسببة للمرض. قد يُستخدم فحص الدم إذا اعتقد الطبيب أن العدوى واسعة النطاق.

قد تُستخدم العينة المأخوذة من جلد المصاب في اختبار الحساسية، مما يساعد على تحديد أفضل مضاد حيوي يمكن استخدامه.

علاج مرض القوباء

يعالج مرض القوباء بالمضادات الحيوية إما على شكل حبوب أو مرهم. كثيراً ما يصف أطباء الجلد المضادات الحيوية التي توضع على الجلد، مثل: Mupirocin،  حيث تستخدم لعلاج الاشخاص البالغين من العمر 12 سنة فما فوق، أو Retapamulin والذي يستخدم لعلاج القوباء لدى الأطفال في عمر 9 أشهر. أما المضادات الحيوية الفموية فتشمل: Clindamycin, Trimethoprim / Sulfamethoxazole.

إذا كان لديك العديد من فاشيات (أماكن انتشار العدوى) القوباء، فقد تحتاج إلى وضع من مرهم المضاد الحيوي داخل الأنف؛ لأن البكتيريا التي تسبب القوباء غالباً ما تزدهر وتنمو في فتحتي الأنف.

تلعب العناية بالبشرة أيضًا دورًا مهمًا في إزالة القوباء، ومن التعليمات اللازم اتباعها:

  • اغسل بشرتك بلطف عدة مرات في اليوم بصابون مضاد للبكتيريا لإزالة القشور.
  • الالتزام بوضع المضاد الحيوي (أو أي دواء آخر) على النحو المنصوص عليه.
  • قم بتغطية الجلد المصاب لمساعدته على الشفاء ومنع انتشار العدوى للآخرين.

قد يحتاج الطفل للانقطاع عن الدوام المدرسي لبضعة أيام؛ لأن القوباء معدية للغاية، فإذا كان ذلك ضروريًا، فسوف يخبرك طبيب الأمراض الجلدية متى يكون متاح لطفلك أن يعود إلى المدرسة. في حين أن المراهقين والكبار لا يحتاجون للبقاء في المنزل؛ ولكن عليهم اتخاذ الاحتياطات التالية لتجنب إصابة الآخرين:

  • تجنب الاتصال المباشر بالجلد مع الآخرين.
  • تغطية البثور والقروح بشرائط من الشاش، حتى لا تنتشر العدوى.
  • اغسل يديك بعد لمس أو علاج الجلد المصاب.

يمكن سؤال طبيب الأمراض الجلدية عن الوقت اللازم لاتخاذ هذه الاحتياطات. إذا كانت حكة الجلد مُلِحَّة جدًا، قم باستخدام دواء مضاد للحكة بتوصيات من طبيبك، لأنه في بعض الأحيان تكون الحكة الناتجة من القوباء شديدة جدًا، ولذلك لا بد من تجنب خدش البثور.

منع العدوى بمرض القوباء

الحفاظ على النظافة والصحة الجيدة هما من أسهل الطرق وأهمها لمنع العدوى، وهذه بعض النصائح للمساعدة في منع العدوى بالقوباء:

  • الالتزام بالنظافة الجيدة، مثل تقليم الأظافر بشكل منتظم وغسل اليد.
  • الاستحمام يوميًا أو كلما كان ذلك ممكنًا (في حالات الأطفال الذين يعانون من الأكزيما أو البشرة الحساسة).
  • تجنب مشاركة العناصر الشخصية مع الآخرين؛ لأنه من الممكن الإصابة بالقوباء من خلال مشاركة شفرة الحلاقة أو منشفة أو أي شيء آخر استخدمه الشخص المصاب بالقوباء، وخصوصًا مشاركة الألعاب بين الأطفال.
  • إذا كان طفلك يعاني من خدش أو جرح، فقم بتنظيفه بالماء والصابون ثم استخدم كريم أو مرهم مضاد حيوي.

تابع المزيد: أسباب حموضة المعدة

ما هي النظرة المستقبلية للشخص المصاب بالقوباء؟

مرض القوباء

يمكن الشفاء بسهولة من مرض القوباء ولكن يمكن أن تعود الحالة عند الأطفال الصغار. عادةً ما تستغرق القروح بعض الوقت للشفاء التام؛ ولكن العدوى نادرًا ما تترك ندبات.

عند العلاج عادةً ما تكون القوباء غير معدية في غضون 24 إلى 48 ساعة؛ ولكن عندما تُترك بدون علاج، في كثير من الأحيان تختفي من تلقاء نفسها في 2 إلى 4 أسابيع، خلال هذا الوقت هناك خطر أكبر لتطور المضاعفات وقد تظهر بثور وقروح جديدة.

من الممكن أيضًا أن تنتقل العدوى إلى عمق أكبر في الجلد إذا لم تعالج. إذا حدث هذا سوف تظهر عدوى جديدة وهي الإكثيما (ecthyma). هذه العدوى تغوص في الجلد أكثر من القوباء، وتظهر على شكل بثور مؤلمة، والتي تتحول فيما بعد إلى قروح عميقة ومفتوحة، وتتطوّر القشور السميكة للقروح مع احمرار على الجلد المحيط، وعندما يشفي الجلد من الإكثيما تتشكل ندبات واضحة.

وتعتبر الإكثيما شائعةً لدى الأطفال وكبار السن والمصابين بالسكري، والجنود الذين لا مأوى لهم، والذين يقاتلون في مناخ حار ورطب.

المصادر

السابق
الغدة الدرقية، وظائف الغدة الدرقية، الأمراض التي تصيب الغدة الدرقية
التالي
التهاب الكبد E، الأسباب والأعراض وكيفية العلاج

اترك تعليقاً