أمراض الجلدية

البهاق: ما هو مرض البهاق أسبابه وأعراضه، وكيفية علاج البهاق

حقائق عن مرض البهاق

  1. البهاق هو مرض قد تدمرت فيه الخلايا الصبغية المسؤولة عن تصنيع صبغة الميلانين التي تكسب اللون للجلد فينتج عنه فقدان لون الجلد وظهور بقع بيضاء في أماكن مختلفة من الجلد.
  2. قد يكون البهاق موضعيٌ في منطقة محددة أو في مناطق عديدة من الجسم ولكن لا يوجد أي طريقة لمعرفة هل أن البهاق سيبقى في مكان محدد أم سينتشر في أماكن أخرى.
  3. إن السبب الحقيقي لحدوث مرض البهاق غير معروف إلا أن أغلب الدراسات تعتقد بأنه مرض مناعي بحيث جهاز المناعة يهاجم خلايا معينة في الجسم.
  4. إن أغلب المصابين بالبهاق قد تطور المرض لديهم قبل سن ال 40 عاما وحوالي نصف الحالات تطورت الأعراض لديهم قبل سن ال 20. ويعتبر البهاق ليس مؤلمًا، وليس له عواقب صحية وخيمة، إلا أنها قد تحدث نتائج نفسية وعاطفية.
  5. إن مرض البهاق قد يحمل عوامل جينية أي أنها حالة قد تتوارث في العائلة.
  6. لا يوجد علاج للبهاق إلا أنه يمكن الاستفادة من بعض الأدوية كمرهم الستيرويد أو PUVA أو يمكن اللجوء للجراحة من خلال تطعيم الجلد خاصة إذا كان مقتصر على بقع صغيرة فقط.
  7. ليس هناك أي طريقة لتجنب الإصابة بمرض البهاق.

ما هو مرض البهاق

البهاق (Vitiligo) هو عبارة عن مرض شائع مكتسب ومزمن له علاقة بصبغة الجلد حيث تظهر بقع بيضاء اللون على الجلد وذلك نتيجة فقد صبغة الميلانين التي يتم تصنيعها من قبل خلايا خاصة وقد يحدث البهاق في مناطق تحمل الشعر فيصبح لونه أبيض نتيجة فقد صبغة الميلانين التي هي سبب لظهور الشعر والجلد بدرجاته المختلفة.

تركيب الجلد وعلاقته بصبغة الميلانين

إن الجلد يتكون من طبقتين: البشرة والأدمة، وتحت الأدمة نجد طبقةُ من الدهون ثم الأعضاء الأعمق كالعضلات والأوتار. وهناك الخلايا الصبغية التي تتواجد في قاع طبقة البشرة من الجلد وهي المسؤولة عن تصنيع صبغة الميلانين، وهذه الصبغة تتغلغل بين خلايا البشرة لتكسبها اللون وتحميها من أشعة الشمس أيضًا، حيث أن وجود صبغة الميلانين يزيد من دكانة الجلد كلما كانت كميته أكثر، ونشاط هذه الخلايا يكون في الناس السمر أكثر من الشقر، إن الذي يستحث هذه الخلايا لإنتاج صبغة الميلانين هو التعرض لأشعة الشمس.

اسباب البهاق

إن السبب في مرض البهاق هو نقص صبغة الميلانين وذلك بسبب تدمير الخلايا الصبغية المسؤولة عن تكوين الميلانين، ولكن السبب في ذلك غير واضح المعالم بالتحديد، إلا أنه يحتمل أن يكون السبب في ذلك هو مرض مناعي بحيث أن جهاز المناعة يهاجم الخلايا الصبغية، أو أن هناك طفرة في جينات محددة أدت إلى حدوث هذا المرض، وهناك بعض الأبحاث التي تقول بأن الخلايا الصبغية هي التي تدمر نفسها، والبعض يعتقد أن التعرض لحروق الشمس أو بعض الضغوط النفسية الشديدة هي التي تتسبب بالإصابة بمرض البهاق، ولكن ليس هناك أدلة واضحة على الأسباب الأخيرة، وهذا المرض لا يسبب الألم للمريض ولكنه قد يحدث بعض الضغوط النفسية نتيجة للمظهر الذي لا يتقبله الناس كونه مخالف للطبيعي.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالبهاق

إن مرض البهاق يحدث لواحدٍ من كل 100 شخص، والإناث والذكور متساوون في الاحتمالية للإصابة بمرض البهاق، وقد يتطور المرض في أي عمرٍ كان، وهناك احتمالية بتوارث هذا المرض حيث أن تقريبًا كل حالة من ثلاث حالات مصابة تجد أن هناك مصاب آخر من العائلة بهذا المرض. إن مرض البهاق ليس بالمرض المعدي، أي أن لمس المريض لا يعني أن المرض سينتقل إليك، وللتنويه فإن هذا المرض يظهر بشكل واضح بين الناس ذوي البشرة الداكنة. إن المصابين بأمراض مناعية أخرى أكثر عرضة واحتمالية للإصابة بمرض البهاق.

أكثر مناطق الجلد تأثراً بمرض البهاق

إن أي منطقة من الجلد معرضة لظهور بقع البهاق فيها إلا أن هناك مناطق شهيرة وغالبًا ما يظهر فيها البهاق وهي: الوجه والرقبة واليدين والرسغ وكذلك منطقة الجمجمة، وهناك مناطق شائعة أخرى كحلمة الثدي والأعضاء التناسلية. قد يحدث أن تتأثر المناطق ذات الانثناءات بالجلد أو بعض المناطق التي قد تعرضت لأذًى قبل ذلك كجرح أو حرق أو غيرها، وقد يظهر المرض على شكل متماثل أي أن ما يظهر على الجسم في اليسار تجده على الجسم من اليمين أيضًا، ونجد أيضًا أنه إذا حدث البهاق في منطقة الجمجمة فإن الشعر سيفقد لونه ويصبح أبيض اللون، وكذلك رموش العينين أحيانًا ونادرًا ما يحدث أن يصيب المرض كل جسم الإنسان وهذا ما يعرف بالبهاق الكامل (complete vitiligo).

ما هي أعراض البهاق

إن ظهور البقع البيضاء على الجلد هو أهم عرض لهذا المرض، وهذه البقع شائع ما تكون في المناطق الأكثر عرضة لأشعة الشمس لذلك من المناطق التي قد تظهر فيها البقع البيضاء:

  • اليدان والقدمان والوجه والشفتين.
  • الإبطين والفخذ حيث تلتقي الساق بالجسم.
  • حول الفم والعينين.
  • سرة البطن والأعضاء التناسلية.
  • تغير لو الطبقة الداخلية لمقلة العين.

وغالبًا ما يعاني المصابين من اختفاء لون الشعر وتحوله إلى لون أبيض وهذا قد يلاحظ عند الأشخاص ذوي البشرة الداكنة فتجد فقدان اللون في داخل أفواههم بعض الأحيان.

أنواع البهاق

هناك نوعان من مرض البهاق:

  1. البهاق الجزئي: وهو البهاق الذي يقتصر على جهة محددة من الجسم أو جزء معين منه كالوجه واليدين مثلًا.
  2. البهاق الكلي: وهو النوع الأكثر شيوعًا، حيث ينتشر البهاق في مناطق مختلفة من الجسم.

المشاكل المرتبطة بالبهاق

على الرغم من أن مرض البهاق هو مرض جمالي إلا أن هناك بعض المشاكل التي يعاني منها المصابين بالبهاق ومنها:

  • نتيجة فقد الخلايا الصبغية فإن البقع البيضاء تكون أكثر حساسية للشمس من المناطق الأخرى غير المصابة بالتالي تصبح أكثر عرضة لحروق الشمس عند التعرض إلى أشعتها وتكون كذلك أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد.
  • قد يعاني بعض المصابين بالبهاق بمشاكل في شبكية العين (الطبقة الداخلية للعين التي تحتوي على خلايا حساسة للضوء) وقد يحدث بعض التغيرات في قزحية العين (الجزء الملون من العين). في بعض الحالات قد يحدث التهاب في الشبكية أو القزحية ولكن الإبصار لا يتأثر غالبًا.
  • إن المصابين بمرض البهاق ربما يتعرضوا لأمراض مناعية أخرى مثل مرض السكري، والأنيميا، والقصور في الغدة الدرقية، وداء الثعلبة مثلًا وغيرها.

أهم النصائح للمرضى المصابين بالبهاق

  • تجنب التعرض لأشعة الشمس.
  • بالنسبة للأشخاص ذوي البشرة الفاتحة فإن تجنب دباغة الجلد الطبيعي يقلل من وضوح البهاق.
  • تجنب التعرض لأي إصابة في الجلد، وذلك لأنها ستصبح منطقة معرضة للإصابة بالبهاق كما أسلفنا سابقًا.
ملاحظة: إن الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة الدباغة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد (الميلانوما) من غيرهم.

كيف يتم تشخيص البهاق

لابد للطبيب أن يستفيد من التاريخ المرضي للعائلة، وبعض الفحوصات للتحقق من عدم وجود مشاكل أخرى، ومن الفحوصات التي يقوم الطبيب بإجرائها:

  • أخذ عينة صغيرة من الجلد المتأثر لفحصه.
  • فحوصات للدم.
  • فحص للعين.

علاج البهاق

على الرغم من عدم وجود علاج للبهاق إلا أن هناك علاجات مساعدة. إن هناك علاجات تم التوصل إليها للإبطاء من تطور البهاق، وهناك بعض العلاجات التي تتسبب في إعادة الجلد المصاب إلى طبيعته في بعض الأحيان. إلا أن الاستجابة لمختلف العلاجات تختلف من مريض إلى آخر وقد تعتمد على نوع البهاق، وهنا لدينا بعض أنواع العلاجات الحالية المتاحة ومنها:

تمويه الجلد (skin camouflage)

إن تمويه الجلد يتم باستخدام كريمات خاصة ملونة يتم دهانها على المناطق المصابة بالبهاق، وهذا العلاج لا يغير من المرض وأعراضه بل إنه فقط يحسن من المظهر الجمالي للجلد، ومن ميزات هذا العلاج أن هذه الكريمات الخاصة قادرة بشكل شبه تام للحصول على نتائج قريبة جدًا من لون الجلد الطبيعي، وهذا بدوره يزيد من ثقة المريض بنفسه.

وهناك بعض مستحضرات التسمير الذاتي التي تباع في الصيدليات، وهذه أيضًا تخفي البهاق وتستمر لثلاث أيام تقريبًا لإعادة تطبيق هذه المستحضرات مرة أخرى.

كريم الستيرويد (steroid cream)

إن كريم الستيرويد يتم وصفه أحيانًا لفترات محددة (شهران على الأكثر عادة) وذلك عند بداية تطور وظهور بقع البهاق الصغيرة، وهذا قد يمنع من جعل البقع الصغيرة تتمدد في مساحتها وتكبر. وفي بعض الحالات الاستثنائية قد يعود لون الجلد إلى طبيعته، إن كريم الستيرويد يعمل بشكل خاصٍ على تثبيط جهاز المناعة (الذي قد يكون السبب بمهاجمته للخلايا الصبغية).

تنبيه: إن كثرة استخدام كريم الستيرويد على فترة طويلة قد يحدث أعراضًا جانبية كترقق الجلد وامتداده، وهذا الكريم لا ينصح باستخدامه على الوجه.

علاج PUVA

هو علاج يعتمد على السورالين والأشعة الفوق بنفسجية، ويتم بأخذ دواء خاص من السورالين الذي يجعل الجلد أكثر حساسية للضوء، وهذا الدواء قد يكون على هيئة حبوب أو كريم، وبعد ذلك يتم تعريض الجلد لأشعة فوق بنفسجية من خلال جهاز خاص بالمشفى. إن هذا العلاج يأخذ الكثير من الوقت، فهو يحتاج إلى مدة لا تقل عن أسبوعين إلى سنتين.

تنبيه: إن علاج “PUVA” قد يحدث أعراض جانبية كتفاعلات من نوع حروق الشمس أو حدوث بقع جلدية.

العلاج بالليزر

لا يوجد اي دليل إلى الآن على فعالية العلاج بالليزر لمرض البهاق، لذلك فهو لا يعتبر خيار للعلاج.

علاج البهاق بالجراحة

  • تطعيم الجلد: لقد تم إجراء بعض التجارب على تطعيم الجلد في مناطق صغيرة من البهاق ووجد أنها مستهلكة للوقت وليست دائمًا ناجحة أو متاحة.
  • علاج لإزالة اللون من الجلد بالكامل: هذا العلاج يتم فيه إزالة صبغة الجلد (الميلانين) من المناطق الطبيعية الغير مصابة بحيث يصبح الجسم بالكامل ابيض اللون، ويتم مناقشة هذا العلاج مع أخصائي لإزالة الصبغة وقد يستغرق العلاج مدة سنة على الأقل حتى يكتمل.
  • وهناك عدة أدوية جديدة يتم اختبارها ولكن لم يتم التصريح بها حتى الآن ك (أفاملانوتيد).

المصادر

مراجعة علمية وتدقيق لغوي: د. بكر أبو جراد

السابق
ارتفاع ضغط الدم، علاج الضغط العالي
التالي
التهاب الأنف التحسسي: أسبابه وعلاجه وطرق الوقاية من حساسية الأنف

اترك تعليقاً