صحة الأسنان

توريد اللثة: ما المقصود بتوريد اللثة، وماهي الإجراءات المتبعة لعمل توريد اللثة

توريد اللثة هو الإجراء المتبع لإزالة التصبغات التي تتراكم على اللثة، حيث تعد التصبغات مشكلة تؤثر في المظهر الجمالي وقد تؤثر سلبًا على الناحية النفسية لدى الأشخاص. سنتعرف في هذا المقال على الإجراءات العلاجية لتوريد اللثة ومضار ومنافع كل منها.

أسباب تصبغ اللثة

تصبغ اللثة هو اكتساب اللثة للون البني أو الأسود وألوان أخرى كالأزرق، يزيد ظهور هذه التصبغات عند الأشخاص الذين يعانون من الابتسامة اللثوية، أو من يعانون ارتفاع الشفة العليا وفي كلا الحالتين تكون اللثة واضحة لديهم عندما يبتسمون.

يعود تصبغ اللثة إلى عوامل رئيسية هي:

  • عوامل فسيولوجية

جميع الأفراد (عدا المُهق) يكون لديهم توزيع طبيعي لصبغة الميلانين على طبقة الجلد والتي تشمل اللثة، حيث تعد التصبغات الناتجة عن إفراز الميلانين طبيعية وغير مصاحبة لأعراض مرضية ولا تحتاج إلى علاج. وتكون بأنماط مختلفة على شكل بقع تتوزع عشوائيًا أو تكون متصلة لتغطي مساحة أكبر. ونجد هذه التصبغات أكثر وضوحًا لدى الأشخاص ذوي البشرات الداكنة أو الشعر الأسود، وتعد ذات انتشار عرقي حيث تشيع لدى الأفارقة والآسيويين وسكان محيط البحر الأبيض المتوسط.

  • عوامل مرضية

بعض الأمراض أو العوامل الخارجية التي تسبب تصبغات اللثة وتشمل:

    1. أمراض الغدد الصماء: مثل مرض أديسون ومتلازمة ألبرايت وتضخم الكبد.
    2. المعادن الثقيلة كالذهب والفضة والزئبق والزرنيخ، وتدخل هذه العناصر إلى الجسم عن طريق المياه الملوثة أو العقاقير. تتراكم هذه المعادن لتظهر على شكل خط أسود أو أزرق على طول اللثة، وتكمن أهمية التشخيص المبكر لهذه التصبغات في منع حدوث التسمم نتيجة تراكمها الزائد في الجسم.
    3. ساركومة كابوسي: هو إحدى أنواع السرطانات الخبيثة التي تصيب جميع أعضاء الجسم تقريبًا، ويرتبط حدوثه بشكل كبير بمرض الأيدز. وعلى الرغم من أن الحنك أكثر الأماكن في الفم عرضة للإصابة إلا أنه قد يصيب اللثة مسببًا ظهور التصبغات.
    4. الأدوية: بعض الأدوية مثل الكلوروكوين والكوينين والمينوسايكلين والكيتوكونازول وغيرها، تساهم في تراكم الميلانين أو تسبب ترسيب الحديد نتيجة تدميرها للطبقة أسفل الجلد (الأدمة).
    5. الالتهابات: بعض الأمراض الالتهابية مثل الحزاز المسطح التي تستمر لفترة طويلة، تسبب تصبغات في اللثة.
    6. التدخين: يسبب التدخين زيادة في إفراز صبغة الميلانين أو ما يعرف بتملن المدخنين، التي تسبب تصبغات في الجزء الأمامي العلوي من اللثة.
    7. الأورام الوعائية: هي أورام تصيب الأوعية الدموية وتظهر غالبًا لدى البالغين على شكل كتل حميدة مثل الدوالي. يظهر اللون اعتمادًا على مدى ابتعاد الوعاء الدموي عن سطح الجلد، فيبدو داكنًا مائلًا للإزرقاق لو كان الوعاء الدموي غائرًا في الأنسجة، ويظهر اللون الأحمر لو كان الوعاء قريبًا من سطح الجلد.
    8. وشم الأملغم: تساقط أجزاء من حشوة الأملغم (فضية اللون) أثناء عملية حشو السن على الأنسجة الفموية كاللثة والخد، قد ترشح هذه الجزيئات عبر الأنسجة وقد تترك أثرًا مسببةً تصبغات داكنة زرقاء أو فضية.

طرق توريد اللثة

توريد اللثة هو الإجراء المتبع لإزالة أو تخفيف تصبغات اللثة. توريد اللثة لا يعد إجراءً علاجيًا بقدر كونه خيارًا يقدمه الطبيب بناءً على رغبة المريض بمظهر أكثر جمالًا. طرق توريد اللثة تصنف إلى كيميائية وجراحية:

  • الطرق الكيميائية

حيث تستخدم مواد كيميائية لتقشير الطبقة الخارجية للثة مثل الفينول والكحول، وبناءً على دراسة أجريت فإنه يتم استخدام المواد الكيميائية التي تسبب حرق في اللثة وبالتالي إزالتها، ووجد أن التصبغات قد تعود مرة أخرى وأن المواد الكيميائية ذات تأثير سلبي على القلب. وهي لم تعد تستخدم من قبل الأطباء ولا تجد القبول لدى المرضى.

  • الطرق الجراحية

    1. التجريد الجراحي: يقوم الطبيب باستخدام المشرط الجراحي لاستئصال الطبقة المتصبغة من اللثة، ليترك الأنسجة تحتها مكشوفة ويوضع عليها ضمادة لمدة 7-10 أيام. يعد إجراء بسيط وزهيد الكلفة وليس بحاجة لأدوات متخصصة، ومدة الشفاء ليست طويلة مقارنة بالطرق الأخرى، إلا أنه يسبب الألم والنزيف وعدم الشعور بالراحة للمريض.
    2. كشط اللثة: يقوم الطبيب باستخدام أداة تشبه التي يحفر بها الأسنان لكشط اللثة، ويستغرق الإجراء 45 دقيقة إلى ساعة، ويعد إجراء سهل وبسيط، لكن قد لا يستطيع الطبيب فيه السيطرة على سمك الطبقة المراد إزالتها، ويسبب فيما بعد النزيف وعدم الارتياح للمريض.
    3. الرقعة اللثوية: يقوم الطبيب بأخذ رقعة من حنك المريض ووضعها على المنطقة المتصبغة، وبالتالي هو قام بتغطية التصغبات بدلًا من إزالتها، مساوئ هذا الإجراء تكمن في إخضاع مكانين للعمل الجراحي وبالتالي زيادة حدة الألم على المريض والمظهر الباهت للثة التي تم علاجها.
    4. الجراحة الكهربائية: تستخدم طاقة كهربائية بترددات عالية تسبب توليد الحرارة التي تسبب قطع أو تخثر الأنسجة، ما يميز هذه الطريقة أنها تسيطر على النزيف وتحافظ على مظهر الأنسجة وتسبب ندبًا أقل، لكن حدة الألم فيها تعد أكبر وتحتاج إلى أدوات متخصصة وخبرة لتنفيذها.
    5. الليزر: يعد الطريقة الأمثل لتوريد اللثة، حيث يتمكن الطبيب من العمل في بيئة واضحة الرؤية تمامًا بدون حدوث نزيف، ومضاعفات ما بعد الجراحة كالألم ومدة الشفاء تعد أقل بكثير من سابقاتها، يعد استخدام الليزر طريقة فعالة وآمنة وتعطي نتائج مرضية، لكنها باهظة الكلفة وتحتاج لخبرة وأدوات متخصصة.
    6. الجراحة البرديّة: يتم استخدام النيتروجين السائل بدرجات حرارة منخفضة جدًا، حيث تعمل البرودة الشديدة على إتلاف الأنسجة وبالتالي إزالة التصبغات، ما يميز الجراحة البردية أنها غير مكلفة وبسيطة ولا يعاني بعدها المريض من النزيف أو الألم، ولكنها تسبب انتفاخ في الأنسجة وعدم تحكم الطبيب بمقدار الأنسجة التي يجب إزالتها مما يسبب زيادة في مقدار الأنسجة التي تم إتلافها.
    7. الجراحة الإشعاعية: إحدى الطرق الحديثة المستخدمة، حيث تستخدم ترددات إشعاعية ينتج عنها توليد حرارة تسبب تفكك الخلايا الصباغية (الخلايا المنتجة لصبغة الميلانين)، وتعد ضمن الطرق المضمونة حيث أن الحرارة الكامنة في الأنسجة تقوم بتعطيل نمو خلايا صباغية جديدة.

ختامًا

تحديد نوع الإجراء المتبع لتوريد اللثة يعتمد على عدة معايير كالنمط الحيوي للأنسجة اللثوية وخبرة الطبيب، دراسة الطريقة المتبعة من حيث الميزات لمساوئ وتوفر الأدوات اللازمة والكلفة المادية. استخدام الجراحة البردية ويليها الليزر أثبتت نتائج متميزة في عدة دراسات سابقة، ولكن لابد من أخذ المعايير سابقة الذكر بالحسبان للحصول على نتيجة أفضل.

المصادر

  • Dhafer S. Alasmari (2018) ‘An insight into gingival depigmentation techniques: The pros and cons’, International Journal of Health Sciences, 12(5), pp. 84–89 [Online]. Available at: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6124824/ (Accessed: 10th October 2020).
  • Rehab A.Abdel Moneim, MonaEl Deeb, Amany A.Rabea (2017) ‘Gingival pigmentation (cause, treatment and histological preview)’, ScienceDirect, 3(1), pp. 1-7 [Online]. Available at: https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S231471801630074X (Accessed: 10th October 2020).
السابق
الحزام الناري: الأعراض، المضاعفات، وطرق العلاج
التالي
سيرترالين: استخداماته، جرعته الدوائية، الجرعة السمية والأعراض الجانية للسيرترالين

اترك تعليقاً