التخدير

التخدير الكلي: تعريف التخدير الكلي، أهميته، مضاعفاته وكيفية إجراء التخدير الكلي

حقائق سريعة عن التخدير الكلي

  • يُعد اكتشاف التخدير الكلي وتطوره على مرِّ العصور من أهمِّ وأبرز الإنجازات الطبية.
  • يفقد المريض وعيه خلال التخدير الكلي، ويتوقف إحساسه بالألم.
  • تختلف حالة النوم في التخدير الكلي عن حالة النوم العادية، إذ لا يستجيب الدماغ خلال التخدير الكلي لإشارات الألم.
  • يستخدم التخدير الكلي لتسهيل إجراء العمليات الجراحية الكبرى والمعقدة.
  • أصبح التخدير الكلي في الآونة الأخير أكثر أماناً عما كان في السابق.
  • للتخدير الكلي مضاعفات كثيرة ولكن نسبة حدوثها ضئيلة جدا نتيجة الحذر والاحتياطات التي يتخذها أطباء التخدير.
  • تختلف مضاعفات التخدير باختلاف الإجراءات الجراحية والحالة الصحية لكل مريض.

نسمع كثيراً عن التخدير الكلي والذي يُعد من أهم الإنجازات الطبية التي ساهمت في علاج الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية، من خلال تسهيل إجراء العديد من العمليات الجراحية الكبرى والمعقدة والتي كان من المستحيل إجراؤها.

فما هو التخدير الكلي وما هي أهميته واستخداماته ومضاعفاته، وما هي كيفية إجراء التخدير الكلي؟

ما هو التخدير الكلي

التخدير الكلي (General Anesthesia): هو حالة من فقدان مؤقت للوعي والإحساس نتيجة إعطاء أدوية مخدِّرة وريديًا أو استنشاقيًا أو كلاهما معًا، ويستخدم هذا النوع لتسهيل إجراء العمليات الجراحية الكبرى والمعقدة كعمليات الدماغ والقلب المفتوح واستئصال الأورام ونقل وزراعة الأعضاء.

فقدان الوعي في هذا النوع من التخدير يختلف عن النوم أو عن فقدان الوعي الناتج عن إصابة أو مرضٍ ما، إذ أن المريض المُخدَّر كليًا لا يستجيب دماغه لإشارات الألم والسيّالات العصبية المسؤولة عن الإحساس.

يعتمد التخدير الكلي على ثلاثة محاور رئيسة، وهي:

  • فقدان وعي وذاكرة المريض بشكل مؤقت.
  • انقطاع الإحساس بالألم.
  • شلل مؤقت وكامل في عضلات الجسم.

لماذا يستخدم التخدير الكلي

إنَّ اختيار نوع التخدير المناسب للمريض يعتمد إلى حد كبير على وضعه الصحي وماهية الإجراء الجراحي الذي سيخضع له.

ويستخدم التخدير الكلي عموما لتسهيل إجراء العمليات الجراحية الكبيرة والمعقدة والتي تتميز بأنها:

  • تستغرق وقتاً طويلا.
  • تؤثر على تنفس المريض كجراحة الصدر والجزء العلوي من البطن.
  • يفقد فيها المريض الكثير من الدم والسوائل.
  • تسبب فقدان كبير في درجة حرارة الجسم الداخلية.

إنَّ عملية التخدير الكلي تتضمن التحكم في عملية تنفس المريض ومراقبة وظائفه الحيوية أثناء الإجراء الجراحي وتتم عملية التخدير الكلي من قبل فريق طبي مدرب تدريباً خاصاً يتضمن طبيب التخدير وممارس التخدير وفني التخدير.

كيف تستعد للتخدير الكلي

إن الاستعداد الجيد للتخدير الكلي يُجنّب المريض الكثير من المضاعفات التي قد لا تُحمد عُقباها، ويكون هذا الاستعداد بالتشارك بين المريض وأخصائي التخدير والطبيب الجرّاح.

ويبدأ الاستعداد والتحضير للتخدير من خلال مقابلة أخصائي التخدير الذي سيقوم بمراجعة التاريخ والسجل الطبي للمريض وإجراء الفحوصات الطبية والمخبرية اللازمة حسب وضع المريض الصحي وطبيعة الإجراء الجراحي الذي سيخضع له، ثم سيقوم بشرح أنواع التخدير التي يمكن استخدامها لتسهيل إجراء العملية وطمأنة المريض وتوجيه بعض التعليمات الهامة لتجنب المضاعفات.

أسئلة يتوجب عليك إجابتها

ستوجه للمريض بعض الأسئلة الهامة، والتي يجب الإجابة عنها بمصداقية تامة تجنباً لأيِّ مضاعفات قد تحدث خلال وبعد الخضوع للتخدير الكلي، ونلخص هذه الأسئلة كالتالي:

  • هل تعاني من أيِّ أمراض مزمنة؟
  • هل أنت مدخن أو تشرب الكحول؟
  • هل تعاني من الحساسية تجاه دواء معين أو طعام أو شراب؟
  • هل تشعر بآلام في الصدر في حال تعرضت لتوتر أو بذلت أي مجهود؟
  • هل تتناول أدوية معينة باستمرار؟
  • هل خضعت لعمليات جراحية في السابق؟ وهل تعرضت لمضاعفات أو مخاطر خلال أو بعد العملية؟
  • متى أخر دورة شهرية حصلت بالنسبة للسيدات المتزوجات.

تعليمات وإرشادات

وبعد الإجابة عن الأسئلة السابقة سيخبرك أخصائي التخدير ببعض التعليمات والإرشادات التي يجب عليك اتباعها، مثل:

  1. الصيام قبل العملية: ويعد من أهم النصائح والتعليمات التي يوجهها أخصائي التخدير لمريضه، وتكمن أهميته في حماية مجرى التنفس من ارتجاع بقايا الطعام والشراب بعد ارتخاء عضلات وأنسجة المجرى الهوائي وفقدان ردود الفعل اللاإرادية في الحلق (Gag Reflex) نتيجة التخدير الكلي. وتكون مدة الصيام قبل العملية ثماني ساعات بعد الوجبات الدسمة وست ساعات بعد الوجبات الخفيفة وأربع ساعات بعد تناول الحليب الصناعي أو الرضاعة الطبيعية بالنسبة للأطفال والرُضَّع.
  2. الامتناع عن التدخين لمدة تزيد عن 24 ساعة قبل العملية، وتكمن أهمية ذلك في تخفيف مضاعفات التخدير الكلي على الجهاز التنفسي ولتحسين وصول الأوكسجين للأنسجة والخلايا.
  3. إذا كان المريض يتناول بعض الأدوية باستمرار، يتحتم عليه الاستمرار بتناول بعضها والتوقف عن تناول بعضها الأخر، ومن الأدوية التي يجب الاستمرار بتناولها أدوية القلب والذبحة الصدرية والضغط والكورتوزونات ومضادات التشنج، ومن الأدوية التي يجب التوقف عنها مضادات التخثر والمهدئات وحبوب منع الحمل ومُدرّات البول وحبوب مرض السكري.

يمكن تناول الأدوية التي يجب استمرارها مع القليل من الماء قبل إجراء التخدير والعملية الجراحية بساعتين.

إن اتباع ارشادات الطبيب وتعليماته يقلل الكثير من المضاعفات والمخاطر التي قد تودي بحياة المريض.

كيفية إجراء التخدير الكلي

إنَّ إجراء التخدير الكلي لا بد أن يتم داخل غرفة العمليات، حيث يتم إدخال المريض لغرفة العمليات ويتم وضعه على أجهزة المراقبة لمتابعة علاماته الحيوية كالضغط والنبض ومعدل التنفس بالإضافة لتخطيط القلب، ثم تبدأ الخطوات التالية:

مرحلة التخدير

  1. يقوم طاقم التخدير بالتأكد من صيام المريض حسب التعليمات الموجهة له مسبقا، وتفقد سجله الطبي وفحوصاته المعدة مسبقا، وسؤاله بعض الأسئلة الروتينية كالأمراض التي يعاني منها والحساسية، وهل تناول الأدوية التي يجب استمرارها أم لا؟
  2. يتم تركيب إبرة وريدية (كانيولا) أو اثنتان ومِن ثَمَّ يتم إعطاء المريض 1000-1500 مل من المحاليل الملحية تجنبا لانخفاض ضغط الدم.
  3. بعد ذلك تبدأ عملية التخدير الكلي حيث يضع أخصائي التخدير قناع الأوكسجين (Oxygen Face Mask) بالقرب من وجه المريض ويطلب من التنفس بعمق.
  4. ثم يتم إعطاء المريض أدوية التخدير من خلال الإبرة الوريدية المجهزة مسبقا، وهي مسكن ألم ثم مُنوم وأخيراً مُرخي العضلات.
  5. بعد نوم المريض بشكل كامل وارتخاء عضلات جسمه يقوم أخصائي التخدير بوضع أنبوب التنفس (التنبيب الرُغامي)، حيث يتم إدخاله من الفم أو الأنف إلى القصبة الهوائية.
  6. ثم يتم التحكم بتنفس المريض بواسطة جهاز التخدير.
  7. ثم تبدأ العملية الجراحية ويتم المحافظة على استمرار نوم المريض باستخدام غازات التخدير الاستنشاقية مثل أكسيد النيتروز (Nitrous Oxide) والأيزوفلورين (Isoflurane) أو السيفوفلورين (Sevoflurane).
  8. سيستمر طاقم التخدير بمراقبة تنفس المريض وعلاماته الحيوية كالنبض وضغط الدم وتخطيط القلب ودرجة الحرارة طوال وقت العملية الجراحية.
  9. في حال حدوث أي مضاعفات أو مشاكل سيقوم طاقم التخدير بالتعامل معها وحلها فوراً.
  10. إذا فقد المريض الكثير من الدماء خلال الجراحة قد يضطر أخصائي التخدير لنقل الدم له.
  11. بعد انتهاء العملية الجراحية تبدأ مرحلة الإفاقة من التخدير وتبدأ بإيقاف الغازات الاستنشاقية ومن ثم اعطاء المريض الأدوية المضادة لمرخيات العضلات، وسيستعيد المريض وعيه تدريجيًا.

مرحلة الإفاقة

  1. تعتبر مرحلة الإفاقة حساسة جدا وقد يحدث خلالها بعض المضاعفات كالقيء والغثيان أو تضيُّق مجرى التنفس ولكن سيتعامل طاقم التخدير مع هذه المضاعفات بسرعة وكفاءة عالية.
  2. بعد الإفاقة من التخدير وعودة الوعي الكامل للمريض والقدرة على التنفس بشكل طبيعي يتم إخراج المريض من غرفة العمليات إلى ما يسمى بغرفة الإفاقة (Recovery Rome).
  3. بعد التأكد من استقرار الوضع الصحي والعلامات الحيوية للمريض يتم إخراجه من غرفة الإفاقة إلى قسم الجراحة.

في بعض الحالات كالعمليات الكبرى والخطيرة أو عمليات الإنقاذ بعد الإصابات الحرجة والحوادث يتم نقل المريض من غرفة العمليات إلى وحدة العناية المركزة كون وضعه الصحي ليس مستقراً.

مخاطر ومضاعفات التخدير الكلي

من الجدير ذكره أن التخدير بشكل عام أصبح أكثر تطورًا وأمانًا وأقلّ خطورة عمّا كان في السابق، كما أن الأشخاص الأصحاء قد لا يتعرضون لأي مضاعفات، حتى في حال حدوث المضاعفات يمكن التعامل معها وعلاجها من قبل طاقم التخدير بمهنية وكفاءة عالية.

وبصفة عامة، تعتمد خطورة حدوث المضاعفات بنسبة كبيرة على الوضع الصحي العام للمريض وطبيعة الإجراء الجراحي الذي سيخضع له.

وهناك بعض الأشخاص الذين يعتبرون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالمضاعفات ككبار السن والأطفال ومرضى القلب المزمن ومرضى الجهاز التنفسي والمرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم والمدخنين ومرضى الحساسية.

يمكنك أيضاً الإطلاع بالتفصيل على: مضاعفات التخدير

من المضاعفات التي قد تحدث

  • غثيان وقيء.
  • آلام في الحلق.
  • آلام في العضلات.
  • قصور في عملية التنفس.
  • تسارع نبضات القلب أو تباطؤها.
  • انخفاض ضغط الدم أو ارتفاعه.
  • السكتة القلبية أو السكتة الدماغية.
  • ارتفاع مُفرط في درجة الحرارة أو انخفاضها.
  • الوعي تحت تأثير التخدير: ويعتبر من أسوأ المضاعفات التي قد يتعرض لها المريض ويسمى بالوعي غير المقصود أثناء الجراحة، وقد يكون بسبب قلة جرعة المخدِّر المعطى للمريض.

المصادر

  • Deborah Weatherspoon (5 January 2018) What to know about general anesthesia, Available at: https://www.medicalnewstoday.com/articles/265592.php (Accessed: 5 April 2019).
  • American Society of Anesthesiologists. () General Anesthesia, Available at: https://www.asahq.org/whensecondscount/anesthesia-101/types-of-anesthesia/general-anesthesia/ (Accessed: 5 April 2019).
  • :The College of Anesthesiologist of Ireland (2013) Anaesthesia explained, available at https://www.anaesthesia.ie/attachments/article/311/Anaesthesia%20explained.pdf (Accessed: 6th February 2019)
  • John F. Butterworth, David C. Mackey , John D. Wasnick. (2013) Morgan and Mikhail’s Clinical Anesthesiology, 6th edn., : LANGE.

مراجعة علمية وتدقيق لغوي: بكر خضر أبو جراد.

السابق
التهاب الحلق، ما هو التهاب الحلق، أعراض و علاج التهابات الحلق
التالي
صحة الفم والأسنان، أهمية صحة الفم والأسنان

4 تعليقات

أضف تعليقا

  1. سارة قال:

    سلمت أناملك مبدع كالعادة ??

    1. Nazeeh Abu Khater قال:

      كل الإحترام سارة، ??

  2. Mohammad قال:

    أبدعت ?

  3. ابو معاذ قال:

    مقال رائع جدا ينبغي ان يصل لكل المجتمع
    بارك الله في معد هذا المقال ونفع به

اترك تعليقاً