أمراض القلب

الحمل والقلب، التغيرات المصاحبة، وأمراض القلب أثناء الحمل

حقائق عن الحمل والقلب

  • يصاحب الحمل العديد من التغيرات الفسيولوجية الطبيعية المتعلقة بالقلب والدورة الدموية مثل: زيادة حجم بلازما الدم وزيادة معدل ضخ الدم من القلب وانخفاض ضغط الدم.
  • أمراض القلب الخلقية هي الأمراض الأكثر شيوعاً في عمر الإنجاب لدى السيدات.
  • يزداد خطر الحمل إذا كانت الأم تعاني من مشاكل متعلقة بالأوعية الدموية الكبرى مثل تمدد الشريان الأورطي.
  • في حال قيام الأم باستبدال أحد الصمامات بصمام اصطناعي يكون على الأم الاستمرار بأخذ أدوية مسيلة للدم مدى الحياة ولكن هذه الأدوية ممنوعة أثناء الحمل لأنها تسبب تشوهات للأجنة ولذلك يرتفع معدل تعرض السيدات الحوامل للجلطات.
  • هناك عدد من الأمراض التي تصيب القلب لأول مرة خلال الحمل أو بعد 6 شهور من الولادة بحيث يجب أن تعود عضلة القلب لطبيعتها ولكن عند هؤلاء السيدات فإن العضلة تضعف وهذا يعرضهم لمشاكل مستقبلية أثناء الحمل.
  • على السيدة الحامل مراجعة طبيب القلب الخاص بها وإبلاغه بالحمل لأنه هناك عدد من الأدوية المستخدمة في علاج مشاكل القلب يمنع أخذها أثناء الحمل وينبغي استبدالها بأدوية آمنة.
  • إجراء الفحوصات الدورية وتجنب إجهاد النفس والاستمرار على الحمية الغذائية قليلة الأملاح والغنية بالعناصر المهمة للأم والجنين والابتعاد عن التدخين يضمن فترة حمل آمنة للأم والجنين.

مقدمة

القلب ومشاكله الصحية المرتبطة بالحمل هي من المشكلات التي لا تمثل نسبة كبيرة في العالم وخاصة في الدول المتقدمة (1% – 4%)، إلا أنها تعتبر من أهم العوامل الغير مرتبطة بالحمل التي تؤثر على حياة الأم وترفع من معدل الوفيات بين السيدات الحوامل وتحتاج إلى اهتمام مشترك من قبل مجموعة من الأطباء في مجالاتهم المختلفة.

الحمل والقلب والتغير الفسيولوجي أثناء الحمل

هناك عدد من التغيرات الطبيعية التي تحدث داخل جسم المرأة اثناء الحمل لتوفير ظروف ملائمة لنمو الجنين وهي كالآتي:

  • يبدأ حجم بلازما الدم بالازدياد تدريجياً منذ بداية الأسبوع السادس للحمل حتى يصل ضعف معدله الطبيعي قبل الحمل عند الأسبوع 34. والهدف من هذه الزيادة هو تزويد الجنين بالدم والعناصر الغذائية الكافية.
    • يصاحب تضاعف حجم البلازما ارتفاع أقل في عدد خلايا الدم الحمراء وهذا يفسر فقر الدم الذي تصاب به المرأة الحامل.
  • منذ الشهر الأول للحمل، يبدأ معدل خفقان القلب بالازدياد لكي يزيد من الدم الواصل للرحم ويتلاءم مع نمو المشيمة والجنين.
  • ينخفض ضغط الدم بشكل طبيعي عند المرأة الحامل، وذلك لتسهيل وصول الدم للمشيمة وللجنين.
  • عند نهاية الثلث الثاني للحمل يكون معدل ما يضخه القلب من الدم قد ازداد (30% – 50%) عن معدله الطبيعي قبل الحمل.
  • 80% من النساء الحوامل يترافق لديهن الحمل مع انتفاخات في الأقدام وهذا أمر طبيعي الحدوث.
  • في نهاية الشهر السادس تكون معظم هذه التغيرات قد وصلت إلى حدها الأعلى وتكون ثابتة نسبياً حتى نهاية الحمل.
ما ينبغي الإشارة إليه أن هذه التغيرات الطبيعية قد تكون هي الأساس في ظهور عدد من المشكلات الصحية لدى المرأة الحامل وقد تظهر أمراض القلب لأول مرة مع الحمل.

التغيرات الفسيولوجية لعضلة القلب المصاحبة للولادة

  • في كل مرة ينقبض فيها الرحم يضخ القلب نصف لتر من الدم نحو الدورة الدموية وهذا يعني أن عضلة القلب تبذل جهداً سريعاً ومفاجئاً يرافقه ارتفاع في ضغط الدم.
    • يتسبب في ذلك عدد من العوامل أهمها الألم وعودة الدم الموجود في المشيمة إلى دم الأم بشكل سريع، مما يؤدي إلى زيادة مفاجئة في حجم دم الأم فيؤثر على عضلة القلب.
  • تترافق الولادة مع فقدان كميات من الدم سواء كانت الولادة طبيعية أو قيصرية ولكن تكون الكمية المفقودة في الولادة الطبيعية أقل وبالتالي في التغيرات الحاصلة تكون أقل خطورة.
  • عندما تكون الولادة قيصرية فإن نوع التخدير المستخدم له تأثير على عضلة القلب والدورة الدموية.

أمراض القلب والحمل

هناك تصنيف عالمي يتم على أساسه تقسيم أمراض القلب حسب خطورتها خلال الحمل إلى مستويات. يرتبط المستوى الثالث لهذا التقسيم بفترة حمل حرجة وازدياد في نسبة تعرض الأم للوفاة، من هذه المشكلات التابعة لهذا المستوى:

  • ضيق الصمامات أو القيام بتبديل الصمام التالف بصمام ميكانيكي في فترة ما قبل الحمل.
  • انخفاض كمية الدم المقذوفة من القلب إلى 40%.

يمكن تفادي العديد من المشكلات بالمتابعة الدورية وعلاج مشكلات القلب ما قبل الحمل.

ليست كل أمراض القلب تشكل خطورة على الحمل، فقد تكون المرأة مصابة بأحد أمراض القلب وتستطيع إكمال حملها بشكل طبيعي. استشيري طبيبك بخصوص ذلك.

متى يمنع الحمل ويجب على الأم إجهاض الجنين؟

حسب التصنيف العالمي فإن المستوى الرابع لمشاكل القلب يشكل خطورة قصوى على حياة الأم، ومن أمراض المستوى الرابع:

  • تضيق شديد في الصمامات القلبية (الأورطي- الأبهري و الميترالي- التاجي).
  • تضيق خلقي في الشريان الأورطي- الأبهر.
  • ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
  • انخفاض كمية الدم المقذوفة من القلب إلى أقل من 30 %.
  • المصابون بمتلازمة مارفان ويصاحبها تمدد في الشريان الأورطي أكثر من 45 ملم.
  • المصابون بعيب خلقي في الصمام الأورطي ويصاحبه تمدد الشريان الأورطي- الأبهري أكثر من 50 ملم.

يرتبط هذا المستوى بمعدل وفيات مرتفع ولذلك في مثل هذه الحالات ينبغي على السيدة اتباع وسائل لمنع الحمل أو إجهاضه في حال حدث لأن بقائه يشكل خطراً على حياتها وقد تؤدي التغيرات الطبيعية التي تحدثنا عنها سابقاً إلى مضاعفات قاتلة مثل تمزق الشريان الأورطي ويكون من الصعب وقف النزيف ويتم فقدان كل من الأم والجنين.

يجب على المصابات بأي مرض من أمراض هذه الفئة الامتناع عن الحمل، وعليها أيضاً إجهاض الحمل اذا حدث. لأن ذلك يحمل نسبة أكثر من 50% من وفاة الأم.

الأمراض الأكثر شيوعاً في عمر الإنجاب لدى السيدات

  • أمراض القلب الخلقية

هي الأمراض التي تولد بها الأم وتعتبر الأكثر شيوعاً في مثل هذا السن وقد تكون الأم لا تعاني من أي مشكلة صحية قبل الحمل ولكن مع التغيرات المصاحبة للحمل قد تصاب ببعض الأعراض التي يتم الكشف عنها لاحقاً ليتبين أنها مصابة بعيب خلقي في القلب منذ ولادتها، ومنها وجود ثقب بين أذينين القلب، أو ثقب بسيط بين بطينين القلب، أو تضيق بسيط في الصمام الرئوي، وغيرها.

قد تتسبب هذه الأمراض بإحداث فشل في عضلة القلب وتزداد احتمالية حدوث هذا الخلل في فترتين: نهاية الشهر الثاني عندما تكون التغيرات الفسيولوجية قد بلغت ذروتها، وأثناء الولادة.

  • مرض الأنسجة الضامة (متلازمة مارفان)

هو مرض وراثي سائد يظهر على هيئة تغيرات تصيب عدة أجزاء من الجسم ومن ضمنها الصمامات والشريان الأورطي بحيث يتمدد الشريان الأورطي؛ وترتخي الصمامات مما يتسبب في ارتجاع الدم عبرها مرة أخرى وتقليل الكمية المقذوفة من القلب للجسم. يعتبر نصف قطر الشريان الأورطي آمناً إذا كان أقل من 45 ملم. لذلك فإن السيدة المصابة بهذه المتلازمة عليها إجراء تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية (إيكو) بصورة دورية كل 6- 8 أسابيع للتأكد من مقدار التوسع ومتابعة إذا ما تطور عنه ارتجاع للصمامات أم لا وعند الولادة يمنع أن تقوم السيدة بالدفع ويفضل أن تكون الولادة قيصرية.

  • اعتلال عضلة القلب

    • يعتبر حدوث اعتلال وظيفي في عمل البطين الأيسر المشكلة الأهم لأنه يتحكم بكمية الدم التي يضخها القلب للجسم ويحدث هذا الاختلال نتيجة عدد من العوامل:
      • يكون مجهول السبب، وهي النسبة الأكبر.
      • نتيجة لالتهاب فيروسي.
      • استخدام بعض الأدوية التي تؤثر سلباً على عضلة القلب.
      • اعتلال عضلة القلب في الفترة المحيطة بالولادة: وهو ضعف يصيب العضلة في الفترة حول الولادة الذي قد يحدث في الشهر الأخير للحمل او في ال 6 شهور اللاحقة بعد الولادة. وفي حالة حدوثه فإن هناك احتمالية لعودة العضلة لطبيعتها بنسبة 50%.
    • إذا تم الكشف الجيد والمتابعة قبل حدوث الحمل يمكن أن يمر الحمل بسلام على كل من الطفل والأم:
      • حيث يتم نصح الأم بالراحة وتقليل النشاطات التي تقوم بها.
      • يتم وصف أدوية للأم تحسن عمل القلب وتقلل فرصة حدوث فشل قلبي.
      • يتم التنسيق لمتابعة حريصة وخاصة أثناء الحمل لتفادي حدوث أي مضاعفات.
  • أمراض الشرايين التاجية

    • إن حدوث مشاكل في الشرايين التاجية أمر نادر الحدوث في مثل هذا العمر ويرتبط بوجود بعض الأمراض المزمنة مثل: السكري وارتفاع ضغط الدم أو التدخين أو وجود تضيق في الشرايين.
    • إن الكثير من الأدوية المستخدمة لخفض نسبة الدهون هي أدوية ممنوعة خلال الحمل لما تسببه من تشوهات للجنين.
    • في حال تعرضت الأم لجلطة قلبية يجب أن يكون التدخل سريعاً وعمل قسطرة لإزالة الجلطة.
  • اضطراب النظم القلبي (Arrhythmia)

    • ان عدم انتظام ضربات القلب (خفقان القلب) قد يكون ناتج عن التغيرات الفسيولوجية المصاحبة للحمل أو قد يتطور بسببها في حال كانت الأم تعاني منه مسبقاً ويكون في العادة على هيئة زيادة في ضربات القلب. للمزيد اقرأ مقالنا حول خفقان القلب هنا.
    • يعتمد استخدام الأدوية ونوعها على مقدار هذه الزيادة ومدى تأثيرها على الأم والجنين أو ارتباطها بخلل قلبي آخر بحاجة للعلاج.

بعض النصائح الموجهة للسيدات الحوامل المصابات بمشاكل قلبية

  • اتباع حمية غذائية قليلة الأملاح وغنية بالعناصر الغذائية خاصة الحديد.
  • مراجعة استشاري القلب والاستفسار عن الأدوية المسموح بها خلال الحمل، لأن هناك عدد من الأدوية المستخدمة في علاج مشاكل القلب تتسبب في حدوث تشوهات للجنين.
  • متابعة إجراء الفحوصات بصورة دورية وعدم إهمال أي عرض صحي تتعرض له خلال الحمل.
  • في حال كانت قد قامت بإجراء تبديل للصمامات بصمامات ميكانيكية فهي معرضة للإصابة بالجلطات ولذلك عليها متابعة أخذ مضادات التجلط ولكن بنسبة أقل وحسب تعليمات الطبيب الخاص بها.

المصادر

مراجعة علمية، وتدقيق لغوي: د.خالد هاني الخضري

السابق
متى تطلب الرعاية الصحية الطارئة وما العمل في الحالات الغير طارئة خلال مرض فيروس كورونا (كوفيد-19)
التالي
تضيق الصمام الأبهري: أسباب وأعراض وكيفية علاج تضيق الصمام الأبهري

اترك تعليقاً