جسم الإنسان

الأنسولين: ماهيته، أنواعه، استخداماته العلاجية، وآثاره الجانبية

هرمون الأنسولين

يوصف هرمون الأنسولين في كثيرٍ من الأحيان بأنه “مفتاح”، حيث يرتبط بالمستقبلات الموجودة على الخلية للسماح للجلوكوز بدخول الخلية واستخدامه في إنتاج الطاقة، يعتمد نظام الأنسولين الخاص بكل مريض مصاب بمرض السكري على نوع المرض والاحتياجات الحياتية للمريض، وتتطلب الأنظمة التي تضمن تحكمًا جيدًا لمستوى السكر في الدم من المرضى المزيد من التعاون، ويشمل هذا التعاون على صعيد الحقنات والمراجعات الدورية والفحوصات الذاتية لمستوى السكر في الدم.
من الضروري بما لا يُحتمل التغاضي عنه أن يتم تثقيف الأشخاص الذين يتناولون الأنسولين بطريقة فعّالة ودورية حتى يستطيعوا الاستفادة من فوائد هذا الدواء.
يُعطى الأنسولين القصير المفعول بشكل معتاد قبل 15-30 دقيقة من تناول الطعام، وهو الخيار الأفضل لحالات الطوارئ لمرضى السكري، يستغرق عمل الأنسولين بعد حقنه تحت الجلد 30-60 دقيقة، ويصل ذروة تأثيره بعد 2-4 ساعات، ويدوم تأثيره لمدة 8 ساعات، في حين أن عمر الأنسولين بعد حقنه عبر الوريد يصل إلى 5 دقائق فقط، ويختفي تأثيره خلال 30 دقيقة.

ما هو الأنسولين

الأنسولين عبارة عن هرمون ببتيدي يتكون من ٥١ حمضًا أمينيًا تُصنِّعه وتخزنه وتفرزه خلايا بيتا الموجودة على شكل تجمعات تسمى (جزر لانغرهانز) منتشرة داخل البنكرياس. يعتمد إفراز الهرمون بشكل كبير على مستوى السكر في الدم بالإضافة إلى الهرمونات الأخرى.

يقوم الهرمون بتنظيم العديد من العمليات الحيوية اللازمة لتزويد الخلايا بالطاقة الكافية للقيام بوظائفها، حيث يستطيع الجسم من خلال هذا الهرمون استخدام السكر (الجلوكوز) من الكربوهيدرات الموجودة في الطعام الذي نتناوله للحصول على الطاقة أو لتخزين الجلوكوز للحاجة.

فسيولوجيا الهرمون

أهم ما يقوم به الأنسولين هو السماح للجلوكوز بدخول الخلايا لاستخدامه في تصنيع الطاقة، كما يعمل على الحفاظ على مستويات طبيعية من الجلوكوز في الدم. يخضع إفراز الهرمون في الأصحاء لتنظيم دقيق من أجل تحقيق التوازن بين تناول الطعام والاحتياجات الأيضية للجسم، وتعتبر عملية التنظيم هذه معقدة وتلعب فيها هرمونات أخرى موجودة في القناة الهضمية والبنكرياس دورًا في تنظيم جلوكوز الدم .

عند تناول الطعام يتم امتصاص الجلوكوز من الأمعاء إلى الدم مما يرفع مستويات السكر في الدم، يؤدي هذا الارتفاع إلى إفراز الأنسولين من البنكرياس والذي يعمل على إدخال الجلوكوز للخلايا واستخدامه في تصنيع الطاقة. مع تحرك الجلوكوز إلى داخل الخلايا فإن كمية الجلوكوز في الدم تعود إلى مستوياتها الطبيعية والذي يصاحبه انخفاض في إفراز الهرمون. بالإضافة إلى الكربوهيدرات، تعمل البروتينات والهرمونات الأخرى التي تنتجها الأمعاء على تحفيز إفراز الأنسولين.

تثبط الهرمونات التي يتم إفرازها في أوقات الإجهاد الحاد كالأدرينالين من إفراز الهرمون، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم للمساعدة في التعامل مع هذا الإجهاد.

المشكلة الأكثر شيوعا المرتبطة بالأنسولين هي مرض السكري.

وظائف هرمون الأنسولين

  • السيطرة على مستويات الجلوكوز في الدم ومنع ارتفاع السكر في الدم.
  • تعديل نشاط الانزيمات في الجسم.
  • بناء العضلات بعد المرض أو الإصابة عن طريق نقل الأحماض الأمينية إلى الأنسجة العضلية.
  • التحكم في إفراز الصوديوم وحجم السوائل في البول.
  • تعزيز التعلم والذاكرة.

الأنسولين لعلاج مرض السكري

يحدث مرض السكري عندما لا يفرز الجسم كمية كافية من هرمون الأنسولين أو عندما لا يستخدم الجسم هذا الأنسولين بشكل فعال، ويحدث المرض في فئتين:

مرض السكري من النوع الأول يحدث عندما لا يستطيع البنكرياس إنتاج الهرمون بشكلٍ كافٍ لتلبية احتياجاته الخاصة، ويحدث عادةً في الأطفال. بينما لم يتم العثور على سبب دقيق لهذا النوع، فإن الكثيرين يعتبرونه مرضًا مناعيًا ذاتيًا. تشمل الأعراض التعب، وزيادة التبول والعطش، ومشاكل في الرؤية.

مرض السكري من النوع الثاني أكثر شيوعًا في البالغين، وينتج المصابين بهذا النوع من السكري كميات غير كافية لاحتياجات الجسم من الهرمون. قد لا يعرف المرضى أنهم مصابون بالسكري من النوع الثاني إلى أن يخضعوا لفحص سنوي؛ لأن الأعراض تميل لأن تكون خفيفة، أو أن يصبح المرض شديدًا.أنواع الأنسولين لمرضى السكري

لا يمكن للأشخاص المصابين بالنوع الأول من السكري إفراز الأنسولين؛ لأن خلايا بيتا في البنكرياس تعرضت للتلف أو التدمير، لذلك يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى حقن الأنسولين للسماح لجسمهم بمعالجة الجلوكوز وتجنب المضاعفات الناجمة عن ارتفاع سكر الدم. أما مرضى السكري من النوع الثاني فلا يستجيبون للحقن بشكل كبير، حيث يشمل العلاج بدايةً الأدوية الفموية بالإضافة إلى النظام الغذائي وممارسة الرياضة؛ لكنهم مع ذلك قد يحتاجون إلى الحقن في مراحل متقدمة من المرض.

أنواع الأنسولين

تستخدم أنواع مختلفة من الأنسولين لعلاج مرض السكري منها:

  • الأنسولين سريع المفعول: يبدأ تأثيره بعد 15 دقيقة تقريبًا من الحقن؛ لكنه يستمر في التأثير لمدة ساعتين إلى أربع ساعات.
  • الأنسولين قصير المفعول: يبدأ تأثيره بعد 30 دقيقة تقريبًا من الحقن؛ ولكنه يستمر في التأثير لمدة تتراوح بين ثلاث إلى ست ساعات.
  •  الأنسولين متوسط ​​المفعول: يبدأ تأثيره من 2 إلى 4 ساعات تقريبًا بعد الحقن، ويستمر في التأثير لمدة 12-18 ساعة.
  • الأنسولين طويل المفعول: يبدأ تأثيره بعد عدة ساعات بعد الحقن ويستمر تأثيره لمدة 24 ساعة تقريبًا.

يمكن إعطاء الأنسولين عن طريق حقنة تحت الجلد أو مضخة أنسولين توفر تدفق مستمر للأنسولين.

للمزيد حول أنواع الأنسولين، طالع مقالنا من هنا.

ما هي الاحتياطات التي ينبغي اتباعها قبل استخدام الأنسولين؟

  • أخبر الطبيب أو الصيدلي إذا كان لديك حساسية ضد أي نوع من الأنسولين أو أي أدوية أخرى.
  • أخبر الطبيب أو الصيدلي عن الأدوية، والفيتامينات، والمكملات الغذائية، والمنتجات العشبية التي تأخذها.
  • أخبر الطبيب إذا كنت تعاني من أي تلف عصبي ناجم عن مرض السكري، فشل القلب أو الغدة الكظرية، الغدة النخامية، الغدة الدرقية، الكبد، أو أمراض الكلى.
  • أخبري الطبيب إذا كنت حاملاً أو تخططين للحمل أو الرضاعة الطبيعية، وإذا أصبحتِ حاملاً أثناء استخدامك للإنسولين فعليكِ التواصل مع الطبيب في أقرب وقت.
  • إذا كنت على وشك الخضوع لجراحة، بما في ذلك جراحة الأسنان، فعليك إخبار الجراح أو طبيب الأسنان أنك تستخدم الأنسولين.
  • قد يُسبب الكحول انخفاض في نسبة السكر في الدم، لذلك عليك سؤال الطبيب عن الاستخدام الآمن للمشروبات الكحولية أثناء استخدام للأنسولين.
  • اسأل الطبيب عما يجب عليك فعله إذا مرضت، أو جربت إجهادًا غير عادي، أو خططت للسفر عبر مناطق زمنية، أو غيّرت مستوى التمرين والنشاط، حيث يمكن أن تؤثر هذه التغييرات على نسبة السكر في الدم وكمية الأنسولين التي قد تحتاجها.

التعليمات الغذائية الخاصة أثناء استخدام الأنسولين

اتباع جميع التمارين والتوصيات الغذائية التي أوصى بها الطبيب أو أخصائي التغذية، فمن المهم اتباع نظام غذائي صحي وتناول كميات متساوية من نفس الأنواع من الأطعمة في نفس الأوقات تقريبًا كل يوم، وإن حدث تخطي أو تأجيل للوجبات أو تغيير في كمية الطعام الذي تتناوله فإن ذلك قد يسبب مشاكل في التحكم في سكر الدم.

 الآثار الجانبية التي يمكن أن يسببها استخدام الأنسولين

  • احمرار وتورم وحكة في موقع الحقن.
  • تغيرات في ملمس البشرة أو سماكة الجلد (تراكم الدهون) .
  • زيادة الوزن والإمساك.
  • طفح جلدي أو حكة على الجسم كله.
  • دوخة وعدم وضوح الرؤية.
  • تعرق وتسارع في نبضات القلب.
  • تشنجات في العضلات.

المصادر

  • Hormone Health Network (2018) What is Insulin?, Available at: https://www.hormone.org/your-health-and-hormones/glands-and-hormones-a-to-z/hormones/insulin (Accessed: 28th June 2019).
  • American Society of Health-System Pharmacists (2017) Insulin Injection, Available at: https://medlineplus.gov/druginfo/meds/a682611.html (Accessed: 28th June 2019).
  • Hess-FischI, A. (2019) What is Insulin?, Available at: https://www.endocrineweb.com/conditions/type-1-diabetes/what-insulin (Accessed: 28th June 2019).
  • You and your hormone (2018) What is Insulin?, Available at: http://www.yourhormones.info/hormones/insulin (Accessed: 28th June 2019).
  • Smith, Y. (2018) Insulin’s role in the human body, Available at: https://www.news-medical.net/health/Insulins-role-in-the-human-body.aspx (Accessed: 28th June 2019).
السابق
أسباب حكة الجسم وطرق التعامل مع الحكة
التالي
البروستاتا: موقعها، تركيبها، وظيفتها، وبعض الأمراض المتعلقة بها

اترك تعليقاً