عند إجرائك لبحث سريع عن “السرطان” على الإنترنت، ستجد العديد من الصفحات التي تقدم معلومات حول المرض وأسبابه، لكن تكمن المشكلة في أنّ الكثير منها قد يسبب الخوف والقلق لك من خلال عرضها لخرافات ومفاهيم خاطئة حول أسباب السرطان، وستجد صعوبة في التفريق بين المعلومات الصحيحة والخاطئة منها.
لذلك سنعرض في هذا المقال أسباب السرطان وعوامل خطر الإصابة به، ونصحح بعض المفاهيم الخاطئة لديك.
ما هو السرطان وكيف يحدث؟
يتكون جسم الإنسان من ملايين الخلايا التي تتجدد باستمرار من خلال موت خلايا ونسخ خلايا أخرى، ولكن أثناء النسخ قد تحدث بعض الأخطاء نتيجة لتغيرات في الحمض النووي DNA فينتج عنها خلايا غير طبيعية، وتقوم الخلايا عادةً بتصحيح هذه الأخطاء أو تموت، ولكن إذا حدث خلل في ذلك ستنقسم الخلايا دون سيطرة وبطريقة غير منتظمة وهذا ما يعرف بـالسرطان.
أسباب السرطان
ما زالت أسباب السرطان مجهولة إلى حدٍ كبير، فلا يوجد سبب مباشر يؤدي للإصابة بالسرطان، لكن هناك عوامل مختلفة تزيد من احتمالية الإصابة به، نذكر منها:
-
التقدم في العمر
يمكن أن يصيب السرطان أية فئة عمرية، لكن هناك العديد من السرطانات المتعلقة بالتقدم في العمر، وتعود هذه العلاقة لتعرض الأشخاص إلى العديد من المواد المسرطنة خلال حياتهم، وقلة فاعلية عمليات الإصلاح الخلوي التلقائية، والتي تؤدي إلى تراكم هذه الاختلالات والأخطاء في عملية نسخ المادة الوراثية، وتحوّل الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية.
-
التاريخ العائلي
حوالي 5-10% فقط من حالات السرطان يكون سببها وراثي، حيث يمكن أن تنتقل بعض الطفرات الجينية من جيل إلى آخر.
-
التدخين
يعتبر التدخين السبب في 9 من كل 10 حالات من سرطان الرئة، فينتج عن التدخين ما يزيد عن 50 مادة مسرطنة، والتي تنتقل عبر الدم إلى جميع أنحاء الجسم، فلهذا السبب يمكن أن يكون السبب في العديد من أنواع السرطان.
-
نظام الحياة غير الصحي
فالسمنة والخمول البدني وعدم ممارسة الرياضة مرتبطة بالعديد من أنواع السرطان، فزيادة الدهون في الجسم تتسبب في تغير في توازن هرمونات الجسم، وكذلك أثبتت الدراسات أن تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والمصنّعة تزيد من فرصة حدوث سرطان القولون والبنكرياس والبروستاتا، وأنّ تعريض اللحوم والأسماك لدرجات حرارة مرتفعة أو للهب مباشرة (كما يحدث في القلي و الشوي) يحفز تفاعلات كيميائية تحوّل الدهون المتساقطة من الطعام إلى مركبات جديدة تتصاعد في الدخان الناتج وتلتصق بسطح قطع اللحم وتعتبر هذه المركبات مواد مسرطنة.
-
الإفراط في شرب الكحول
فهو مرتبط بالعديد من أنواع السرطان مثل سرطان الفم، الحنجرة، المريء، المعدة الكبد، القولون، والثدي.
-
تلوث البيئة
فيمكن أن تتواجد بعض المواد الكيميائية الضارة في البيئة الني نعيش فيها سواء في المنزل أو بيئة العمل، والتي قد تزيد من فرصة الإصابة بالسرطان، ومن بعض الأمثلة عليها: مادة الأسبستوس، مادة السيليكا، الزرنيخ، البنزين، وعوادم السيارات، وعند التعرض المستمر للمبيدات الحشرية والأسمدة.
-
العدوى
هناك العديد من أنواع الفيروسات والبكتيريا وبعض الطفيليات التي تزيد من فرصة الإصابة بالسرطان، ويحدث ذلك إما عن طريق تأثيرها بشكل مباشر على الجينات، أو تسببها في التهابات مزمنة في جزء معين في الجسم، أو عن طريق تثبيط الجهاز المناعي، ومن الأمثلة عليها:
- فيروس الورم الحليمي البشري HPV: والذي يزيد خطورة الإصابة بسرطان عنق الرحم.
- فيروس التهاب الكبد (ب) و (ج): الذي يتسبب في التهاب الكبد الوبائي فيزيد من فرصة حدوث سرطان الكبد.
- فيروس العوز المناعي HIV: والذي يتسبب في ضعف الجهاز المناعي المسؤول عن مقاومة الأمراض والعدوى التي قد تتسبب في الإصابة بالسرطان.
- البكتيريا المعروفة بجرثومة المعدة H.pylori: والتي تتسبب في التهاب المعدة وقد تزيد من فرصة الإصابة بـسرطان المعدة.
- البلهارسيا: والتي قد تتسبب في سرطان المثانة.
-
التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة
فالتعرض للأشعة فوق البنفسجية دون وقاية أو الإصابة المتكررة بحروق الشمس يعد أحد أسباب سرطان الجلد.
-
الإشعاعات
مثل الإشعاع الناجم عن غاز الرادون واليورانيوم، والأشعة السينية X-rays، ويمكن للعلاج الإشعاعي المستخدم في علاج بعض حالات السرطان أن يزيد فرصة المعاناة من سرطان آخر.
-
التغيرات الهرمونية
ومثال على ذلك: عند تعرض المرأة لمستويات عالية من هرمون الاستروجين، فإنّ خطورة إصابتها بسرطان الثدي وبطانة الرحم تزيد، وتحدث زيادة هذا الهرمون نتيجة لـ:
-
- زيادة تعرضها للدورة الشهرية (أي بدء الحيض قبل سن 12 عام، أو انقطاع الطمث بعد سن 55 عام، أو الإنجاب في سن متأخرة، أو عدم الإنجاب نهائياً)،
- استخدام العلاج الهرموني والعلاج ببدائل هرمون الاستروجين (Hormonal therapy).
-
الأدوية المثبطة للمناعة
وهي الأدوية التي تستخدم لمنع رفض الأعضاء المزروعة.
-
بعض الالتهابات المزمنة
مثل التهاب القولون التقرحي (Ulcerative colitis) ومرض الكرون (Crohn’s disease) واللذان يزيدان فرصة حدوث سرطان القولون.
الخرافات الشائعة عن أسباب السرطان
يمكن أن تؤدي الخرافات والمفاهيم الخاطئة حول أسباب السرطان إلى فزع وقلق لا داعي له، والعديد منها مرتبط بما يلي:
-
الهواتف المحمولة
الخرافة: تطلق الهواتف المحمولة ذبذبات وترددات تسبب السرطان.
الحقيقة: ينتج السرطان نتيجة لتغيّر في الحمض النووي، والهواتف المحمولة تطلق ذبذبات وترددات منخفضة لا تتسبب في مثل هذا التغيّر، ولا تؤدي للإصابة بالسرطان.
-
مضادات العرق أو مزيلات رائحة العرق
الخرافة: يزعم البعض أن استخدام مضادات العرق يتسبب في سدّ الغدد العرقية في الإبطين وبالتالي يسمح لتراكم المواد الكيميائية الضارة في الغدد الليمفاوية القريبة من الثدي، وأنّها بذلك تؤدي إلى الإصابة بـسرطان الثدي.
الحقيقة: لم تثبت أي من الدراسات العلمية وجود علاقة بين استخدام مضادات العرق والإصابة بسرطان الثدي.
-
البلاستيك
الخرافة: الشرب من زجاجات بلاستيكية أو حفظ الأطعمة في علب بلاستيكية يزيد من فرصة الإصابة بالسرطان بسبب تسرب بعض المواد الكيميائية إلى داخل الطعام والمشروبات.
الحقيقة: أثبتت الدراسات أنّ نسبة المواد الكيميائية مثل مادة البيسفينول أ (BPA) (وهي مادة كيميائية لها تأثير مشابه للإستروجين) التي قد تتسرب إلى الأطعمة والمشروبات قليلة جداً وأنها في حدود النسب الآمنة.
-
السكر
الخرافة: بما أنّ الخلايا السرطانية تستهلك كمية كبيرة من الجلوكوز كمصدر للطاقة، فمقاطعة السكر سوف يحرمها من طعامها المفضل ويجوّعها حتى الموت، وبالتالي سيمنع انتشار السرطان في الجسم.
الحقيقة: جميع الخلايا -سواء كانت سرطانية أو طبيعية- تستخدم الجلوكوز كمصدر للطاقة، ولكنّ الخلايا السرطانية تستهلك كمية أكبر من الجلوكوز لأنّها تنمو بمعدل أسرع من الخلايا الطبيعية، وبالإضافة لذلك فالجلوكوز ليس فقط الغذاء الوحيد للخلايا، بل تستهلك أيضاً الأحماض الأمينية والدهون كمصادر للطاقة، فلذلك لا تعتبر الحميات القائمة على مقاطعة السكر (مثل حمية الكيتو) حلاً لمرض السرطان.
-
المحليات الصناعية
الخرافة: تصنع المحليات الصناعية من مواد كيميائية تزيد من فرصة الإصابة بالسرطان.
الحقيقة: بيّنت الدراسات أن استخدام المحليات الصناعية يعتبر آمن، ولا علاقة له بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
-
التوتر
الخرافة: التوتر يسبب انتشار الخلايا السرطانية في الجسم.
الحقيقة: لم تثبت أي من الدراسات وجود صلة بين التوتر والسرطان، فليس التوتر هو ما يزيد فرصة الإصابة بالسرطان، بل طريقة تعامل الشخص مع هذا التوتر كالتدخين، والإفراط في شرب الكحول أو تناول الطعام.
-
الميكروويف
الخرافة: يطلق الميكروويف أشعة تسبب السرطان، وتجعل من الطعام مادة مشعة.
الحقيقة: الموجات الناتجة عن الميكروويف لا تملك الطاقة الكافية لتتسبب في السرطان.
المصادر
- National Cancer Institute (2015) Risk Factors for Cancer, Available at: https://www.cancer.gov/about-cancer/causes-prevention/risk (Accessed: 21/09/2020).
- Cancer Research UK () Causes of cancer and reducing your risk, Available at: https://www.cancerresearchuk.org/about-cancer/causes-of-cancer (Accessed: 21/09/2020).
-
Centers for Disease Control and Prevention (2020) Risk Factors and Cancer, Available at: https://www.cdc.gov/cancer/risk_factors.htm (Accessed: 21/09/2020).
- Martin-Moreno, J. M., Soerjomataram, I., & Magnusson, G. (2008). Cancer causes and prevention: a condensed appraisal in Europe in 2008. European Journal of Cancer, 44(10), 1390-1403.
- National Cancer Institute (2018) Common Cancer Myths and Misconceptions, Available at: https://www.cancer.gov/about-cancer/causes-prevention/risk/myths (Accessed: 21/09/2020).
هناك العديد من الأبحاث التي يتم إجراؤها على مدى فاعلية مركب الكركمين الموجود كعنصر نشط في نبات الكركم في علاج مرض السرطان والوقاية منه نظرًا لما يحتوي عليه هذا المركب من مضادات للأكسدة والالتهابات تعمل على محاربة الجذور الحرة والوقاية من مختلف الأمراض.