الصحة النفسية

الإدمان ماذا نقصد به، وما هي أسباب الإدمان

الإدمان

هو عدم القدرة النفسية والجسمانية للشخص عن التوقف عن تناول أشياء معينة، أو التوقف عن ممارسة نشاطات معينة.
وتعود سبب عدم القدرة على ترك هذه الأمور نتيجة الآثار السلبية المترتبة إذا ما ترك المدمن هذه الأشياء؛ وتشمل آثارًا نفسية كالتوتر والقلل، وأخرى جسمانية كالصداع وغيرها.

لا نعني بالإدمان فقط عدم القدرة عن التوقف عن تناول المنشطات والمخدرات كالهيروين والكوكايين فحسب، بل قد يدمن الشخص على بعض الأدوية والمشروبات وغيرها، وعليه، فإنّ الشخص إذا ما اعتاد على ممارسة أشياء معينة فإنّ نشاطاته اليومية وتصرفاته قد تتأثر إذا ما ترك هذه الأشياء ويشعر بالنقص وعدم الارتياح لتركه إياها.

الفرق ما بين سوء الاستعمال والإدمان

قد يكون استخدام الشخص لدواء معين استخدامًا خاطئًا لكن لا يؤدي ذلك إلى الإدمان، أي أنّه حين يترك هذه الأدوية لن يصاب بالأعراض النفسية والجسمانية.

ترجع احتمالية حدوث الإدمان لبعض المخدرات كالهيروين وغيره، وبعض الممارسات كالقمار لحدوث تغيرات عصبية معقدة داخل الدماغ، تتلخص بتهييج التيارات العصبية وارتفاع نسبة الدوبامين، مما يزيد فرصة نشاط الدماغ عند تناول هذه المواد أو ممارسة هذه النشاطات، ولكي يُبقي الشخص نفسه في مثل هذه الحالة، فإنه يستمر ببقائه على استخدام هذه المواد والنشاطات.

أعراض الإدمان

  • تناول المواد بشكل أكبر من الجرعات مقارنة بالجرعات السابقة.
  • فشل المحاولات المتكررة في ترك تناول هذه المواد أو التوقف عن هذه الممارسات.
  • الرغبة الكبيرة في تناول هذه المواد وانشغال الذهن الدائم بضرورة الحصول عليها.
  • التعامل مع هذه الممارسات أو تناول هذه المواد في أوقات يفترض فيها انشغال الشخص ببعض مشاغله اليومية: كتغيب الرجل عن عمله من أجل تناول مواد مخدرة أو تجهيزها وهكذا.
  • التراجع عن المشاركة الفاعلة للشخص في المجتمع أو الأسرة نتيجة انشغاله بما يدمن عليه.
  • استمرار تناول المواد والتعامل مع الممارسات رغم علمه بخطورتها وآثارها السلبية.
  • الانقطاع عن هذه المواد أو الممارسات قد يسبب بعض الأعراض الجسمانية كالصداع وأخرى نفسية كالتوتر والقلق الذي قد يؤذي المدمن.

أسباب الإدمان

لا يوجد أسباب محددة وراء الإدمان، بل هناك مجموعة من عوامل الخطورة التي تزيد فرصة احتمالية حدوث الإدمان، وعدم وجود هذه العوامل لا تعني عدم احتمالية حدوث الإدمان!

  • عوامل بيولوجية: كالعوامل الجينية، والفيسيولوجية والجنس، حيث تظهر بعض الدراسات وجود بعض الجينات التي تزيد من احتمالية تفاعل الشخص بشكل أكبر من غيره حين يتعرض لمادة معينة، مما يعني تأثره بشكل أكبر واعتماده عليها بشكل أكبر نسبيًا، كما وتظهر بعض الدراسات أيضًا أنّ فرصة حدوث الإدمان أكبر لدى الذكور.
  • عوامل بيئية: نشوء الفرد في عائلة قويمة تتعامل بحذر مع هذه المواد وتحمي أفرادها من التعرض لما هو قد يؤذي النفس تكون الفرصة أقل من عوائل أخرى لا قيم لديها ولا أخلاق. كما أنّ المجتمعات التي تنتشر فيها الرذيلة ويسود فيها مبادئ الانحطاط الأخلاقي أكثر عرضة من غيرها لإصابة أفرادها بالإدمان.
  • عوامل نفسية: بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب تزيد من فرصة حدوث الإدمان وغيرها من الاختلالات النفسية.

كيفية علاج الإدمان

بشكلٍ عام تعتمد مبادئ العلاج على التوجيهات النفسية من خلال:

  • إظهار خطورة الإدمان.
  • تأسيس مجموعات دعم للمدمن من العناصر المؤثرة فيه كالعائلة.
  • تقليص العوامل التي يتعرض إليها والتي هي سبب في تعرض المريض لهذه المواد والممارسات المدمنة
  • التقويم السلوكي.
  • إعداد برامج تقويمية أخرى تساعد في الانسحاب التدريجي من الإدمان.

قد نلجأ في بعض الأحيان إلى بعض الأدوية التي تهدّئ من الحالة العصبية واحتياجات الدماغ لمثل هذه المواد المدمنة من أجل تأقلم الدماغ مع الحالة الصحية الجديدة الخالية من المواد المدمنة.

توفر القطاعات الصحية الكثير من البرامج التي تساعد المدمنين للخلاص من حالات الإدمان، لأنّ في ذلك حماية للشخص وأسرته والمجتمع بأسره من الإدمان.

تبقى الخطوة الأولى والأهم هي إدراك المدمن لحالة السوء الناجمة عن الإدمان والطريق الأسود الذي يحيط بالمدمنين من كل الجوانب.

المصادر

  • U.S. Department of Health & Human Services (2016) FACING ADDICTION IN AMERICA, Washington: U.S. Department of Health and Human Services (HHS).
السابق
التهاب القصيبات، علاج التهاب القصيبات الشعرية عند الرضع
التالي
احتقان الثدي: أسبابه، وعلاج التهاب الثدي لدى السيدة المرضع

اترك تعليقاً