أمراض الأعصاب

الموت الدماغي، هل يمكن الشفاء من الموت الدماغي؟

الموت الدماغي هو إيقاف عمل الدماغ بشكل كامل، في حين يواصل الجسم الحياة باستخدام أجهزة التنفس والأدوية، الشخص الذي يموت دماغه لا يتفاعل، ولا يمكنه التفكير أو الشعور أو الحركة أو التنفس، ويتوقف الدماغ أيضا عن التحكم في وظائف الجسم الآلية مثل نبض القلب وضغط الدم، الأشخاص الذين يموتون دماغيًا يعتبرون قانونيًا موتى، ولا يمكنهم الاستعادة، يموت الجسم في غضون بضعة أيام دون القدرة على النجاة بالأمراض أو العلاج.

يُمكن للآلات أن تقم بتنفّس الشخص المتوفى بسبب الاعتلال الدماغي، والأدوية بإمكانها الحفاظ على نبض القلب لمدة قصيرة، لكن في النهاية، ستتوقف جميع أعضاء الشخص عن العمل، في حال أعلن الشخص مسبقًا عن رغبته في التبرع بأعضائه، فإن الأطباء قد يسعون لاستخدامها في عمليات زرع، ولكن يجب التبرع بالعضو قبل توقفه عن العمل.

حقائق سريعة حول الموت الدماغي

الموت الدماغي

  • نزيف الدماغ وإصابات الرأس المباشرة هما السببان الأكثر شيوعًا للموت الدماغي.
  • هناك اختلافات واسعة حول اعتماد “مطابقة الموت للموت الجسدي” حول العالم، وحتى داخل الدولة الواحدة.
  • يعتبر التعامل مع الموت من القضايا المختلف عليها طبيًا ودوليًا وما زالت تدور حولها العديد من الأسئلة.
  • لم تُسجّل في التقارير الطبية حالة واحدة تعافت من الموت.
  • يتبع الموت الجسدي الموت بعد بضعة أيام في معظم المرضى، وقد تطول هذه المدة لأشهر أو حتى سنة.
[/box]

الموت

يعرًّف الموت على أنه توقف دائم للوظائف الحيوية في جسم الإنسان ككل، وهو حدث بيولوجي لا رجعة فيه. يسمح هذا المفهوم ببقاء بعض الأنسجة حيّة بمفردها لفترة من الزمن. ولكنه يتطلب أيضًا فقدان التكامل الوظيفي والتواصل بين أجهزة الجسم. وهذا ما جعل عبارة “موت الدماغ بمثابة الموت” مقبولة إلى حدّ كبير، وذلك لما يحمله الدماغ من دور كبير في إبقاء خلايا الجسم على اتصال وظيفي ببعضها البعض.

الموت الدماغي

الموت الدماغي هو فقدان الدماغ لوظائفه بالكامل بلا رجعة، ويشمل هذا أيضًا جذع الدماغ، مما يعني أن الشخص الميت دماغيًا ليس لديه القدرة على ممارسة الوظائف الحيوية مثل التنفس بدون أجهزة الدعم الاصطناعية، وهذا ما يجعل فرصة تماثل مريض الموت الدماغي للشفاء شبه معدومة.

وظيفة جذع الدماغ

جذع الدماغ هو الجزء السفلي من الدماغ المرتبط بالحبل الشوكي، وهو عضو مهم مسؤول عن تنظيم معظم وظائف الجسم الضرورية للحياة. وتشمل هذه الوظائف:

  • التنفس
  • نبض القلب
  • ضغط الدم
  • البلع

كما أنه يقوم بنقل المعلومات من وإلى الدماغ، لذا فهو يلعب دورًا مهمًا في وظائف الدماغ الأساسية مثل الوعي والحركة.

الموت الدماغي من وجهة نظر قانونية

تختلف الدول في قوانينها المتعلقة بالموت، ولا يوجد قانون عالمي يوحّد الاختلافات المنوطة بهذه القضية المهمة.

تذهب بعض الدول مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية إلى أنه إذا مات دماغ شخص ما، فإن الضرر لا رجعة فيه، ووفقًا لقانونها تعتبره ميتَا. في حين تتأنّى دول أخرى في هذا القرار المصيري وتفضّل الانتظار ومراقبة الحالات عن كثب.

أما بالنسبة للمرضى، فبعضهم لديهم معتقدات دينية تعارض مطابقة الموت للموت الجسدي، وقد  تعاملت ولايات أمريكية مع هذا الأمر من خلال إقرار القوانين التي تتطلب الموت القلبي الرئوي كتعريف للوفاة في هؤلاء المرضى.

اسباب الموت الدماغي

يحدث الموت الدماغي عندما يتوقف الدم أو الأكسجين عن الدماغ، ويمكن أن يكون سبب هذا:

  • السكتة القلبية: حيث يتوقف القلب تمامًا عن العمل ويقل الأكسجين الواصل للدماغ بدرجة كبيرة.
  • السكتة الدماغية: حيث يقل وصول الدم للدماغ أو ينقطع تمامًا.
  • الجلطات الدموية التي تحدث انسداد في الأوعية الدموية المغذية للدماغ.
  • إصابة شديدة في الرأس.
  • نزيف في الدماغ مثل نزف تحت العنكبوتية.
  • التهابات الدماغ.
  • الأورام الدماغية.

وأثبتت الدراسات الحديثة أن الأسباب الأكثر شيوعًا لحدوث الموت الدماغي هي نزف تحت العنكبوتية وإصابات الرأس المباشرة.

تشخيص الموت الدماغي

لا بدّ من توفر معايير محددة لتشخيص الموت، وتشمل هذه المعايير:

  • يجب أن يكون الشخص فاقدًا للوعي وغير قادر على الاستجابة للتحفيز الخارجي.
  • لا يمكن أن يعمل قلب المريض وجهازه التنفسي إلا باستخدام جهاز التنفس الصناعي.
  • يجب أن يكون هناك دليل واضح على حدوث تلف خطير في الدماغ ولا يمكن علاجه.

أمور يجب استبعادها قبل تشخيص الموت الدماغي

قبل أن يبدأ الأطباء بإجراء الاختبارات التشخيصية الخاصة بالموت الدماغي، يجب عليهم إجراء سلسلة من الفحوصات للتأكد من أن الأعراض لا تسببها عوامل أخرى، مثل:

  • جرعة زائدة من المخدرات غير المشروعة، المهدئات، السموم أو المواد الكيميائية الأخرى.
  • الانخفاض الحاد في درجة حرارة الجسم.
  • قلة نشاط الغدة الدرقية.

يجب أن يقوم بتشخيص الموت الدماغي طبيبان يمتلكان خبرة واسعة في هذا المجال، ويشترط ألا يشارك هذان الطبيبان في فريق زراعة الأعضاء. سيقوم الأطباء بإجراء سلسلة من الاختبارات التشخيصية، وسيتم إجراء الاختبارات مرتين متباعدتين زمنيًا لتقليل فرصة حدوث أي خطأ.

الاختبارات المستخدمة لتشخيص الموت الدماغي

الموت الدماغي

  • تسليط مصدر ضوء على كلتا العينين لفحص ما إذا كانت العين تستجيب للضوء.
  • فحص حساسية العين واستجابتها عن طريق وضع منديل أو قطعة من القطن أو الصوف في العين.
  • الضغط على الجبين باليد وقرص الأنف لفحص ما إذا كان هناك أي حركة أو استجابة.
  • يتم إدخال الماء البارد في كل أذن، ويراقب الطبيب الاستجابة التي تحدث عن طريق تحريك العينين.
  • يتم وضع أنبوب بلاستيكي رفيع أسفل القصبة الهوائية أو في الجدار الخلفي للحلق لمعرفة ما إذا كان ذلك يثير السعال أو التقيؤ.
  • يتم فصل المريض عن جهاز التنفس الصناعي لفترة قصيرة من الزمن لمعرفة ما إذا كان هناك أي محاولة تلقائية للتنفس.

يتم تشخيص وفاة الدماغ إذا فشل الشخص في الاستجابة لجميع هذه الاختبارات.

في بعض الأحيان، قد تتحرك الأطراف أو الجذع (الجزء العلوي من الجسم) بعد موت الدماغ، هذه الحركات هي ردود فعل يقوم بها العمود الفقري ولا تشمل الدماغ على الإطلاق، أي أن هذه الحركات لن تغيّر تشخيص الموت الدماغي لو حدثت.

إضافة إلى ذلك، يتم استخدام اختبارات تصويرية لتأكيد الموت الدماغي، وتشمل هذه الاختبارات:

  • تخطيط أمواج الدماغ EEG

يمكن تأكيد موت القشرة الدماغية باستخدام هذا الجهاز في حال عدم وجود أي موجة دماغية كهربائية في مدة لا تقل عن 30 دقيقة، وفي حالة وجود موجة دماغية واحدة، لا يمكن تأكيد تشخيص الموت الدماغي.

يجب الانتباه إلى أن تأكيد تخطيط أمواج الدماغ للموت الدماغي غير صالح للمرضى الذين يتعرضون للمهدئات أو السموم، حيث يمكن للمهدئات إيقاف النشاط الكهربائي للدماغ بشكل مباشر.

  1. تصوير الأوعية الدموية: الغياب التام لتدفق الدم داخل الدماغ في تصوير الأوعية الدموية يؤكد تشخيص الموت الدماغي.
  1. التصوير بالموجات فوق الصوتية (دوبلر) لتدفق الدم داخل الأوعية الدموية الدماغية.

الموت الدماغي والحالة الخضرية  Vegetative state

الفرق بين الموت الدماغي والحالة الخضرية، والتي يمكن أن تحدث بعد تلف واسع في الدماغ، هو أنه من الممكن التعافي من الحالة الخضرية، ولكن موت الدماغ دائم.

جذع الدماغ في الحالة الخضرية لا يزال يحتفظ بوظائفه، مما يعني أنه قد يكون هناك شكل من أشكال الوعي والتنفس التلقائي دون الحاجة لأجهزة مساعدة وهناك فرصة ضئيلة للتعافي لأن الوظائف الأساسية لجذع الدماغ قد لا تتأثر.

مريض الحالة الخضرية قد تظهر عليه علامات الاستيقاظ. على سبيل المثال، قد يفتح المريض عينيه ولكنه لا يستجيب إلى محيطه. وفي حالات نادرة، قد يُظهر مريض الحالة الخضرية استجابة عند إجراء الفحوصات التي سبق ذكرها لكنه أيضًا لا يستجيب لمحيطه.

مستقبل المرض

لم تسجل حالات تعافت من الموت الدماغي على الإطلاق، في البالغين، نادرًا ما يستمر موت الدماغ لأكثر من بضعة أيام قبل أن يتبعه الموت الجسدي، على الرغم من تسجيل حالات نادرة عاشت لأكثر من سنة.

تعد الوذمة الرئوية ومرض السكري الكاذب من النتائج المبكرة المتكررة للموت الدماغي وقد يؤدي أيضًا إلى الفشل القلبي الرئوي.

تابع المزيد: ضغط الدم العالي 

التبرع بالأعضاء

الموت الدماغي

بعد موت الدماغ، قد يكون من الممكن استخدام أعضاء الشخص في عمليات زرع الأعضاء، والتي يمكن أن تنقذ حياة الآخرين.

في الحالات التي لم يوضح فيها الشخص المتوفى دماغيًا رغباته، يمكن أن يكون اتخاذ القرار بشأن التبرع بأعضائه أمرًا صعبًا على الأقارب.

ومن الجدير بالذكر أن هذه القضية أيضًا قد تخضع للمعتقدات الدينية للمرضى وذويهم بشكل كبير.

المصادر

  • NHS (2019) Brain death, Available at: https://www.nhs.uk/conditions/brain-death/ (Accessed: 29 Aug. 2019).
  • G Bryan Young (2019) Diagnosis of brain death, Available at: https://www.uptodate.com/contents/diagnosis-of-brain-death (Accessed: 29 Aug. 2019).

مراجعة علمية وتدقيق لغوي: بكر خضر أبو جراد
آخر تحديث بواسطة: آية أبو قمر.

السابق
فقر الدم المنجلي: أعراضه ومضاعفاته وكيفية علاج فقر الدم المنجلي
التالي
السائل الدماغي الشوكي: واقي الصدمات الخاص بالجهاز العصبي المركزي

اترك تعليقاً