أمراض الجهاز الهضمي

التهاب القولون التقرحي: ما هي أعراض القولون التقرحي وكيفية علاج القولون التقرحي

التهاب القولون التقرحي

ما هو مرض التهاب القولون التقرحي

هو التهاب مزمن يصيب الأمعاء الغليظة (القولون) والمستقيم (الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة والمؤدي إلى الشرج)، وتحدث القرحة عندما تتلف الطبقة المبطِّنة لجدار الأمعاء لتكشف عن الطبقات التي تليها طبيعيًا، ولدى هذه التقرحات في القولون قابلية للنزيف، كما أنها المتسببة بأعراض مرض التهاب القولون التقرحي كالإسهال ونزول الدم والمخاط مع البراز.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب القولون التقرحي

  • يمكن أن يبدأ عند أي عُمر ولكن غالبًا ما يصيب الأشخاص الذين أعمارهم بين ١٠-٤٠ عامًا، ويُشخص عدد قليل جدًا بعد عمر ال ٦٠ ويُقدّر ذلك بحالة واحدة من بين كل ٧ حالات مشخصة بالمرض.
  • الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرَضي في العائلة لهذا المرض.
  • على عكس المتوقع؛ فإن غير المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالمرض من المدخنين، ولكن مضار التدخين تتجاوز منافعه بالكثير طبعًا.
  • يُسجل أكبر انتشار لالتهابات الأمعاء المزمنة (مرض كرون ومرض التهاب القولون التقرحي) في أوروبا و أمريكا الشمالية.

أسباب التهاب القولون التقرحي

ليس هناك سبب واحد و محدد للمرض ولكن هناك عدة نظريات ممكنة بناءً على الأبحاث وملاحظات العلماء، ومنها:

  • عوامل جينية، حيث وُجد أنه من بين كل ٥ مصابين بالمرض هناك واحد قد أصيب أحد أفراد عائلته بنفس المرض.
  • النظرية الشائعة هي أن هناك عامل ما؛ يقوم بتحفيز جهاز المناعة لإحداث الالتهاب في القولون و المستقيم عند الأشخاص الذين لديهم عرضة جينية للإصابة بالمرض.
  • النظرية الثالثة بأنّ جرثومة ما (بكتيريا أو فيروس) هي المتسببة بهذا المرض.

عدا عن أسباب المرض، هناك محفزات لنوباته و منها:

  • الأدوية المضادة للالتهابات.
  • الفترة الأولى من الإقلاع عن التدخين.
  • إصابة الأمعاء بعدوى بكتيرية.

أعراض القولون التقرحي

تظهر أعراض التهاب القولون التقرحي على عدة أشكال منها:

  • إسهال: وذلك لأنه لا يتم امتصاص الماء كما يجب من القولون الملتهب، و تتراوح حدة الإسهال بين الطفيفة و الشديدة، و يمكن أن يخالطه بعض المخاط أو الدم، كما يشعر المريض برغبة شديدة بالذهاب لقضاء الحاجة فجأة، و يمكن أن يذهب لقضاء الحاجة دون أن يستطيع إخراج براز.
  • ألم شديد في البطن.
  • ألم عند قضاء الحاجة.
  • شعور بالتعب والإعياء.
  • يمكن أن يصاب المريض بالحمى، الشعور بالغثيان، فقدان الوزن وفقر الدم أحيانًا.

طبيعة مرض التهاب القولون التقرحي

هو مرض مزمن انتكاسي؛ أي أن المريض يمر بانتكاسات (relapses) أو نوبات يكون فيما بينها بحالة جيدة لديه أعراض قليلة أو ليس لديه أي أعراض للمرض (remission)، تختلف حدة المرض ومعدل تكرار النوبات من مريض لآخر، وغالبًا ما تكون النوبة الأولى هي الأسوأ.

تبدأ عملية المرض من منطقة المستقيم ثم تمتد لتصيب القولون (الأمعاء الغليظة) ويمكن أن تبقى مقتصرة على المستقيم في قليل من الحالات، وتشفى مناطق الالتهاب بين النوبات لتختفي الأعراض، و تكون النوبات طفيفة أو متوسطة أو شديدة وذلك حسب:

  • الدرجة الطفيفة: إذا ذهبتَ لقضاء الحاجة -أقصد التغوّط- أقل من ٤ مرات باليوم الواحد وكانت كمية الدم في البراز قليلة ولم تكن تشعر بحالة سيئة عامةً.
  • الدرجة المتوسطة: إذا ذهبتَ للتغوّط ٥-٦ مرات في اليوم الواحد من النوبة ولم تكن تشعر بحالة سيئة عامةً.
  • الدرجة الشديدة: إذا كنتَ تذهب للتغوط أكثر من ٦ مرات باليوم الواحد من النوبة وكنتَ تشعر بحالة سيئة بالإضافة إلى الحمى وسرعة دقات القلب وفقر الدم عند فحصك.

خلال النوبة، يمكن أن تتطور الأعراض بشكل بطيء خلال أسابيع، و يمكن أن تتطور سريعًا خلال أيام قليلة.

مضاعفات التهاب القولون التقرحي

في حالات النوبات الشديدة تحدث مضاعفات ولكنها غير شائعة ومنها:

  • تقرّح القولون والمستقيم بالكامل مما يؤدي إلى تضخمها أو توسعها فيما يسمى طبيًا ب megacolon.
  • إنثقاب جدار القولون.
  • حدوث نزيف شديد.

مضاعفات أخرى

تحدث في حالة واحدة من بين كل ١٠ حالات، حيث يقوم جهاز المناعة بتحفيز الالتهاب في مناطق أخرى من الجسم بالإضافة إلى التهاب الأمعاء، أي أن نشاط الالتهاب في هذه المناطق مرتبط بنشاطه في القولون؛ يختفي باختفائه ويظهر بظهوره، ومن هذه المضاعفات:

  • طفح جلدي غير معتاد على الساقين.
  • تقرحات في الفم.
  • التهابات في العين.
  • آلام المفاصل.

بعض هذه المضاعفات له علاقة بالمرض و لكن لا تختفي أعراضها بانتهاء نوبة الالتهاب، و منها:

  • التهاب مفصل أسفل الظهر (الذي يربط بين منطقة العجز من العمود الفقري و الحوض) فيما يسمى طبيًا ب (sacroiliitis).
  • التهاب في القنوات المرارية في الكبد فيما يسمى طبيًا ب (primary sclerosis cholangitis).
  • هشاشة العظام بسبب نقص فيتامين”د” خاصةً لدى المرضى الذين يتعالجون بالستيرويد (أدوية مضادة للالتهاب) لفترات طويلة.
  • فقر الدم.

كيفية تشخيص مرض القولون التقرحي

  • الفحص المعتاد للأطباء لرؤية ما بداخل الأمعاء الغليظة هو استخدام منظار القولون (Colonoscopy)، حيث إن شكل الطبقة المبطِّنة للقولون يحدد ما إذا كان المرض موجودًا أم لا، وخلال ذات الفحص يتم أخد عينات من هذه الطبقة لفحصها تحت المجهر.
  • يتم فحص عينات من البراز عند كل نوبة لمعرفة ما إذا كان هناك عدوى بكتيرية أو غيرها، وذلك لإعطاء العلاج المناسب.
  • تُفحص عينة دم لتشخيص فقر الدم وتقييم حالة المريض.

علاج التهاب القولون التقرحي

  • الخيارات العلاجية مرض التهاب القولون التقرحي

  1. أدوية الأمينوساليسيلات (Aminosalicylate medicines): وهي أدوية تعمل على تهدئة الالتهاب، وتنفع في حالة النوبة الطفيفة، وتتضمن و mesalazine ،olsalazine ،balsalazideو sulfasalazine وغيرهم، وإذا لم يتحسن المريض يُعطى الستيرويد.
  2. الستيرويد: و هو يقلل من الالتهاب، ويُعطى في النوبات المتوسطة والشديدة، حيث يخفف الأعراض بشكل ملحوظ عادةً، ويتم تخفيف الجرعة الأولية تدريجيًا حتى تختفي الأعراض ومن ثم يتم إيقافه ولكن ليس بشكل مفاجئ، ويُعطى الستيرويد على شكل تحميلات إذا كان الالتهاب طفيفًا أو مقتصراً على المستقيم، وعن طريق الوريد إذا كانت النوبة شديدة، ويعتبر العلاج بالستيرويد لأسابيع قليلة آمنًا، حيث يتم إيقافه بين النوبات بغرض تقليل تعرض المريض له قدر الإمكان على مر السنين.
  3. الأدوية المثبطة للمناعة: وتستخدم إذا لم تقل حدة الأعراض بعد الأدوية السابقة، ومن هذه الأدوية azathioprine و ciclosporin و infliximab.
  4. الملّينات (laxatives): وتُعطى فقط إذا عانى المريض من إمساك و ذلك إذا كان المرض مقتصراً على المستقيم.
  5. لا تُعطى الأدوية المضادة للإسهال في مرض التهاب القولون التقرحي؛ و ذلك لأنها لا تعالجه بل ربما تزيد من خطر المضاعفات مثل تضخم القولون (megacolon).
  • علاج التهاب القولون التقرحي بالجراحة

يحتاج ٢٥٪ من مرضى التهاب القولون التقرحي إلى جراحة في مرحلة من حياتهم، حيث يتم استئصال القولون والمستقيم بتقنيات مختلفة بعد موازنة الفوائد و المضار المترتبة على ذلك، و يؤدي هذا الاستئصال إلى اختفاء أعراض المرض نهائيًا.

يتم اختيار الجراحة في الحالات التالية:

  1. إذا كانت النوبة شديدة بحيث تهدد حياة المريض، فيكون استئصال الأمعاء الغليظة هو الخيار الوحيد لعلاج تضخم القولون أو النزيف الذي لم يمكن السيطرة عليه أو الإنثقاب الشديد.
  2. إذا كان المريض لا يستجيب بشكل فعال للأدوية ويعرقل المرض حياته بشكل ملموس ومؤثر، بحيث إن النوبات تتكرر كثيرًا ويكون فيما بينها متعبًا، يكون الحل الجراحي هو الأمثل للتخلص من ذلك.
  3. إذا تطور لسرطان في القولون أو يُتوقع ذلك.
  • إجراءات علاجية عامة

    1. لا يحتاج المريض لنظام غذائي خاص عادةً، يكفي أن يتناول غذاء صحي متوازن، كما يُنصح بأغذية غنية بالألياف كالخضراوات لتجنب الإمساك إذا كان المرض فقط في المستقيم، للإطلاع بشكل أكبر عن النظام الغذائي الخاص بمرضى القولون التقرحي اضغط هنا.
  1. إذا كنتَ تعاني من فقر الدم و أعراضه، يُنصح بأقراص الحديد وفيتامين “ب” والفوليك أسيد (folic acid).
  2. يمكن أن ينصح الأطباء ببعض التطعيمات إذا كنت تتناول الأدوية المثبطة للمناعة.
  3. مسكنات الألم خلال النوبات.
  • الوقاية من نوبات مرض القولون التقرحي

بعد أن تختفي أعراض النوبة الأولى، يتعين عليك أن تتناول أدوية وقائية يوميًا لتجنب حدوث النوبة ثانيةً قدر الإمكان، حيث لوحظ أن الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية يوميًا تكون فرصة إصابتهم بنوبة أخرى أقل من الأشخاص غير الملتزمين بأدويتهم بشكل كبير.

و يفضل دواء ال mesalazine كدواء وقائي وهو من أدوية الأمينوساليسيلات (aminosalicylate)، وتكون جرعته أقل من الجرعة التي تؤخذ في النوبات، فإذا حصلت النوبة يتم تزويد الجرعة أو الانتقال إلى الستيرويد.

التهاب القولون التقرحي وسرطان القولون

لدى المصابين بهذا المرض نسبة أعلى من غيرهم للإصابة بسرطان القولون، وتزداد الخطورة كلما كانت النوبات التي لديك متتابعة بكثرة، لذلك يُنصح هؤلاء المرضى بإجراء فحص للقولون بعد ١٠سنوات من بداية المرض، وذلك عن طريق المنظار الداخلي السفلي للقولون (colonoscopy) بين الفينة والأخرى وأخذ عينات للفحص المجهري، ويتقرر بناءً على نتائج الفحوصات درجة احتمال إصابتك بسرطان القولون؛ ما إذا كانت منخفضة أو متوسطة أو مرتفعة، و تزيد احتمالية الإصابة كلما زاد حجم الجزء المصاب من القناة الهضمية أو إذا كان في عائلتك تاريخ مرَضي للسرطان أو وُجد أن لديك زوائد لحمية (polyps) في الأمعاء.

ويوصي المعهد الوطني للصحة والرعاية (NICE) بتحديد موعد المنظار التالي بناءً على درجة خطورة حدوث سرطان القولون عند المريض.

و وجدت الدراسات مؤخرًا أن الانتظام على أدوية الأمينوساليسيلات التي ذكرناها مسبقًا تقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون، ويجري العمل على أدوية تحسّن من حياة ومصير المرضى.

المصادر

  • Dr Colin Tidy (2017) Ulcerative Colitis | Symptoms, Diagnosis, and Treatment, Available at: https://patient.info/health/inflammatory-bowel-disease/ulcerative-colitis (Accessed: 12 October 2018).
  • Crohn’s & Colitis Foundation (2016) What is Ulcerative Colitis?, Available at: http://www.crohnscolitisfoundation.org/what-are-crohns-and-colitis/what-is-ulcerative-colitis/ (Accessed: 12 October 2018).
  • Crohn’s & Colitis Foundation (2014) The Fact about Inflammatory Bowel Diseases, Available at: http://www.crohnscolitisfoundation.org/assets/pdfs/updatedibdfactbook.pdf (Accessed: 12 October 2018).
السابق
غاز مسيل للدموع: طبيعته وأعراض استنشاقه والعلاج
التالي
فقر الدم المنجلي، اعراض فقر الدم المنجلي، علاج فقر الدم المنجلي

اترك تعليقاً