إجراءات طبية

عملية ربط المعدة: هل كل من أراد ربط المعدة يتم له ذلك؟

Gastric Banding

إننا نعيشُ في جيلٍ يعشق المأكولات السريعة، يتلذذ بأكل المطاعم، ويفضل شرب الكوكاكولا بديلًا عن الماء. لقد أصبح الناس يتنافسون على أكل كمياتٍ أكبر من الطعام، وهذا ما زاد من نسبة السمنة عالميًا.
هل للسمنة مخاطرٌ يا ترى، هل ربط المعدة يقلل من خطر السمنة، كيف يتم ربط المعدة وهل يتم ربطها لأي شخصٍ كان؟

إليكم نبذةً عن السمنة وعملية ربط المعدة.

السمنة

هي حالةٌ مزمنةٌ تعرف بزيادة مؤشر كتلة الجسم (≥30 كغم/م2)، حيث أن مؤشر كتلة الجسم هو (الوزن بالكيلوجرام/مربع الطول بالمتر).

حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فهناك حوالي ما يقارب 650 مليون بالغ و42 مليون طفل تحت سن الخامسة مصابون بالسمنة، لقد كانت النسبة الأكبر للسمنة في المدن ذات الدخل المرتفع، ولكننا نشهد الآن ارتفاعًا في نسبة السمنة في المناطق الأقل دخلًا أيضًا.

تعد السمنة عاملًا رئيسيًا في الإصابة بالأمراض المزمنة مثل: السكري، أمراض القلب، ارتفاع الضغط وكذلك السرطانات. لذلك فإن التعامل مع مرضى السمنة ليس بالتعامل التجميلي بالمرتبة الأولى، ولكن الهدف الأهم هو تقليل نسبة الأمراض المزمنة.

إن العمليات الجراحية التي يتم إجراءها لمرضى السمنة تعرف بالعمليات الأيضيّة أو عمليات جراحة السمنة (bariatric surgery)، والتي تهدف لتقليل الوزن من خلال تقليل كمية الطعام الذي يمكن استيعابه في المعدة، التقليل من امتصاص بعض الأغذية، أو التغيير في بعض الهرمونات، ومن أشهر عمليات جراحة السمنة:

  • تكميم المعدة (Sleeve Gastrectomy).
  • المَجازَة المعديَّة (Gastric Bypass).
  • ربط المعدة (Gastric Banding).
  • تحويل المسار الصفراوي للبنكرياس مع تبديل فتحة الإثنى عشر (Biliopancreatic Diversion with Duodenal Switch).
أصبحت معظم العمليات الجراحية للسمنة أقل عدوانية على مستوى الأنسجة، حيث أصبح التوجه الأكثر في العمليات إلى جراحة المناظير بدلًا من العمليات المفتوحة.

عملية ربط المعدة

تهدف عملية ربط المعدة إلى تقليل كمية الطعام المسموح به في المعدة، وذلك من خلال تقليل حجم المعدة لتستوعب كمية أقل من الطعام، وهي عملية سريعة، أقل ضررًا على الأنسجة، قابلة للتعديل بعد ذلك والرجوع للوضع السابق.

ما هو مبدأ عملية ربط المعدة

لقد تم السماح بإجراء عملية ربط المعدة من قبل منظمة الغذاء والدواء، والتي يتم فيها التالي:

  1. يقوم الجراح بوضع حزام من السيليكون القابل للانتفاخ حول الجزء العلوي من المعدة.
  2. يوصل هذا الحزام بأنبوب، يمكن الوصول إليه من خلال فتحة تحت جلد البطن.
  3.  من خلال هذه الفتحة، يقوم الجراح بحقن محلول ملحي لنفخ الحزام حول المعدة.
  4. يمكن التعديل على العملية من خلال التغيير في كمية الشد حول المعدة.
  5. يتم بين الحين والآخر تعديل مستوى الشد حول المعدة، وذلك بزيادة الشد للتقليل من الفتحة الواصلة بين الجزء العلوي والجزء السفلي من المعدة.
  6. إن الفكرة تكمن في تقليل سرعة وصول الطعام للجزء السفلي من المعدة، بالتالي الشعور بالشبع بعد كمية قليلة من الطعام.

كلما كان الجزء العلوي أصغر كلما كانت النتائج أفضل، وذلك لأن هذه المنطقة هي التي تحدد مستوى الشبع عند الشخص.

إن المبدأ الأهم في هذا النوع من العمليات أنها تحافظ على وظيفة الجسم بهضم الطعام وامتصاصه بالطرق المعتادة، على عكس بعض الأنواع الأخرى التي تؤثر على الامتصاص.

ما هي الإجراءات المتبعة داخل غرفة العمليات وبعد الخروج منها؟  

  • يتم إجراء العملية تحت التخدير الكامل، وقد يتم إجراؤها في العيادات الخارجية، وغالبًا ما يغادر المريض إلى البيت في اليوم الأول.
  • تعتبر عملية ربط المعدة من العمليات قليلة الاختراق (أقل ضررًا على الأنسجة)، حيث يتم عمل جروح صغيرة بقدر مدخل المفتاح، حوالي 1-5 جروح في البطن.
  • يتم استخدام المنظار بإدخال أنبوب متصل طرفه بكاميرا، وذلك لرؤية التجويف البطني بسهولة.
  • تستمر العملية إلى ما يقارب 30-60 دقيقة.
  • على المريض ألا يتناول الطعام من منتصف الليلة السابقة للعملية.
  • معظم المرضى يعودون إلى نشاطهم اليومي خلال أيام، ولكنهم قد يحتاجوا إلى أسابيع من الراحة قبل الذهاب إلى أعمالهم.
  • من المهم بعد العملية اتباع حمية بتناول المشروبات فقط، مع إدخال تدريجي للمشروبات الصناعية لمدة لا تقل عن ستة أسابيع.

مميزات عملية ربط المعدة

  • التقليل من كمية الطعام الذي يمكن استيعابه في المعدة.
  • يساعد في التقليل من الوزن بنسبة 40-50 %.
  • لا يتم إصابة المعدة بأي قطع، وكذلك لا يوجد استدارة للأمعاء.
  • فترة المكوث القليلة في المستشفى، والتي غالبًا ما تكون أقل من 24 ساعة.
  • قابلة للتعديل والتحكم، وإزالة الحزام والرجوع للوضع الطبيعي للمعدة.
  • تحتمل نسبة أقل من المضاعفات الناتجة عن العملية مقارنةً مع غيرها.
  • تحتمل النسبة الأقل لنقص الفيتامينات والمعادن.

مساوئ عملية ربط المعدة

  • تعتبر عملية ربط المعدة من العمليات الأبطأ والأقل في تخسيس الوزن مقارنة مع العمليات الأخرى.
  • هناك نسبة كبيرة من المرضى لا تتجاوز فيها نسبة النجاح 50 % مقارنة بالعمليات الأخرى.
  • تتطلب العملية الإبقاء على جسم غريب (حزام السيليكون) داخل الجسم.
  • قد يحدث انزلاق للحزام أو تآكله في نسبة قليلة من المرضى.
  • قد تحدث بعض المشاكل الميكانيكية، وذلك لأن مبدأ العملية يعتمد على أجزاء مصممة كالحزام والأنبوب.
  • يمكن أن يحدث توسع في المريء إذا أفرط المريض في الأكل بعد العملية.
  • تتطلب العملية الالتزام بحمية قاسية بعد العملية مباشرة، وكذلك بعد كل زيارةٍ للمراجعة والتعديل.
  • تمتلك هذه العملية النسبة الأكبر في إعادة إجرائها مرة أخرى للشخص بعكس العمليات الأخرى.

هل كل من أراد ربط المعدة يتم له ذلك؟

إن إجراء عمليات السمنة بشكلٍ عام لها محددات، فهي فقط تجرى للمصابين بالسمنة المفرطة، الذين فشلوا في تقليل الوزن بعد تغيير نمط الحياة وبعد استخدام الأدوية، وغالبًا ما يصاحب العملية الجراحية طرقٌ أخرى للعلاج. يتم تحويل المريض للعمليات الجراحية من قبل أخصائي تغذية متخصص في التعامل مع مرضى السمنة وذلك بشروط:

الكبار

  1. مؤشر كتلة الجسم >50 كغم/م2، مع توافق المريض لشروط خضوع العمليات الجراحية.
  2. مؤشر كتلة الجسم ≥40 كغم/م2، أو 35-40 كغم/م2 مع أحد الأمراض المزمنة التي قد تتحسن بتقليل الوزن (السكري، ارتفاع الضغط) وأحد التالي:
  • فشل كل الخيارات والإجراءات الغير جراحية.
  • يتلقى المريض أو سيتلقى مراقبة أخصائية مكثفة.
  • يتوافق المريض مع شروط العمليات الجراحية والخضوع للتخدير.
  • يوافق المريض على المتابعة المستمرة طويلة الأمد.

الشباب

إن عمليات السمنة للشباب غير مرغوبٍ بها، وذلك لأنها محفوفةٌ بالمسائل الأخلاقية، وكذلك النتائج والمضاعفات الناتجة من العملية غير معروفة.

هناك بعض الحالات التي تمنع من إجراء العملية أو تتطلب إجراءها بحذر: غير الملاءمة لشروط دخول العمليات، والإفراط في شرب الكحول وغيرها من الموانع.

المصادر

السابق
تغذية الطفل الجيّدة، أساليبها وأهميتها ونصائح للقيام بها
التالي
اسباب السكري وأنواعه وأهم الأعراض المرافقة

اترك تعليقاً