الكارنتين هو مادة تساعد الجسم على تحويل الدهون إلى طاقة، يقوم الجسم بتصنيعها في الكبد والكلى من الأحماض الأمينية مثل اللايسين والمثيونين ومن ثم تخزينها في العضلات الهيكلية، القلب، الدماغ والحيوانات المنوية.
غالبًا، يستطيع الجسم صنع كميات كافية من الكارنتين، لكن هناك بعض الأشخاص لا تستطيع أجسامهم صنع الكميات الكافية أو نقل هذه المادة إلى أنسجة الجسم المختلفة، الأمر الذي يتطلب إعطاء الكارنتين لهؤلاء الأشخاص سواء من خلال مصادره الغذائية أو كمكمل غذائي.
ما هي الأطعمة الغنية بالكارنتين؟
المنتجات الحيوانية كاللحوم، الأسماك، الدواجن والحليب هي من أكثر المصادر المحتوية على الكارنتين.
كلما كانت اللحوم حمراء أكثر، كلما ازداد محتواها من الكارنتين.
آلية امتصاص الكارنتين في الجسم
الأشخاص الذين يتناولون اللحوم الحمراء وغيرها من المنتجات الحيوانية يحصلون على ما يقارب ٦٠_١٨٠ ميليغرام من الكارنتين في اليوم، لكن الأشخاص النباتيين يحصلون على ١٠_١٢ ميليغرام فقط. يُمتص الكارنتين من الغذاء بواسطة الأمعاء الدقيقة إلى الدم.
الكلى في الوضع الطبيعي تحافظ على مستوى الكارنيتين بكفاءة. لذلك، حتى الأطعمة الفقيرة بهذه المادة لا تؤثر كثيرًا على محتواه في الجسم. في الواقع، أي زيادة في مستوى هذه المادة عن الطبيعي تقوم الكلى بإخراجه عن طريق البول للحفاظ على مستوى ثابت من الكارنتين في الدم.
متى يحدث نقص الكارنيتين؟
هناك نوعان من حالات نقص الكارنتين:
- نقص الكارنيتين الأولي: وهو عبارة عن اضطراب جيني في نظام نقل الكارنتين، يظهر عادة قبل ٥ سنوات من العمر مع وجود أعراض مثل اعتلال عضلة القلب، ضعف العضلات الهيكلية، نقص السكر في الدم.
- نقص الكارنيتين الثانوي: يحدث لعدة أسباب مثل الفشل الكلوي المزمن، استخدام مضادات حيوية معينة تقلل من امتصاص مادة الكارنتين وتزيد من نسبة التخلص منها.
ما هي بعض الدراسات الحالية والخلافات حول استخدام الكارنتين؟
يفضل الباحثون استخدام acetyl L- carnitine في أبحاثهم بدلا من L- ،carnitine وذلك لأنه يُمتص بشكل أفضل في الأمعاء الدقيقة ويعبر الحاجز الدموي الدماغي بكفاءة.
الأداء الرياضي
بعض الرياضيين يستخدمون الكارنيتين لتحسين أدائهم. ومع ذلك، فإن 20 سنة من الأبحاث أثبتت أنه لا يوجد دليل على أن مكملات الكارنتين تحسن من الأداء الرياضي.
تقدم العمر
من الجدير بالذكر أنه مع تقدم العمر تقل وظائف المايتوكندريا. بينت الدراسات أن مكملات الكارنيتين تقلل من اضمحلال المايتوكندريا، كما أكدت دراسات أخرى أن مكملات الكارنتين تحسن الوظيفة العقلية عند كبار السن ومرضى الزهايمر.
أمراض القلب والأوعية الدموية والشرايين الطرفية
بينت دراسات أُجريت على المدى القصير أن الكارنيتين له خصائص مكافحة ضد نقص التروية الدموية للقلب.
تتمثل أمراض الشرايين الطرفية في العرج(claudication) الذي ينتج عن عدم وصول كمية كافية من الدم الغني بالأكسجين إلى الأطراف السفلية، الأمر الذي يؤدي إلى تجمع الأسيتيل كولين في العضلات بسبب عدم استخدامه بشكل كامل، هؤلاء المرضى الذين يعانون من العرج يواجهون صعوبة في أداء التمارين أو حتى المشي لمسافات قصيرة. بينت بعض الدراسات أن الكارنتين يمكن أن يحسّن أداء العضلات الهيكلية في الأرجل.
السرطان
مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيماوي أو الإشعاعي يعانون من التعب وسوء التغذية مما يؤدي إلى نقص الكارنيتين في الجسم.
في إحدى الدراسات، تم إعطاء الكارنتين بجرعة ٤ غم في اليوم لمدة أسبوع وكانت النتيجة تخفيف التعب عند هؤلاء المرضى، بالإضافة إلى تحسين المزاج والنوم.
السكري
مقاومة الإنسولين تلعب دورًا مهمًا في تطور مرض السكري من النوع الثاني، الذي يترافق مع خلل في أكسدة الأحماض الدهنية في العضلات.
زيادة مخزون الدهون في الأنسجة الخالية من الدهون هو علامة على مقاومة الإنسولين.
تشير الدراسات الأولية إلى أن تناول مكملات L_carnitine عن طريق الوريد قد يحسن حساسية مستقبلات الإنسولين لدى مرضى السكري عن طريق خفض مستويات الدهون في العضلات، وقد يخفض أيضًا مستويات الجلوكوز في الدم عن طريق زيادة أكسدتها بشكل أسرع في الخلايا.
وبينت تجارب حديثة أن تناول ٣ غرام من acteyl_L Carnitine في اليوم عن طريق الفم لمدة سنة يحسّن من آلام الأعصاب عند مرضى الاعتلال العصبي السكري.
مرضى الكلى
العديد من المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى في آخر مرحلة والذين يعتمدون بشكل أساسي على الغسيل الكلوي تصبح مستويات الكارنتين في الدم وفي العضلات لديهم قليلة، مما يؤدي إلى:
- فقر الدم.
- ضعف في العضلات.
- تغيير مستويات الدهون في الدم.
- اضطرابات القلب.
تشير العديد من الدراسات إلى أن جرعات عالية من carnitine التكميلية يمكن أن تخفف من هذه الأعراض.
عقم الذكور
يرتبط carnitine الموجود في السائل المنوي ارتباطًا وثيقًا بعدد الحيوانات المنوية وحركتها.
تشير العديد من الدراسات إلى أن مكملات الكارنيتين (2-3 جرام يوميًا لمدة 3-4 أشهر) قد تحسن من جودة الحيوانات المنوية.
هل هناك مخاطر صحية من تناول الكارنيتين بكثرة؟
٣ غم في اليوم يمكن أن يسبب أعراض شائعة، مثل:
- قيء وغثيان.
- تشنجات في البطن.
- إسهال.
أما بالنسبة للآثار الجانبية النادرة، فتشمل:
- ضعف في العضلات.
- نوبات صرع عند المرضى الذين يعانون من الصرع.
تابع المزيد: الفحم النشط: مم يتكون الكربون
المراجع
- National Institute of Health (2020) Carnitine, Available at: https://ods.od.nih.gov/factsheets/Carnitine-HealthProfessional/ (Accessed: 17/11/2020).
- Mount Sinai (2020) Carnitine (L-carnitine), Available at: https://www.mountsinai.org/health-library/supplement/carnitine-l-carnitine (Accessed: 17/11/2020).
