ما هي أسباب الاكتئاب المؤدّية له، هل لنا بعلاجه؟

تتراكم الضغوط بشكل متتالية على الفرد لتضعه فريسة ذهنه وعقله، فيصبح ضدّ نفسه، فيتشكّل الاكتئاب نتيجة لعدة أسباب متراكمة، وليس لسبب محدد بعينه.

فالاكتئاب هو خلل دماغي، كما أنه مرض عالمي، يحدث لأكثر من 264 شخص حول العالم، يحدث للمرأة أكثر من الرجل وهو أحد أهم أسباب حدوث الانتحار.

فما هو الاكتئاب وما هي أسباب الاكتئاب المؤدّية له، هل لنا بعلاجه؟

الاكتئاب

هو اضطراب مزاجي حيث يكون مزج بين مشاعر الحزن والفقد والغضب التي تتداخل مع أنشطة الشخص اليومية، مما يجعل المريض يفقد نشاطه، فيؤدي الى إهدارِ الوقت وضياعه وضعف الإنتاجية، كما أنه يؤثر على العلاقات الاجتماعية مع الناس.

علينا إدراك أن هناك اختلاف بين الاكتئاب والشعور بالإحباط المؤقت، حيث أن الإحباط الموقت هو شعور طبيعي ناتج عن ضغوطات الأيام والأحداث ويستمر لبضعة أيام، لكن إذا استمر لأسابيع أو أشهر أي إذا شعرت بانتظام في حالة الإحباط واليأس فهنا تعلم أنك وقعت في شرك الاكتئاب ويوجب علينا التعامل معه وعلاجه لكي لا يتفاقم أكثر، فبعض الناس تعتقد أنه أمر تافه وأنه ليس بحالة صحية حقيقة ومن هنا تتهاون عن فكرة علاجه، لكن بحقيقة الأمر هو مرض حقيقي له أعراض واضحة ولا يمكن للشخص الخروج منه دون الخضوع للعلاج والدعم النفسي، لكن يجب على المريض التأكد بأنه مرض طبيعي كغيره من الأمراض ويمكن علاجه والتعافي منه بشكل كامل.

الأعراض

تختلف الأعراض بأنواعها وتختلف حسب الجنس فعند الطفل تختلف عن المرأة عن الرجل، وتختلف درجة حدتها وتعقيدها أيضا حسب نوع وكمية الأعراض الظاهرة، كما أنها تستمر لأسابيع وأشهر، هناك ثلاث أنواع من الأعراض وهي: 

1. الأعراض الجسمية

• التحدث والحركة ببطء أكثر من الطبيعي.
• تغير في الشهية، عادة يحدث فقدان للشهية وفقدان الوزن، لكن في بعض الحالات يحدث زيادة بالوزن.
• الإمساك.
• الأوجاع والآلام الغير مبررة، وفقدان الطاقة.
• انخفاض الرغبة الجنسية وقلة الأداء الجنسي.
• تغيرات في مواعيد الدورة الشهرية.
• اضطرابات النوم، أي صعوبة بالنوم.

الأعراض الاجتماعية

• تجنب الاتصال بالأصدقاء والمشاركة في عدد أقل من الأنشطة الاجتماعية.
• إهمال هواياتك واهتماماتك.
• تواجه صعوبات في منزلك أو عملك أو حياتك الأسرية.

الأعراض النفسية

• مزاج منخفض وحزن مستمر شعور اليأس، العجز والشعور بالذنب.
• ضعف احترام الذات وعدم تقديرها، مع شعور بالفشل.
• الرغبة الدائمة بالبكاء.
• فقدان الشغف والاهتمام بالأشياء.
• صعوبة باتخاذ القرارات.
• وجود أفكار انتحارية مع الرغبة بتنفيذ الانتحار.
• الغضب والعدوانية مع الرغبة بالقيام بالأنشطة العدوانية.
• الافراط في الشرب.

أنواع الاكتئاب

اعتماداً على عدد الأعراض وشدتها ومدتها، يمكننا تصنيف نوبة الاكتئاب بأنها خفيفة، متوسطة، أو قوية.

هناك نوعين من الاكتئاب وهم

• الاضطراب الاكتئابي الحاد

حيث بها يتم تشخيص نوبة اكتئاب حاد مرة واحدة على الأقل، وتكون النوبة مستمرة لمدة أسبوعين على الأقل مع ظهور خمسة أو أكثر من الأعراض التي ذكرت بالأعلى، وتتميز بالحزن المستمر والمتهالك واليأس.

• الاضطراب الاكتئابي المستمر

حيث ان المرضى هنا يعانون من مزاج سيء ومكتئب لمدة عامين على الأقل مع وجود اثنين من الأعراض التالية على الأقل: انخفاض أو زيادة الوزن، الأرق أو فرط النوم، انخفاض الطاقة، ضعف التركيز واليأس.

أسباب الاكتئاب

كما ذكرت في بداية المقال أن الاكتئاب نتيجة لأسباب متراكمة وليس لسبب محدد فما هي أسباب الاكتئاب؟

• تاريخ العائلة 

لديك احتمال كبير بالإصابة إذا كان في عائلتك أحد مصاب بالاكتئاب قبل ذلك، مثل والدك او والدتك أو إحدى اخوتك، فهي واحدة من أهم أسباب الاكتئاب.

• الشعور بالوحدة

أي الانقطاع عن العائلة والأصدقاء تزيد من احتمالية الاصابة بالمرض.

• صدمة في الطفولة الباكرة

حيث تؤثر على السلوك العام والاستجابة العامة للخوف والمواقف العصيبة، فهي سبب من أسباب الاكتئاب.

• هيكلية الدماغ

هناك مخاطر أكثر بالإصابة إذا كان الفص الأمامي للدماغ أقل نشاطا، وحتى اللحظة العلماء لم يعرفوا هل هذا يحدث قبل أم بعد الاصابة بالاكتئاب، لذلك فهم يرجحون أنها من أسباب الاكتئاب.

• بعض الحالات الطبية

قد تعرضك بعض الأمراض لخطر أكبر بالإصابة مثل: المرض المزمن، الأرق والألم المزمن، اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط  لدى الأطفال

• تعاطي المخدرات 

استخدام الادوية والمخدرات والكحول بشكل خاطئ كفيل بأن يسبب الاصابة بالاكتئاب.

• الأحداث المرهقة

يستغرق معظم الناس وقت طويل للتأقلم مع الأحداث المجهدة مثل الفاجعة أو انهيار علاقة عاطفية، أحد المشاكل العائلية، موت أحد الأقارب، في حال الانعزال وعدم التأقلم مع هذه الفواجع يصاب الشخص بالاكتئاب فهي أيضا من اهم أسباب الاكتئاب.

• الشخصية الضعيفة

تعاني الشخصية الضعيفة من اضطرابات دائمة، كما انها لا تملك احترام لذاتها وتفرط في النقد الذاتي، ربما السبب جينات موروثة او الخبرات المبكرة التعيسة بالحياه.

• الولادة

عادة النساء معرضات للاكتئاب بعد الحمل، وذلك لتغيرات هرمونية وجسدية، كما أن المسؤولية التي تقع عليها بعد الطفل تجعلها معرضة للإصابة.

 العلاج

تم التوصل لعلاجات فعالة للاكتئاب المتوسط والشديد، حيث يتم تقديم علاجات نفسية مثل: العلاجات المنشطة للسلوك، علاج السلوك المعرفي، العلاج النفسي التفاعلي.

أيضاً يتم استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب مثل: مثبطات امتصاص السيرتونين الانتقائية (SSRIs)، (tricyclic antidepressants).

هناك شكلين من العلاج النفسي لمرضى الاكتئاب هما العلاج فردي والعلاج الجماعي أي تقديم المساعدة وجهاً لوجه مع المختصين والمعالجين المتبعين مع المرضى.

العلاجات النفسية فعالية أيضاً في حالات الاكتئاب الخفيف، أما مضادات الاكتئاب لا تعتبر خط علاج أول في الاكتئاب الخفيف وفي حالة الأكفال والمراهقين، لذلك يخضعون بداية للعلاج النفسي.

الوقاية من الاكتئاب

هناك تقنيات تساعدك على الوقاية من المرض وتقليل نوباته وتكرارها مثل:

• الالتزام ببعض التمارين الرياضية أو الرياضات.
• الحصول على كمية وافرة من النوم.
• الالتزام بأخذ الأدوية.
• التخلص من عوامل التوتر.
• بناء علاقات قوية مع الاخرين وتبادل الخبرات.

المصادر

• Valencia Higuera and Kimberly Holland (2020) Everything You Want to Know About Depression, Available at: https://www.healthline.com/health/depression (Accessed: 20/08/2020).
• World Health Organization (2020) Depression, Available at: https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/depression (Accessed: 20/08/2020).
• National Health Service (2019) Clinical depression, Available at: https://www.nhs.uk/conditions/clinical-depression/ (Accessed: 20/08/2020).